Home»International»النظام الجزائري يتاجر ويرتزق بثورة التحرير بطرق وأساليب فجة مثيرة للسخرية وذلك لصرف الشعب عن المطالبة بالديمقراطية والعيش الكريم

النظام الجزائري يتاجر ويرتزق بثورة التحرير بطرق وأساليب فجة مثيرة للسخرية وذلك لصرف الشعب عن المطالبة بالديمقراطية والعيش الكريم

0
Shares
PinterestGoogle+

النظام الجزائري يتاجر ويرتزق بثورة التحرير بطرق وأساليب فجة مثيرة للسخرية وذلك لصرف الشعب عن المطالبة بالديمقراطية والعيش الكريم

محمد شركي

المصلح الكبير الشيخ عبد الرحمان الكواكبي رحمه الله  تناول في مؤلفه الشهير « طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد » تعريف الاستبداد السياسي وتأثيراته وتمظهراته ، ومما جاء فيه أيضا ذكر الأسباب المعجلة بسقوط الاستبداد وهي كالآتي :

ـ  وقوع مشهد دموي مؤلم يوقعه المستبدون بشعوبهم .

ـ خروج المستبدين منهزمين في حرب  يخوضونها.

ـ إهانة المستبدين للدين تستفز مشاعر شعوبهم الدينية  .

ـ إرهاق المستبدين الشعوب بالضرائب والجبايات .

ـ حدوث كوارث يتخلى خلالها المستبدون عن شعوبهم.

ـ تحقير المستبدين للقانون .

ـ  حدوث ثورات نسائية .

ـ موالاة المستبدين لأعداء شعوبهم .

وقد ذكر بعض الدارسين أن الكواكبي استفاد في استخلاصه لهذه الأسباب من الثورات الأوروبية  خاصة الإنجليزية والفرنسية .

وإذا ما عرضنا النظام الجزائري المستبد عسكره بالحكم على هذه الأسباب، فسنجده مؤهلا للزوال كما تنبأت بذلك  عدة جهات، وبيان ذلك كما يلي :

ـ أما المشهد الدموي بالجزائر فقد وقع فيما يسمى بالعشرية الدموية ، وهو مشهد يطول الحديث عنه ، وقد ثبت من شهود عيان أن الجيش الجزائري ارتكب الفظائع تحت ذريعة محاربة الإرهاب خلال تلك العشرية وصفى كل معارضيه ، وكان هو الإرهاب بعينه ، ولا زال ضحايا هذا الإرهاب يعيشون في المنافي ، وقد سجلوا شهاداتهم ، وكفى بهم شهودا، ومنهم سياسيون وصحافيون ومثقفون … والمشكل أن بعض الصحافيين وعلى رأسهم الصحفي الرياضي المدعو حفيظ دراجي الذي يعمل بقناة الجزيرة الرياضية  والذي كان هو الآخر من الفارين بجلودهم  من إرهاب الجيش ، وظل يفضحه قد أذعن مؤخرا  له ، وصار بوقا من أبواق الجنرالات ينال  بين الحين والآخر من المغرب ومن المغاربة في صفحته على التويتر يردد ببغائية مثيرة للسخرية ما يصدر عنهم من تحرشات صبيانية . ولا ننسى  أن الشعب الجزائري ظل يخرج إلى الشوارع كل جمعة ما يزيد عن سنة ، وقد واجهه العسكر بالعنف والاعتقال ، ولا زال كثير من المطالبين بالديمقراطية والعيش الكريم وراء القضبان، فضلا عمن غيّبوا والله أعلم بمصيرهم .

ـ وأما خروج النظام العسكري منهزما فقد حدث مرتين، مرة في حرب الرمال ، ومرة أخرى حين تورط إلى جانب عصابة البوليساريو في الاعتداء على صحرائنا المحررة  ، ويكفي أن نشير إلى أن من يوجد اليوم على رأس المؤسسة العسكرية  كان قد وقع أسيرا في حرب الصحراء المغربية ، وهو بذلك  يحمل كل الحقد للمغرب . ويحاول هذا النظام تضليل الشعب الجزائري بأنه مستعد لخوض حروب أخرى مع المغرب لمحو عار تلك الهزائم المخزية .

