ليكن في علم عصيد أن الأطباء والأطر الصحية الذين وجه لهم الشكر ليسوا علمانيين بل مسلمين يتوجهون إلى الله عز وجل بالدعاء ولا يعتبرون ذلك خرافة

ليكن في علم عصيد أن الأطباء والأطر الصحية الذين وجه لهم الشكر ليسوا علمانيين بل مسلمين يتوجهون إلى الله عز وجل بالدعاء ولا يعتبرون ذلك خرافة
محمد شركي
في محاولة لكسب تعاطف الأطباء والأطر الصحية في بلادنا مع توجهه العلماني ،نشر المدعو أحمد عصيد مقالا تحت عنوان : » تضامنا مع الأطباء وكل العاملين في قطاع الصحة « على الموقع الذي اعتاد نشر مقالاته . وسنكتفي بالإشارة إلى العبارة الواردة في مقاله والتي من أجلها نشره ،وهي مربط الفرس كما يقال ، وقد جاء فيها ما يلي :
« يتعرض الأطباء لحملة شعواء من طرف تيار يكره العلم والعلماء ويمقت العقل والمنطق، ويعتبر اكتشافات العلوم شيئا يؤذي مشاعره، ويهدّد مكتسباته من الشعوذة والخرافة »
هذه العبارة توهم الرأي العام أنه يوجد بالفعل تيار يستهدف الأطباء بحملة شعواء ، وأنه يكره العلم والعلماء ، ويمقت العقل والمنطق لأن ذلك يهدد مكتسباته من الشعوذة والخرافة . والحقيقة أن ما سماه عصيد تيارا لا يعدو شخصا واحدا مختصا في علم التغذية ، وقد أخذ عليه بعض أصحاب الاختصاص في المجال الطبي تطاوله على اختصاهم فيما يذيعه مما يسميه نصائح للمواطنين ، وهو يتحدث باسم الدين . وقد وقع بينه وبينهم ما وقع من تلاسن تداولته وسائل التواصل الاجتماعي ، ولكن عصيد أراد ركوب هذا الموضوع لحاجة في نفسه هي النيل كعادته من الإسلام، علما بأن هذا المختص في علم التغذية ليس وصيا على الإسلام ، وليس ناطقا باسمه ، وأنه إذا كان ما يصرح به شعوذة وخرافة ، فإن ذلك يلزمه وحده ، ولا يلزم الإسلام وإن نسب له ذلك .
وما يريده عصيد ليس هذا الشخص بالذات ، وإنما يموه به على قصد معروف ، وهو بالفعل يستهدف ما يسميه في مقالاته بالتيا الإسلامي، وهو يعلم أن المغرب لا تيارات فيه بل فيه شعب واحد دينه الإسلام، وأن الأطباء والأطر صحية جزء من هذا الشعب ،وهم معتزون بإسلامهم لا يبالون بعلمانيته التي لا مكان لها في بلدهم المسلم الذي ينص دستوره على ذلك رغم أنفه .
واستعمال عصيد لفظة « تيار » إنما يريد أن يوهم بها أنه توجد تيارات أخرى ليوجد مكانا ضمنها لتياره العلماني المنبوذ وهو ينسب له العلم والعقل والمنطق بينما ينسب لما يسميه التيار الإسلامي الخرافة والشعوذة .
والأطباء والأطر الصحية لا يشرفهم تضامن من علماني يطلق لسانه بوقاحة في دينهم ، ويناله منه .
إن الأطباء والأطر الصحية يقاومون الجائحة متوكلين على الله عز وجل وألسنتهم تلهج بدعائه والضراعة إليه سبحانه وتعالى ، وهم صابرون محتسبون ويعتبرون ما يقومون به جهادا في سبيل الله عز وجل من أجل إنقاذ الأرواح ، وهم بذلك في عبادة ، والذي لا يشكرهم لا يشكر الله عز وجل ، ولا اعتبار لتجريح من يجرحهم لأنهم منزهون عن ذلك بشهادة ما يقومون به لوجه الله تعالى ، وهم لا يريدون من أحد جزاء ولا شكورا ولا تضامنا خصوصا ممن لا يحترم دينهم وهويتهم الإسلامية. وإذا كان عصيد قد أشاد بما قام به الصينيون تجاه أطبائهم من استعراض وتصفيق ، فإن المغاربة يدعون مع أطبائنا في كل صلواتهم دون الحاجة إلى استعراض أو دعاية أو إشهار . fb4wx9




Aucun commentaire