Home»National»في زمن كورونا كذب ابريل ممنوع.

في زمن كورونا كذب ابريل ممنوع.

2
Shares
PinterestGoogle+

اعتدنا في فاتح ابريل من كل سنة  سماع أكاذيب تدخل في خانة المزاح وان كانت غير مستساغة في الكثير من الحالات عندما تتجاوز حدود المعقول ,لأنه من اللامعقول الخلط بين الجد والهزل في أمور لا مجال فيها للعبث ولا للضحك الذي هو كالبكاء, وقد يقود صاحبه إذا كان يدخل في باب ترويج الإشاعات والأكاذيب , التي تمس بأمن وطمأنينة المواطنين وتنشر الرعب في البلاد, إلى المساءلة طبقا للقانون .

الآن هناك وضع طارئ ابتدأ حين تفشى الوباء اللعين انطلاقا من الصين ليعم باقي دول المعمور في ظروف غير معهودة , والمغرب ليس استثناء بحكم انفتاحه على العالم في عصر أتاح التنقل بسرعة قصوى من قارة لأخرى للإفراد والجماعات لمختلف الأغراض والشؤون وأصبحت البلاد تعج بالوافدين من سياح ورجال أعمال وعودة للمغتربين بديار المهجر , فاتخذ من الإجراءات ما من شانه تحصين نفسه من استشراء العدوى بإغلاق الحدود وتوقيف الرحلات البرية والجوية والبحرية , وسن قوانين للحجر الصحي والأحكام الخاصة بهذه الفترة العصيبة حماية لأرواح المواطنين وسلامتهم البدنية , والحمد لله فقد أتت هذه التدابير الاحترازية الاستباقية أكلها فأصبحت الوضعية متحكم فيها ولم تخرج عن السيطرة كما هو الحال في دول متقدمة كان يحسب لها شان من حيث الوسائل المتوفرة والتقدم الطبي والبحث العلمي وغيرها من الامتيازات التي لا تعد ولا تحصى, لكن تبين بفعل كورونا المستجد أنها متساوية مع باقي الدول الأقل تجهيزا بالأسرة والمعدات  والبنيات الاستشفائية والأطر الطبية , فالكل في صراع من اجل البقاء حتى التعاون بين الدول أصبح في خبر كان -إلا في حالات نادرة – فأين الاتحادات والتكتلات الإقليمية والقارية والاتفاقيات والمعاهدات الموقعة في وقت مضى والتي هي الآن محل تشكيك في النوايا بفعل طغيان الفردانية والمصالح الشخصية.

أكيد أن زمن كورونا سيكون له ما بعده, وسيشهد من قدر له أن يحيي , تغييرات كبرى في العلاقات والسلوكيات على جميع المستويات والأصعدة ,فاستمرار الحال من المحال و لابد من نقد داني وإعادة النظر في كثير من الأمور ,على  المجتمع والأفراد مراجعة الأوراق وتغيير الاستراتيجيات,  فقد تبين أن الأنانية تطغى في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى التضامن والتآزر والتعاضد في زمن المحن الذي تمتحن فيه الصداقة وتوضع المبادئ والشعارات على المحك .

 فرفع المعنويات قي هذه الظرفية من الأولويات , وكذلك التتبع والسؤال عن الأحوال في الوسط العائلي وبين الجيران والأصدقاء والأحباب والمعارف ,فالخوف من الموت كشف المستور و أزاح الغطاء عن أنانية الإنسان في الاحتكار والاتجار بالماسي وغيرها من الظواهر التي برزت للعيان ,واستغلال الفرص أسقط الأقنعة عن وطنية مزيفة وروح ايخاء مفترى عليها إلا من رحم ربي (مع عدم التعميم طبعا).

وبنبرة تفاؤل أقول بأننا سنتغلب إن شاء الله على الوباء بإتباع نصائح الأطباء والسلطات بالبقاء في المنازل خلال هاته الفترة  الحرجة والتأقلم مع ظروف الحجر الصحي بما هو متاح من وسائل مع شيء من التجديد والإبداع الذي تتفتق عنه عبقرية الإنسان للخروج من الروتين والتغلب عن الكآبة واليأس والقنوط وتحويل الطاقة السلبية إلى ايجابية ,فرحمة الله وسعت كل شيء, و ستعود المياه إلى مجاريها  قريبا إن شاء الله وسيمضي كل إلى غايته , فلنصبر صبر أيوب عليه السلام , وما كان أصابه من البلاء,  مصداقا لقوله تعالى ۞ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ( سورة الأنبياء الآية  ثلاثة وثمانون), و في قصص الأنبياء حكم وعبر لمن يريد أن يعتبر .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *