الى الذين يسألون عن الأمطار…. لماذا و أين اختفت.

يحي طربي
كيف لأمطار الخير أن تنزل و القلوب تتقاطر
شرا. و بعض الطغاة من المسؤولين، منتخبين و سياسيين، يتآمرون على المواطنين لتعطيل مصالحهم و عرقلة مشاريعهم، إما باستغلال النفوذ و الشطط في استعمال السلطة، و إما بالتحايل على القوانين المهينة للشعب، الحاطة من كرامته؛ تلك القوانين التي تصنعها الحكومات في عجالة، و يتم التصويت عليها، دون استفتاء و مشاورة الشعب، في مجلس النواب، في عجالة كذلك، من طرف بعض ( ممثلي الأمة )، الذين لا يفقهون في سن القوانين و تشريعها شيئا، ملحقين بذلك أضرارا خطيرة بالسياسة التنموية، مع العلم أن ملك البلاد يولي أهمية كبرى لتطوير و إنجاح هذه السياسة، و التي تصرف عليها الدولة ميزانيات ضخمة، دون أن تحقق أهدافها.
كيف للغيث أن يأتي و بعض عديمي الضمير من المسؤولين الذين أوكلت لهم مهمة تدبير الشأن المحلي و السياسات الوطنية – العمومية، يتفننون في نهب المال العام و خيرات الوطن ( بلا حيا بلا حشمة )، و يتناوبون على تفقير الشعب.
كيف لأمطار الرحمة ان تنزل و الرشوة و الزبونية و المحسوبية ما زالت متفشية في الإدارات و المرافق العمومية، و قد بلغ الكبرياء و العجرفة و الأنانية ببعض المديرين و رؤساء المصالح حد احتقار المرتفقين البسطاء و اعتبارهم مواطنين من الدرحة الثانية و الثالثة، هذا بالرغم من الخطابات الملكية التي تحث المسؤولين الإداريين على تجويد الخدمات الإدارية و تبسيط المساطر، خدمة للمواطن و إرضائه، دون تمييز.
كيف للغيث أن يأتي و حثالة القوم يقصون أخواتهم من التركة، و يستولون على حقهن في الإرث،………
كيف » لدموع الرحمة » أن تنزل على قوم لم تعد في قلوبهم ذرة من الرحمة، يلقون بالأجنة في صناديق القمامة، و آخرون يدمرون شبابا أبرياء بكل أنواع المخدرات و الأقراص المهلوسة.
لقد غابت أمطار الخير فعلا، لأنها لم تجد في قلوب كثير من الناس خيرا، وبدأ شبح الجفاف يخيم سنة بعد سنة. فمن أراد الغيث إذن، إما أن يعيد النظر في أخلاقه و تصرفاته، و أن يطهر قلبه من الحقد و الحسد الذي يعمي بصيرته، و إما أن يبحث عن الأمطار في الضفة الأخرى من البحر، عند النصارى، قوم عيسى الذين لا يظلم و لا يضطهد و لا يجوع عندهم أحد؛ هناك حيث الخير و الخيرات.
خلاصة القول: قسما بالذي خلق الكون و الكائنات و كما جاء في كل الأديان و الكتب السماوية، من لم يطهروا أنفسهم من الشر و الأذى و يحسنون لبني جلدتهم و للناس أجمعين، لن تفلح فلاحتهم و لن تزدهر صناعتهم و لن تربح تجارتهم و لن تنجح ذريتهم و لن يتقدموا قيد أنملة. أما الأطفال و المستضعفون في الأرض و الذين في قلوبهم خير و بهيمة الأنعام فلهم رب يحميهم.
Aucun commentaire