مَا لِي أرَى صَخَبًا يَنْدَسُّ فِي نَغَمٍ؟

مَا لِي أرَى صَخَبًا يَنْدَسُّ فِي نَغَمٍ؟
رمضان مصباح الادريسي
انْثرْ قَرِيضَك إنَّ القلبَ مُنكسرٌ – – وابْعثْ عَزاءً إن الفنَّ مُندحِرٌ
شاخَت أغانيَ أمْسٍ ماتَ ناظِمُها- – رَجَّ النَّعِيقُ بِأنغام ٍ ، بكَى وَتَرٌ
أين الخَجولُ بِرَقراقٍ وشاطِئهِ — أين السَّنا و عُيونٌ زانَها حَوَرٌ
رقْراقُ ذاك عظيمٌ موجُهُ ثَمِلُ – – مِن غُنْجِ بِنْتِ ضَبابٍ عِشْقُها قَمَرٌ
نَظْمُ الجَواهِر شِعْرا زانَهُ نَغَم ٌ – – أهْدى لنا قمَرا حَفَّتْ بِه دُرَرٌ
ما بالُ راحِلة ٍغَيْرى فهلْ نَسِيتْ – – ذاك المَساءَ ودَمْعا ما لهُ فَتَرٌ
يا لهْفَ عاشِقِها اذْ وردُه شَحِبٌ – – يبْكي رحيلَ حَبِيبٍ دَمْعُه هَمِرٌ
تلكَ الوصيفَةُ بعدَ أن تُوِّجتْ قمرٌ – – سلطانةً لِمَغاني سِحرُها قدَرٌ
ثمَّ ارْتوتْ نغَما أرواحُنا وسَمتْ- – أسماعُنا بِغناءٍ حَرْفُه أَسِرٌ
ألحانُه دَفَقٌ أوزانُه مُهجٌ – – ألفاظُه لُمَع ٌ أسْماؤه غُرَرٌ
ولَّى زمَانُهمُ وانْهَدَّ صَرْحُهُمُ – – أينَ الغِناءُ وأين الشِّعرُ والعِبَرُ
مالِي أرى صَخَبا يَنْدَسُّ في نَغَمٍ؟ — مالي أرَى يَبَسًا يَهْمُو بِه مَطرٌ؟
هل عُقِّمَتْ مُهَرٌ أمْ شاخَ فارِسُها – – أم غارَ نَبعُ قَريضٍ ماؤُهُ سَكَرٌ؟
مِن أينَ عابثةٌ بالعُود يا وَلهِي – – من أين مَفْسَدةٌ للذَّوقِ يا وَتَرٌ
مِن أين قاصِمةٌ للنَّاي يا شَغفِي – – يَبكِي بُكاءَ يَتِيمٍ عَيْشُه قُتَرٌ
مِن أين نَظْمُ كلامٍ تافِه نَزِقٍ – – عُشَّاقُه بِمَلايينٍ بِهَا هَتَرٌ
ناحَتْ مَسامِعُنا تَرْثي مَغانِيَها – – ترْثي زمانَ نُجومٍ غَمَّها كَدَرٌ
انْ لمْ نَصُنْ نَغَمًا فَلا نَسْغ فِي غَدِنا — لا رُوحَ فيهِ اذا ما شِعْرُه ُنُثُرٌ
Aucun commentaire