غدا رمضان
محمد شحلال
غدا بحول الله ،يحل بنا اول ايام رمضان المبارك في ظروف لم يسبق لها مثيل في الزمن القريب -على الأقل-حيث يتزامن مع استمرار جائحة كرونا المستعصية،
وهي أول سابقة يعيشها الجيل المعاصر الذي، قدر لبعض الاحياء منه، أن يعيشوا مجاعة الاربعينات من القرن الماضي كواحد من الأحداث الاليمة.
لأول مرة نستقبل الشهر الفضيل ونحن لا نجرؤ على فتح الأبواب، ولا أن يتجول صاحب المزمار بين الأزقة، وهو يحيي تقليدا جميلا في بعض مدن مغربنا الغني بالصور والرموز.
سنعانق رمضان بدون طقوس تذكر،ولن يكون بوسعنا أن نسترق النظر الى صانعي وبائعي الحلويات التي سيعبث بها النحل بكل حرية!
لست ادري لماذا سكت العرافون ووكالة الاستخبارات الامريكية،،التي لا تقهر فتوحاتها،،فلم ينبهوا البشرية الى هذه الجائحة ،كما ظلوا يفعلون في بعض الأمور،هذه الجائحة، التي انحنى أمامها كل جبابرة الارض ليحملوا ،،لثاما،،الزاميا يخفي قسمات الشر التي ظلت تقطر منهم،وتخضع رقاب المستضعفين لاملاءاتهم !
ان البشرية تعيش جزءا من المساواة لأول مرة في التاريخ،حيث اختفت المواكب الرسمية،واضطر الجميع للتخاطب عن بعد ومن وراء،،كمامات،،ما كان احد من حكام الدنيا يفكر يوما بان يخفي بها سحنته صاغرا !
بار النفط واضطربت بورصات الجشع،واختلت كل حسابات الربح الجنوني الذي بالغ اصحابه في تشييء الانسان،حتى ان الرئيس الامريكي لم يتردد قبل الجائحة في كشف نواياه المادية، بكل الصلافة التي لم يجهر بها زعيم قبله،بل لقد صار يقايض وعوده لعربان الخليج بصفقات قارونية ،حتى لم يعد في جعبتهم غير بول البعير الذي قد يصبح بديلا لا مفر منه عن أصناف العصير التي كانوا يقتنونها من وراء البحر، من غير ان يكون لهم حق في معرفة مكوناتها،بينما يساومون الفقراء في البلدان الشقيقة في أعراض نسائهم،بل ويعتبرون الشعوب العربية الأخرى مجرد انتاج من الدرجة الثانية يجب أن يظل الفاصل قائما فيما بين ،،اثنية الشرق والغرب،،!<br>
مرحبا بك يارمضان،وكلنا أمل أن تنضم نفحاتك الى مرارة الجائحة، علنا نتخلص من كل تراكم فينا من اردان،لنعانق الحياة وقد اصبح وباء كرونا من حديث الماضي ان شاء الله.
نتألم لأبواب المساجد المغلقة قسرا ،ولغياب الصلوات الجماعية التي تعودنا أن نخفف بها من ثقلنا المادي والمعنوي،ونرجو من الله ان يكون الوباء الطارىء طهورا لنا جميعا.
أما مرتاد هذه الصفحة،فاني أسال الله أن يفوقهم لصيام، هذا الشهر الكريم خير الصيام والقيام،ويجعلنا جميعا من عتقائه،كما أسال الله أن يتزامن صيامنا مع انحسار الوباء وعودة الحياة الى طبيعتها،وكل عام وانتم في أحسن حال.
Aucun commentaire