Home»Enseignement»لا مندوحة لمسلم عن الانطلاق من القرآن والسنة لتحديد مواقفه من كل ما يعرض له في حياته من أحوال ومعاملات وعلاقات

لا مندوحة لمسلم عن الانطلاق من القرآن والسنة لتحديد مواقفه من كل ما يعرض له في حياته من أحوال ومعاملات وعلاقات

0
Shares
PinterestGoogle+
 

لا مندوحة لمسلم عن الانطلاق من القرآن والسنة لتحديد مواقفه من كل ما يعرض له في حياته من أحوال ومعاملات وعلاقات

محمد شركي

توصلت يوم أمس من أحد الإخوة الأفاضل بكلمتين عبر تقنية الفيديو لكل من الدكتورين السيد محمد الناجي وهو إطار في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة ، والسيد عمر الكتاني وهو أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق  في جامعة محمد الخامس بالرباط ، وهو أيضا رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في الاقتصاد الإسلامي ، تتعلقان بموضوع :  » الاختراق ـ الصهيو ـ تطبيعي للتعليم العالي  » .  ولا شك أن الذي أثار هذا الموضوع في أوساط أطر التعليم العالي هو ما أبرم مؤخرا من اتفاقيات مع الكيان الصهيوني في مجال التعليم العالي.وعقب الكلمتين دعا كل منهما إلى ضرورة تصدي نقابات التعليم العالي لهذا الاختراق .

أما الأول السيد محمد الناجي، فقد ركز في كلمته على طبيعة هذا الاختراق في المستوى الاقتصادي، وتحديدا في المجال الزراعي ، وأما الثاني فركز على الاختراق الماسوني  في أكثر من مجال ، وذلك توعية وتنويرا للرأي العام الوطني عموما ،ولأطر التعليم العالي خصوصا .

ودون تكرار ما جاء في تلك الكلمتين خصوصا وقد تناقلتهما وسائل التواصل الاجتماعي على أوسع نطاق ، أرى أنه من الضروري وكسرا لطابو الخوض في موضوع التطبيع التنبيه إلى أن الشعب المغربي المسلم كغيره من الشعوب المسلمة في المعمور ملزم بأن تكون مواقفه وقناعاته صادرة عما هو مأمور به في كتاب الله عز وجل ، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ففيهما توجيهات إلهية تحدد التعامل مع غير المسلمين سواء كانوا من أهل الكتاب أو من غير أهل الكتاب . ولا مندوحة لمسلم عن الانطلاق منهما لتحديد مواقفه من كل ما يعرض له في حياته بما في ذلك علاقاته مع غير المسلمين .

ففي القرآن الكريم حديث عن أهل الكتاب من يهود ونصارى من الذين عرفوا ما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأقروا بصدقه ، ونذكر من ذلك قوله تعالى : (( وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم )) ، وفي هذه الآية الكريمة  إشارة إلى عموم أهل الكتاب يهود ونصارى ممن صدقوا برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  . ومن ذلك أيضا  قوله تعالى : (( إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرّون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا )) ، وقوله كذلك في النصارى : (( وإذا سمعوا ما أنزل على الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين )) ، وفي هذه الآية الكريمة وصف لصدق إيمان هؤلاء النصارى إلى درجة ذرفهم الدموع من شدة خشوعهم  لله تعالى ،وهذا  أمر لا زلنا نشاهده اليوم من خلال فيديوهات لنصارى يعلنون إسلامهم ، ويذرفون الدمع كما وصفهم الله تعالى .

والقرآن الكريم لم يقتصر على ذكر هذه الفئة من أهل الكتاب فقط بل ذكر منهم من يضمر العداء والحقد للإسلام ولأهله ، وحذر منهم المسلمين كما جاء في قوله تعالى : (( ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير )) ، ففي هذه الآية الكريمة ذكر لما تضمره الكثرة من أهل الكتاب من حسد للمسلمين ، وذكر لما تهدف إليه من صرفهم عن إسلامهم وقد استيقنوا أنهم على حق ،وتوجد آيات أخر فيها وصف لهذه الفئة التي تضمر العداء للإسلام والمسلمين مع التحذير من كيدها .

ولا يقتصر القرآن الكريم على ذلك بل يضبط علاقة المسلمين بأهل الكتاب من الفئتين، ومن ذلك قوله تعالى : (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهاكم واحد ونحن له مسلمون))، ففي هذه الآية الكريمة تحديد لأسلوب مجادلة أهل الكتاب باستثناء الظالمين منهم مع تحديد لما يجب على كل مسلم أن يقول لهم.

ويلزم كل مسلم أن يلتمس مواقفه في كل الأحوال والمعاملات والعلاقات  من كتاب الله عز وجل ، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا اعتبار عنده  لغير هذه المرجعية مهما كانت . ومن أسس تعامله على أساس هذه المرجعية لا يمكنه أن يقع فيما حذر منه الله تعالى مخاطبا رسوله الكريم ومن خلاله كل المؤمنين : (( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )) ، وليس  لمسلم بعد  هذا الذي قضى وحكم به الله عز وجل أن يقضي أو يحكم  بغيره تجنبا لاتباع الأهواء .وفي التزام ما شرع الله تعالى للمسلمين في كتابه الكريم ، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يقي من كل اختراق من شأنه أن يستهدفهم .

ونتمنى في الأخير أن يكون موقف علماء الدين من الاختراق كموقف أطر التعليم العالي خصوصا وأنهم أعلم  من غيرهم بمواطن الاختراق ، وأنهم حماة الإسلام وحراس العقيدة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.