ـ وأما إهانة النظام الجزائري للدين، فهو تقليد عنده  منذ ارتمائه بين أحضان الإيديولوجية السوفياتية الشيوعية  ، وتاريخ إهانته الصارخة للدين ناطق بفظائع ، ولقد كان ذلك هو سبب رهان الشعب الجزائري المسلم على الإسلام لخلاصه من الديكتاتورية العسكرية ،وقد عكس هذا الرهان فوز حزب إسلامي بالانتخابات البرلمانية فوزا ساحقا ، وهو فوز صادره العسكر المستبد، وعاد بالبلاد إلى ظلمات الاستبداد بعد بصيص من الديمقراطية لم يدم إلا أياما معدودات ، ولا زال الدين الإسلامي معرضا للإهانة من طرف الطغمة العسكرية المستبدة بأساليب وطرق مختلفة غير خافية على ذي بصر وبصيرة .

ـ وأما إرهاق النظام الجزائري الشعب بالضرائب ،فهو أمر يعاني منه هذا  الشعب المسكين ، ويتحدث عنه بشكل صريح من يوجدون خارج الجزائر ، وهم على صلة بأهلهم وذويهم ممن يعانون من ظلم تلك الضرائب .

وـ أما تخلي النظام الجزائري عن الشعب إبان حدوث جائحة الفيروس التاجي، فقد سجلتها شهادات مصورة وناطقة  لمواطنين مصابين تركوا عرضة للهلاك ،خصوصا وأن هذا النظام اعتمد سياسة التعتيم الإعلامي على الحالة الوبائية في البلاد  ، ولم يكشف كباقي الدول عن عدد المصابين وعدد الضحايا ، ولم يعتمد طرق العلاج والتطعيم المعتمدة في تلك الدول، وبقي سر الضحايا الهالكين طي الكتمان إلى يومنا هذا . وأما تداعيات الجفاف، وهو كارثة أيضا فقد انعكست على معيشة الشعب الذي لا زال يقف في طوابير طويلة منذ الصباح الباكر ولساعات من أجل الحصول على رغيف خبز أو جرعة لبن ، ولا زال ينتظر نصيبه من الماء الشروب إلى ساعة متأخرة من الليل ، وقد سجل هذا الوضع أحد الفكاهيين بأغنيته الشهيرة بعنوان : جا الما نوض تعمر » أي جاء صبيب الماء بعد انقطاعه طيلة اليوم، فقم لملإ جرارك أو أوانيك قبل أن يعاود الانقطاع ، وكفى بهذه الأغنية المعبرة عن مأساة الشعب مع الماء شاهدة على تخلي النظام عن الشعب ،وهو نظام عاجز حتى عن توفير جرعة  الماء الشروب، فكيف  بتوفيره رغيف الخبز، واللبن، واللحم ، ويكفي أن يستعرض الإنسان فيديوهات الأسواق المنشورة على الشبكة العنكبوتية ، والتي تصور مشاهد للمواطنبن  يطوفون بها ويتفرجون على المواد الغذائية خضرا ،وفواكه ،ولحوما، وألبانا ، يشتهون ولا يشترون لأنهم لا يستطيعون إلى اقتنائها سبيلا ، ويعبرون عن حرمانهم  منها بحرقة وألم شديدين ، ويستعرضون ارتفاع أثمانها المرهقة للجيوب كل هذا  يحدث والنظام لا يبالي بالمواطنين .

ـ وأما تحقير النظام الجزائري للقانون، فيكفي الاستشهاد عليه بالإجهاز الصارخ على المسار الديمقراطي، وتسلط الجيش على السلطة مع السخرية من الشعب بانتخابات صورية  وعبثية  .

ـ وأما وضع النساء في الجزائر، فهو وضع مزري  للغاية ، وقد كان لهن حضور في كل جمع التظاهر إلى جانب الرجال ، وهن يحمل لافتات تعبر عن مطالبهن من أجل الديمقراطية والحياة الكريمة ، ويكفيهن  إهانة النظام لهن من خلال المشهد اليومي وهن يتسوقن، ولا يجدن قدرة على اقتناء ما يسد رمق أبنائهن من بسيط العيش .

