Home»National»كلمة تأبينية في حق الأخ العزيز المرحوم السيد عبد المجيد بمنسعود

كلمة تأبينية في حق الأخ العزيز المرحوم السيد عبد المجيد بمنسعود

0
Shares
PinterestGoogle+

كلمة تأبينية في حق الأخ العزيز المرحوم السيد عبد المجيد بمنسعود

محمد شركي

تلقيت  صباح هذا اليوم بحزن وحسرة شديدين نبأ رحيل الأخ العزيز عبد المجيد بنمسعود رحمة الله عليه  عن هذه الدنيا. ولقد عرفت هذا الأخ أول مرة ونحن نزاول معا  مهمة التدريس في سنوات الثمانينات بالثانوية التأهيلية عبد المؤمن بمدينة وجدة ، عرفته رحمة الله عليه شغوفا بتدريس مادة الفلسفة من منظور إنسان مؤمن راسخ الإيمان لا تستهويه التيارات الفلسفية الضالة توجها واقتناعا واعتقادا . و كان قوي الشكيمة صلب الثبات في الدفاع عن الإسلام لا يخشى في الله لومة لائم ، ولا يداري من يتنكبون صراطه المستقيم ونهجه القويم ، وقد جر عليه ذلك متاعب كثيرة كان يحتسب أجرها عند الله عز وجل . وإني لأذكره وهو يخوض سجالات  حامية الوطيس مع مجادليه لا تفتر له عزيمة ، ولا ينال منه يأس من ردهم إلى جادة الصواب والحق بالحجة والبرهان والإفحام  .

ولم تنقطع صلتي به  بعد ذلك حيث كنا نلتقي في اللقاءات الثقافية التي كانت تشهدها رحاب جمعية النبراس الثقافية ، وهو بالمناسبة من أحد مؤسسيها  لمن لا يعرف عنه ذلك . وكانت أنشطته بهذه الجمعية أنشطة وازنة يحاضر فيها  وهو محاضر مفوه وذو نفس طويل ، وصاحب خبرة ودراية بتسيير الجلسات  الفكرية . وعرفته أيضا خطيبا مفلقا جهوري الصوت ينحو في خطبه أسلوب الحجاج والإقناع  الذي اكتسبه من مزاولته للجدل الفلسفي . ولقد كان رحمة الله عليه أحد الخطباء ضحايا العزل من منبر الجمعة  بسبب طرقه موضوع الربيع العربي في خطبة له مشهودة ، والتي كانت آخر خطبه يومئذ ، ولم يشفع له بلاؤه الحسن في ما كان يمتع به رواد المساجد من خطب ودروس في شتى المناسبات الدينية ، ولم يجد من ينصره أو يدافع عنه إلا أن ذلك لم يحل دون مواصلة عمله الجمعوي والدعوي بنفس الوتيرة التي كانت لنشاطه المنبري  .

وجمعتنا بعد ذلك مهمة المراقبة التربوية ، وقد غير تخصصه من الفلسفة إلى مادة التربية الإسلامية مؤطرا ومراقبا لسنوات . ولقد كان دأبه وديدنه دائما كما كان وهو في الفصول الدراسية مدرسا يحرص على الدعوة إلى الله عز وجل بغيرة وشغف وتفان لا يبالي بنقد منتقد أو لوم لائم  في ذلك .

وعرفته أيضا  صاحب قلم سيّال في الجرائد والمجلات الورقية والرقمية ، وهو أحد كتّاب جريدة وجدة سيتي كما يعرف ذلك رواد هذا الموقع  الذي نشرت له العديد من المقالات الوازنة ، وشأنه في الكتابة والتحرير كشأنه في المحاضرة يسهب ويمتع ، ولا يغادر موضوعا إلا إذا أشفى غليله منه  .

وعرفته باحثا ومؤلفا نشر العديد من مؤلفاته الشيقة . وكان رحمة الله عليه محبا للدراسة والبحث عصاميا في ذلك حتى أنهى دراسته العليا بالحصول على شهادة الدكتوراه . وكان أيضا مولعا باقتناء المؤلفات والكتب والمجلات لا فوته عدد من أعدادها ، وكان يقوم بتوجيه إخوانه إلى المفيد منها وينبهم إلى ما يرتاب فيه منها.

وكان رحمة الله عليه معلق القلب بالمسجد يتردد عليه في كل صلاة لا يغيّبه عنه إلا سفر أو مرض . وكان جميل الابتسامة إذا ابتسم ، وغالبا ما يبادر غيره بها وبالسلام عليه بعناق معبر عن حرارة المحبة والمودة والأخوة ، كما أنه كان إذا غضب عبس عبوس ليث مستفز ، ومع ذلك كان صاحب دعابة وفكاهة بين معارفه .

ذلك هوالأخ العزيز الذي رحل عنا اليوم، وخلف فراغا كبيرا بين محبيه وقرائه ومتابعيه فيما يكتب وينشر .

ولولا أن الكلمة التأبينية تأبى الإطالة  لأطلت  واسترسلت في الحديث عن سجاياه إلا أنني سأتوقف عند هذا القدر حتى يأذن الله عز وجل بمشيئته للوقوف عن بعض أعماله مستقبلا للتعريف بفضله وبفكره وبجهاده بلسانه وقلمه .

نسأل الله عز وجل لأخينا العزيز الراحل عنا واسع الرحمة وشامل العفو ، ونحسبه مؤمنا وشهيدا عنده سبحانه وتعالى، ولا نزكيه عليه، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. رمضان مصباح
    16/01/2021 at 15:08

    رحم الله الأستاذ بنمسعود رحمة واسعة وألهم ذويه وأصدقاءه الصبر؛اشتغلنا معا ،كتبنا معا،اتفقنا قليلا واختلفنا كثيرا؛ اختلافا لم يفسد الود قط ؛ولله الأمر من قبل ومن بعد..

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *