Home»National»رهان الطابور الخامس العلماني في المغرب على النيل من تدين المغاربة رهان فاشل وتهجمهم على الإسلام لن يزيده إلا قوة ولن يزيد أهله إلا ثباتا عليه

رهان الطابور الخامس العلماني في المغرب على النيل من تدين المغاربة رهان فاشل وتهجمهم على الإسلام لن يزيده إلا قوة ولن يزيد أهله إلا ثباتا عليه

0
Shares
PinterestGoogle+
 

رهان الطابور الخامس العلماني في المغرب على النيل من تدين المغاربة رهان فاشل وتهجمهم على الإسلام لن يزيده إلا قوة ولن يزيد أهله إلا ثباتا عليه

محمد شركي

مرت أخرى يرخي موقع هسبريس العنان للعلماني المدعو مصطفى شاكري فينشر له مقالا تحت عنوان :  » الأزمة الوبائية تسائل ملامح الخطاب الديني ما بعد انحسار كورونا «   ،وهو مقال في منتهى التفاهة لا يصدر إلا عن ذي جهل واضح ، وفيما يلي  بعض ما جاء فيه كدليل على تهافته :

(ففي المجال الديني، وُجهت للخطاب الذي يدور في فلكه عديد من الانتقادات المتعلقة باجتهادات فقهاء الدين، لاسيما في بداية الأزمة الوبائية، حينما ادعى العديد منهم أن الدعاء وحده من شأنه أن يرفع الفيروس، أو الاستعانة ببعض الأعشاب الطبيعية التي قد تُقوّي مناعة الشخص)

فبكل وقاحة يفتري  صاحب المقال الكذب على الفقهاء ، وإضافته الدين لهم  يدل على جهله الصارخ ،لأن كلمة  » فقهاء » في الثقافة الإسلامية تغني  وحدها عن هذه الإضافة ، لأنه يقصد بها أهل العلم والفتوى ـ والفقهاء  وهم أعلم الناس بدين الله عز وجل منزهون عما افترى  عليهم هذا المفتري ، ويستحيل أن يقولوا ما قوّلهم زورا وبهتانا .  أما أن يوجّهوا الناس إلى الدعاء والضراعة إلى الله عز وجل ليرفع عنهم بلاء الوباء، فذلك منصوص عليه في كتاب الله عز وجل ، وهو ما لا ينكره إلا جاهل به أو مكابر أو منكر جاحد بهذا الكتاب .

وينسب صاحب المقال للمدعو أيلال ما يلي : (إن « الخطاب الديني ينبغي أن يكون مبنيا على أسس علمية، لأن رجل الدين ينطلق من البعد الاعتقادي، وأحيانا يتصادم مع العلم »، مبرزا أنه « عندما ظهرت أزمة كورونا كان على فقهاء الدين ببساطة إحالة الناس على أهل الاختصاص؛ أي الأطباء وعلماء البيولوجيا والفيروسات )

وهذا دليل آخر على الجهل بالإسلام ،ذلك أنه لا وجود لمن يسمون رجال الدين فيه كما هو الحال في اليهودية والمسيحية ، ذلك أن الإسلام له علماء وفقهاء ليست لهم سلطة دينية  كسلطة الأحبار والقساوسة  وإنما سلطتهم علمية . والافتراء على علماء الإسلام واضح أيضا في هذه الفقرة ، فضلا عن الافتراء على الإسلام من خلال القول بأن البعد العقدي يتصادم مع العلم . ولا ندري كيف تكون دعوة الناس إلى الدعاء صرفا لهم عن الأطباء و البيولوجيين والفيروسيين  ؟

ومما نسبه أيضا صاحب المقال لرشيد أيلال  قوله : (إقحام الدين في كل شيء يؤذي الدين نفسه) ،فهذه العبارة اجترار لمقولة : ( ما لله لله وما لقيصر لقيصر) ولا يقول بمثل هذا  الكلام إلا من كان على ملة من يقولون بإقصاء الدين من الحياة ، وهو ما لا يصح في دين الإسلام ، ولا يصح عند المسلمين .

وينسب له أيضا قوله :

لما جاءت كورونا لم يفدنا أحد من رجال الدين سوى بتحفيز الناس، وهو الدافع للالتجاء إلى العلم وليس ضده، وإلا سنعيش فصاماً بين الخطاب الديني والعلوم التي تحاول إنقاذ البشرية من الأزمات التي تلحقها، ما يستوجب الانسجام بين الخطاب الديني، لاسيما الرسمي منه، مع باقي قطاعات الدولة)

فهذا الكلام يفهم منه أن الشأن الديني عندنا له وجه رسمي وآخر خير رسمي . ويحاول صاحبه أن يداهن الوجه الرسمي الذي يمثله المجلس العلمي الأعلى  كما جاء على لسان محرر المقال :

(وأثنى أيلال على فتوى المجلس العلمي الأعلى بإغلاق المساجد في ظل تداعيات « كورونا »، قائلا: « هو نموذج يحتذى به، فقد كان المجلس على موعد مع المشكلة التي نعيشها »، لافتا إلى أن « التداوي بالحبة السوداء والعسل والحجامة أصبح في خبر كان مع الوباء لأنها لم تعد تقدم الحلول)

ولقد نسي أو تناسى أو جهل أن  عالما وعضوا بارزا في المجلس العلمي الأعلى قد نصح المواطنين بالتزام الحجر الذي نص عليه أهل الاختصاص من الأطباء ، وفي نفس الوقت دعاهم إلى التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء دون أن يقع انفصام بين الدين والعلوم كما زعم .

وختم صاحب المقال مقاله بما يلي :

(وشدد الباحث المغربي على أن « الأدعية التي كان يظن فقهاء الدين أنها كفيلة برفع الجائحة أظهرت نتائج عكسية، وكذلك دعوات الاجتماع في المساجد، ما دفع رجال الدين إلى الرجوع خطوة للوراء »، خالصاً إلى أن « الدين شأن فردي في الأصل، فلا يمكن أن نقول إسلامية الدولة، لأن الدولة لا تسلم وتكفر، بل هي شخص معنوي)

وهذا كلام مثير للسخرية ،لأننا لا ندري كيف جاءت الأدعية بنتائج عكسية ؟ ولا ندري في المقابل  بماذا جاءت العلمانية المنكرة للأدعية ؟

وهذه الفقرة من المقال تكشف بجلاء عن الخلفية العلمانية لصاحب المقال ، وهي أيضا خلفية من استشهد بكلامه ، ذلك أن الدين عندهما شأن فردي ، وأن الدولة في نظرهما لا تكون إسلامية أو كافرة ،لأنها شخص معنوي على حد قول القائل ، ولا ندري كيف تجاهلا معا دستور البلاد الذي ينص على أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي ، ولا كيف تجاهلا إمارة المؤمنين التي هي رمز الدولة الإسلامية ؟

ومع أن مثل هذا المقال لا يستحق  حتى مجرد الإشارة إليه لتفاهته بله مناقشته ، فإننا إنما أشرنا إليه لتنبيه الرأي العام المغربي إلى  تهافته من جهة ، ومن جهة أخرى إلى رهان الطابور الخامس العلماني على النيل من تدين المغاربة ، وتهجمه على الإسلام في إطار الحملة الانتخابية قبل الأوان التي يخوضها لاستمالة الناخبين للتصويت على الأحزاب التي تتبنى نهجه العلماني  .

ولا شك أن الذي شجعهم على التمادي في النيل من الإسلام تحت ذريعة انتقاد من يسمونهم رجال الدين هو صمت الوزارة الوصية على الشأن الديني كما سبق أن أشرنا إلى ذلك في مقال سابق علقنا فيه على صاحب هذا المقال  الذي نشر في مقال سابقا له حوارا أجراه مع علماني جزائري طالب بشكل صريح بإقصاء الإسلام من حياة  المغاربة والمغاربيين . وما دامت الوزارة الوصية على الشأن الديني تغط في سباتها فسيزداد استهداف العلمانيين للإسلام بكل وقاحة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.