محمد بوجمعة: تاريخ وذاكرة 2 ….جامعة خرجت أطرا في كل المجالات

أحمد الجبلي / وجدة سيتي .نت
لقد بكى الجميع حين تم إعلان فصل صديقهم عن الدراسة، لأن الدراسة في هذا الدرب مقدسة، فحين يقترب موعد الإعلان عن النتائج ينتظر الجميع قدوم ساعي البريد، فتجد عشرات التلاميذ ينتقلون من دار لدار، سعيا خلف ساعي البريد، وحبا في معرفة المعدل الذي حصل عليه أحد أبناء الدرب.
الصديق المنسحب من سلك التعليم التحق فورا بالتكوين المهني، فالإستدراك السريع كان سلوكا طبيعيا في درب يعشق أبناءه العلم والمعرفة والسعي نحو التفوق. لقد حقق نجاحا باهرا حتى من داخل التكوين المهني حيث التحق بالمكتب الوطني للكهرباء بمدينة الناضور وقد أعطى الكثير في مسيرته المهنية.
لقد استوطن الناظور وترك خلفه أصدقاء: جزء منهم من ذوي الشعب العلمية يشترون أوراق الزبدة بالكيلو، لأنهم سيعملون على إنهاء جميع تمارين فويبير vuibert بجزئيه، وجميع تمارين أي كتاب متوفر لديهم، إن كتاب الفرد الواحد في الدرب هو كتاب الجميع، كان حسن إذا سافر في زيارة لمدينة أخرى تكون مهمته البحث عن تمرين أو تمرينين أو أكثر في الرياضيات وحتما جميع التمارين يجب أن تكون من نوع « معلك’
حين يجد حسن تمرينا ولو واحدا كان يأتي إلى أصدقائه مهرولا مبشرا بخبر سعيد وأخيرا وجد الجميع تمرينا يستحق المقاتلة والجهاد لحل جميع الطلاسم التي يحملها بين جنباته.
حسن الآن هو أستاذ الرياضيات، وأحمد التحق بالمدرسة المحمدية للمهندسين، وفؤاد التحق بكلية الطب بالرباط ورابع وخامس وسادس… الإنجاز المشترك بينهم أجمعين هو أنهم سنوا سنة حسنة اقتف أثرها من جاء بعدهم من أجيال هي الأخرى ستعرف شيئا اسمه أوراق الزبدة بالكيلو وطحن جميع التمارين الموجودة في الكتب والبحث والمغامرة من أجل اصطياد تمارين من نوع معلك.
حين وصل خبر سقوط خالد في قسم الشهادة الابتدائية، لم يصدق أبناء الحي الخبر، لأنه شيء غير مألوف لديهم، فأسرعوا وأسرع معهم خالد وهو في غاية الغضب والاستنكار، يخطو خطوات سريعة في اتجاه أبي يوسف الكندي، بعد مدة ليست بالطويلة عاد إلى الدرب وعادت معه ابتسامته السمراء الجميلة، لقد وقع خطأ في الأرقام. إن خالد اليوم أستاذ بارع وفنان تشكيلي متميز يقوم بتدريب الطلبة الأساتذة بمركز التكوين الجهوي.
لا يمكن ذكر وزارة من الوزارات، أو تخصص من التخصصات إلا وفيها أحد من خريجي هذا الدرب العجيب الذي كان بحق جامعة عملت على تخريج المتميزين في كل الشعب والتوجهات.




Aucun commentaire