Home»National»اللهمَّ من رأى عَورةً فليسترْها، إلا في باب العلم؛ فسترُ عَوراتِ العلم قضاءٌ على أجيال وأجبالٍ بالجَهل!

اللهمَّ من رأى عَورةً فليسترْها، إلا في باب العلم؛ فسترُ عَوراتِ العلم قضاءٌ على أجيال وأجبالٍ بالجَهل!

0
Shares
PinterestGoogle+

سعيد عبيد
كل لجنة عِلمية تنتصبُ لمباراةٍ ما وهي تحترم نفسَها وتحترم العِلمَ الذي أوْصلَها إلى أنْ تكونَ حَكمًا على المترشحين ليستْ معنيَّةً البتة بالأوامر الإدارية المتمثلة في أعداد المناصب المُرادة، ولا سُلطان لها عليها، إنما السُّلطان للعِلم وحدَه. ومعنى هذا أن اللجنة التي تحترم نفسَها يمكنُها ببساطة أن تُعلن فشلَ كافة المترشحين في نيل منصبٍ ما ما دامت رأتْ ذلك بإجماعٍ أو بأغلبية أعضائها، من زاوية عِلمية محضة، لا دخل للهوى أو لتصفية الحسابات فيها.
أقول قولي هذا وأنا أستحضر أمرين متكاملين:
إن درجة التبريز الذي أتشرَّفُ بحمل نيشانه، وهو السلك المشهود له بمتانة التكوين ومشقته إلى درجة الاستحالة، لم تَجد لجانُ مبارياته يومًا حرَجا في تدبيج إعلان نتائج مداولاتها بِـ »0 ناجح » أو بـ »لا أحد »، لا سيما في التخصصات العِلمية التي لا مجال لنسبيَّة التقويم فيها. في حين تَسبحُ مباريات التعليم العالي المغربية في بِركة الفساد الآسنة مع مختلف السلاحف النتنة الرائحة، كسلاحف الانتماء الحزبي والانتماء الشعوبي والولاء الشخصي وبيع الذمم والحسابات الأخرى المعروفة!
إن كثيرا ممن يحمل درجة الدكتوراه يحتاج إلى إعادة تأهيل ليكون اسما على مسمَّاه لا مجرد دَعيٍّ أو مُتقادم، لكنَّه للهفتِه الجَوْعَى إلى منصب « أستاذ التعليم العالي مساعد » تراه يُهرول (وكل هَرولة بَرولة) إلى الكتابة والطبع (وحتى النشر، وهو لا يعلم أنه ينشُر في العالَمين ضَعفَه المَكين)، وقد يُهيِّئُ له شيطانُه المجبولُ من نارِ الإحساس بالعَظمة أن يرى نفسَه أوْلى بالمَنصب من غيرِه، مع أنه إنما جيءَ به (وأحيانا بطرُق ماكرةٍ أنا شهيدٌ على بَعضِها شهادةَ حق ويقين)، ولم يجئْ به عِلمُه، وصُنِع في مختبر الأتباع والمُريدين ولم يَصنعْه عِلمُه، وأذلَّتْهُ مَسكنتُه وجُبنُه إزاء وليِّ نِعمتِه ولم يَرفعْهُ عِلمُه، وهو بتصدِّيه لدرجة التعليم العالي إنما يُقْبِل على إضاعة أجيالٍ من الطلاب والأساتذة المتدربين والمتعلمين بحُكم أنهم سيكون عالة عليهم وعلى الصفة التي يطمح إليها وليس لها بكُفءٍ… وهنا يأتي دورُ لجان المباريات لرد الرجُل إلى عقلِه إن أبقى له الطمع غيرُ المشروع عقلا، ولو كان المترشحُ كاتبَ هاته السطور نفسَه!
قراراتُ لجانِ أيِّ مباراةٍ شهادةٌ أمام الله عز وجلَّ قبل أن تكون شهادة في مِحرابِ العِلم أمام العِلم نفسِه، وأمام المجتمع وأجياله، وأمام أخلاقيات المهنة والضمير، وويلٌ لمن شهِدَ بغير الحق، وويلٌ لمن شهد بغير الحق!…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *