Home»National»-8-محمد بوجمعة: تاريخ وذاكرة ملعب « لاكروى »

-8-محمد بوجمعة: تاريخ وذاكرة ملعب « لاكروى »

0
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي
من الملاعب المشهورة التي لعبت دورا كبيرا في تقوية العلاقات الاجتماعية بيننا ونحن صغار أذكر ملعبي « لاكروى » و « A.D.M » وكلاهما يتواجد بالقرب من إدارة الجمارك المتاخمة لشارع علال بن عبد الله.
أما ملعب « لاكروى » فقد كان عبارة عن أرضية كبيرة تمتد على مساحة تقدر ب حوالي 2000 متر مربع، محاطة بسور تلاشى فيما بعد بفعل الحفر المستمر في ثناياه. جزء من هذه الأرضية كان مكانا صالحا لعقد مباريات في كرة القدم رغم صلابته وانتشار الحجارة الصغيرة في ربوعه. كما كان جزء من هذه الأرضية أشبه بمزبلة تجتمع فيها بقايا تشذيب الأشجار ونفايات البناء المتراكمة هنا وهناك. ولكن عندما يكون هذا الملعب الواسع مستغلا من طرف فرق أخرى، كنا نضطر للعب في الجهة المقابلة له حيث يوجد ملعب صغير اسمه « A.D.M » وهذه الحروف تختزل اسم: « جمعية الجمارك المغربية » وهو ملعب تابع لإدارة الجمارك كأرضية محاطة بسور من جهة وبسياج حديدي من جهة أخرى، يوجد بداخله مستودع ملابس كان يستغل من طرف جيلنا كمدرج خاص بالمتفرجين.
كل ما نعلمه يقينا أن هذه الأرضية المحمية كانت تشكل بالنسبة لنا ملعبا رائعا، وإن كان صغيرا لا يتسع لأكثر من أربعة عشرة لاعبا كما يقول الأستاذ نور الدين البالي. ولم نكن نحن أبناء محمد بوجمعة الوحيدين الذين كانوا يقومون باستغلال هذين الملعبين، بل كانت المجموعات تحج إليهما من كل الشوارع والأحياء المجاورة. وغالبا ما كان يجمع دوريات حماسية كثيرة. ومن الأحياء التي كانت تلتقي في هذه الملاعب يتذكر الأستاذ عمر أورحو « حي جبارة – حي الروبيو- حي الديوانة- حي الدندان – حي الرامولة- وقيل أن حتى شباب تكنة باب الجزائر أو جيش التحرير كانوا، من حين لحين، يستغلون هذه الملاعب، وإن كان لهم ملعبهم الخاص وهو ملعب « كومباطا ».
يمتد ملعب « A.D.M » على مساحة لا تزيد عن الثلاثين مترا طولا والعشرين مترا عرضا، أي مساحته لا تزيد عن 600 متر مربع،كما كان محاطا بأشجار الصفصاف من الجهة الأمامية الغربية وجدار يبلغ ارتفاعه المترين، وبسياج عسكري وأشجار الصفصاف من الجهة الشمالية التي تطل على شارع علال بن عبد الله، هذه الأشجار كانت تمنع الكرة من مغادرة الملعب.
استغلال هذا الملعب من طرف الفرق التابعة للأحياء المجاورة كان يزعج إدارة الجمارك ولذلك كان الجمركيون من حين لحين يقومون باستنفار عام يجعل اللاعبين يفرون بسرعة، ولكن بمجرد أن تهدأ الأوضاع حتى يعودوا من جديد لتبقى عملية استغلال هذا الملعب رهينة بعملية مد وجزر، ولكن في الغالب الأعم كان اللاعبون يجدون أريحيتهم في استغلال الملعب طولا وعرضا ودون أن يزعجهم أحد، إلا في حالة سقوط الأمطار فكان يتعذر عليهم ذلك لكون أرضيته ملساء رخوة بمجرد امتزاجها بالماء تتسبب في انزلاقات خطيرة ومضرة.
أما فيما يخص تسمية الملعب الأول بملعب « لاكروى » فتعددت الآراء حول ذلك واختلفت، حيث ذهب الأستاذ خالد كروز إلى القول بأن سبب التسمية يعود إلى « جافيل لاكروى » والذي كانت تنتجه عائلة الشاوش التي كانت تملك معملا في الجهة المقابلة للملعب » في حين يذكر الأستاذ عمر أورحو بأن أصل التسمية راجع إلى فرنسي اسمه لاكروى كان يملك هذه الأرضية، فتحولت إلى ملاعب رياضية، كانت تستغل من طرف العائلات الفرنسية القريبة من القنصلية الفرنسية في شارع علال بن عبد الله » وهو الأمر الذي أيده الأستاذ عمر زيان أحد اللاعبين المرموقين الذين كانوا مواظبين على اللعب بهذا الملعب أيام الطفولة.
أما الأستاذ نور الدين البالي فينحى منحى آخر حيث ذهب إلى القول بأن مصدر الاسم يعود إلى سيدة فرنسية كان اسمها مادام لاكروى كانت تسكن بالقرب من الملعب، وأن الملعب فضلا عن كونه كان عبارة عن ملعب خاص بكرة السلة، حيث كانت إلى حد قريب لازالت أعمدتها منتصبة، فهو كذلك كان ملعبا خاصا بالكرة الحديدية « les boules ».
ويذهب الأستاذ عمر زيان الملقب بعسيلة إلى القول بأن اسم لاكروى من الممكن أن يكون قد اشتق من عائلات اسمها « لاكروى » كانت تسكن بالقرب من هذا المكان ولكن لم يكن في أي يوم من الأيام ملكا لها، لأنهما كانا تابعين للأملاك المخزنية ، معتمدا في ذلك على أحد الجمركيين الذين اشتغلوا بإدارة الأملاك الجمركية المحاذية لملعب ل.د.م والذي ظل يسكن مجاورا لهذين الملعبين وله دراية بتاريخ المنطقة وساكنتها.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عبد القادر
    20/12/2019 at 10:12

    ملعب لاكروا تسميته قديمة قبل بناء منزل الشاوش فهو لإسم الفرنسي لاكروا الذي كان يسكن بجوار الملعب حيث كانت حافلاته تتوقف كل مساء بهذا الملعب. هذا الملعب كانت تجرى به كل سنة دوري لمختلف التجريدات العسكرية بجهة الشرق.فأذكر كاتب المقال أن هذا الحي كان يشتهر بتواجد محل لبيع المثلجات المسمى الدب الأبيض الذي كان يملكه فرنسي وتشتغل به خالتي فاطمة التي كانت تسلمنا المثلجات خلف الباب الخشبي.وكذلك بتنوع المجال الأخضر خاصة أشجار التوت والضرضار……

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *