هنيئا لماكين

هنيئا لماكين!!!
لم يبقى إلا يومين
للبحث عن من يستلم مفاتيح باب البيت البيضاوي ويجلس على مكتب جذور خشبه تعود للعهد
الفكتوري والذي يُوقّعُ فوقه ملفات العالم بأسره، ساخنها وباردها مستندين لدراسات خبراء
جعلوا من علم النفس أرضية العلوم السياسية والإقتصادية.
ظهرت الإستعانة بنظريات علم النفس و إقحامها في العلوم
السياسية منذ بدايات القرن العشرين: السلوكيات السياسية وتأويلاتها وتجانس العلمين
معا لم يشكل تناقضا، حيث عرف هذا المزج في بداياته خطوات محتشمة بل لم يكن علم
النفس كأحد المحددات للتطور السياسي مقارنة مع خصائص البنية الوظيفية للمسألة
السياسية. حيث كانت ذاتية الثقافات والأجيال المتعاقبة محددا هاما في بناء الشخصية
السياسية، ثم جاءت التجربة الفاشية لتضحد هذا الزعم. ظاهرة الشخصية السلطوية Authoritative Personality تم عزلها فوضع علماء النفس
السياسيين تفسيرات لكلتا الظاهرتين معتمدين على المعطى العائلي متبوعة بفرضية غياب
العطف الأبوي التي شكلت نواة التحليل لمشاكل الأحاسيس التي تصبح رغبة زائدة في فرض
الشخصيةExpansive Desire
for Dominance والأدلة متعددة لنمط ونفسية الزعماء
إن الظروف التي خلقت الطاعة المفرطة للنظام الفاشي،
حُللت على نطاق فردي: التخلي عن الأنا المثلى الخاصة Private Ego-Ideal ومنحها لإرادة الزعيم، فيصبح الفرد فريسة لوهم جماعي مصحوب بهوس الأعداء
والمؤامرات.
تطور علم النفس السياسي الأكاديمي ليسلك منحاً آخر مع تطور
التحليل النفسي ليشكل بذلك النقلة الكبيرة إلى أن وصل أبعد حدوده مشخصا بذلك
متلازمة الشخصية السلطوية Authoritative Personality Syndrome . ثم كانت بداية الإنطلاقة لتحليل السلوك الإنتخابي ، كتلة الرأي العام، النشاط
السياسي عبر الأحزاب السياسية، ثم فرضتي المشاركة السياسية في العملية
الديموقراطية.
فطن علماء النفس السياسي إلى ظرورة الإرتقاء بالتحاليل
إلى صناعة القرار الجماعي داخل النخب التنفيدية أو المكوّن السياسي المجتمعي
باعتبارهما مفتاحي النشاط السياسي. استخدموا نظريات المساومة والمفاوضات Theories
of Bargaining and Nogotiations ناهلين من
المرجعية السوسيونفسية. والتي تفضي إلى قناعة جماهيرية كون المواطن الأمريكي على
الرغم من تحرره وجرأته في استقلالية الإنتخاب إلى أنه وحتى اليوم وبغض النظر عن
التاريخ الذي قطعته الولايات المتحدة في
توحيد الولايات ومعضلة السكان الأصليين وتاريخ السود المؤلم وتاريخ الهيمنة وحتى
في القرن الواحد والعشرين فإن الفرد الأمريكي غير مستعد اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا
أن يحكمه رجل أسود أو سيدة.
ماكين اكتفى بدعم فدرالي قدر ب84 مليون دولار من أجل
حملته في حين تلقى أوباما دعم المتبرعين والذي وصل 240 مليون دولار، السياسة هي
المال والإقتصاد والآلة العسكرية والجمهوريون يملكون هذا المعطى ويسعون من خلال
رفع حظوظ أوباما واستطلاعات الرأي التي تنصب لصالح أوباما لأن لوبيات خفية تحرك المشهد
السياسي بدقة عالية وعلمية- طمأنة المتتبع لديموقراطية أمريكية استهلاكية تنسجم مع
كل التيارات وحتى المعاكسة لبناء الشخصية الأمريكية التي تقول لك » إن أربعة
أحرف من « أنا أمريكي هي- أنا أقدر- وهنا تكمن فلسفة هذا البلد:American هيICAN أقدر.
وباستطاعة الجمهوريين جمع عشرات أضعاف ما جمعه أوباما،
حتى وسائل الإعلام فمعظمها ترفع من أداء أوباما وهدوء شبه عادي لتحركات حملة
ماكين.
هنيئا لماكين وهنيئا للسياسة الأمريكية وأتمنى أن فرضيتي
هذه يفاجؤها فوز أوباما .
عبدالقادر الفلالي –كندا-
Aucun commentaire