ـ وأما موالاة العسكر في الجزائر لأعداء الشعب، فتكفي الإشارة إلى انبطاحهم أمام مستعمر الأمس الذي لا زال لحد الساعة يرفض بإصرار الاعتراف بالجرائم التي ارتكبها في حق الشعب الجزائري ، ولا زال يحتفظ بجماجم كان قد فصلها عن رقابها في متاحفه إمعانا في إهانة هذا الشعب الأبي ، وهو يتسلى بها ، وهي شاهدة على فظائعه، ومع ذلك فالنظام الجزائري يتودد إليه ، ويفيض عليه من غازه وبتروله ، والمفارقة الغريبة  أنه يوهم الشعب بأن عدوه هو شقيقه الشعب المغربي الذي شاركه في خندق الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال الفرنسي البغيض ، وهو يفتري عليه الكذب بنفي  حصول دعم المغرب للثورة الجزائرية ماديا ودبلوماسيا  في المحافل الدولية مع وجود شواهد لا يمكن الطعن في مصداقيتها تثبت ذلك ،إلى جانب شهادات لشخصيات جزائرية تقر وتعترف للمغرب بوقوفه مع الثورة في فترة الاحتلال الفرنسي . ويوظف النظام الجزائري ذبابا إلكترونيا مسخرا لتضليل الشعب الجزائري ، وهي محاولة يائسة منه لتحريضه على الأخوة والجوار في المغرب  ، وصرف أنظاره عن أوضاعه المزرية اقتصاديا واجتماعيا ، وعلى كل الأصعدة والمستويات .

ولقد كان آخر ما حاول النظام الجزائري  المتاجرة والارتزاق  به في تظاهرة رياضية متواضعة حرص على تنظيمها بعد التظاهرة الرياضية العالمية، هو استدعاء حفيد الزعيم مانديلا ، وهو شخص لم يكن لا في نفير ولا في عير النضال ضد العنصرية في جمهورية جنوب إفريقيا  ليشهد شهادة زور من إيعاز العسكر، وقد تقاضى عليها أجرا هو أدنس من أجر قوّاد ـ شرف الله قدر القراء الكرام ـ  كي ينال من الوحدة الترابية للمغرب . ولقد استغل من يوجد على رأس النظام المستبد  فرصة حلول حفيد مانديلا ليزعم أنه قد قدم لجده مساعدات مالية وعسكرية إلا أن التاريخ المصور فضح كذبه وادعاءه حين ظهر المقاوم الكبيرالمرحوم  السيد عبد الكريم الخطيب في فيديوهات تحدث فيها عن وساطة قام بها بين الملك المرحوم الحسن الثاني  وبين الزعيم مانديلا ، توصل على إثرها هذا الأخير بدعم مالي مهم ،وبعتاد عسكري تسلمه في العاصمة دار السلام ، ثم بدا في فيديو آخر بجانب الزعيم مانديلا وهو يخطب في شعبه في ملعب لكرة القدم بعاصمة جنوب إفريقيا بمناسبة تنصيبه رئيسا ، وقد قدم لشعبه المقاوم الخطيب بجلبابه وعمامته ، وطلب من الحضور أن يحييه على الدعم المغربي لنضاله مرتين ، وكان هذا رد مفحم ومكذب لما ادعاه رأس النظام في الجزائر والذي لا يملك دليلا سجله التاريخ يثبت ما ادعاه.

والمثير للسخرية أن الذباب الذي يسخره النظام الجزائري ذهب بعيدا في نسبة كل ما في المغرب إلى الجزائر حتى بلغ الأمر حد ادعاء سرقة جبل طبقال منها ،وهو جبل مستقر في مكانه منذ أن خلقه الله عز وجل ، وكفى بهذا شاهدا على ما وصل إليه النظام الجزائري من ترد أخلاقي  وسلوك منحط ،وقد أصبح هو وذبابه موضوع تندر وسخرية  أمام أنظار العالم .

وخلاصة القول أن كل أسباب انهيار النظام المستبد في الجزائر قد توفرت  كما حصرها الشيخ عبد الرحمان الكواكبي في كتابه  » طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد « ، وهو ما يعني أن أيام انهياره  معدودة ، وأن الشعب الجزائري سيتحرر قريبا من استبداده لا محالة ، وسيشيد مع شقيقه الشعب المغربي النواة الصلبة لمغرب عربي كبير وقوي، والذي هو أمل كل شعوب المنطقة وهو ما سيغيض كل الحساد وكل المتآمرين على هذا الصرح الشامخ المأمول.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *