Home»Islam»ازدواجية السلوك الديني والأخلاقي في المجتمع المغربي ( تلبع 4): بقلم عمر حيمري

ازدواجية السلوك الديني والأخلاقي في المجتمع المغربي ( تلبع 4): بقلم عمر حيمري

0
Shares
PinterestGoogle+
 

( تابع ) رغم أننا نتشدق بالأخلاق وبأن الدين الإسلامي ، هو  منهجنا في حياتنا اليومية ،وأنا لا نبغي عنه بديلا ، فهو من رب العالمين . إلا أننا لا نرى هذا الادعاء وهذا التصور، ينعكس على تصرفاتنا ومعاملاتنا اليومية ، فالنصوص الشرعية)  والتعاليم والمنهج الإسلامي  والخلق العظيم للإسلام ، في واد ونحن في واد آخر، والحديث عن الأخلاق والسلوك الحسن والخصال الرفيعة الحميدة ، ونجدة المظلوم ، وإطعام الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا وغريما ومحتاجا ، يظل مجرد اجترار لفضي وكلام فارغ ، لا معنى له ، يتكرر في المناسبات والخطب الرنانة . إن حالنا وتصرفاتنا اليومية والصورة التي تؤخذ عن واقعنا  المعيش ، تكذب كل ما نلوك  بألسنتنا ونردد . إن مجتمعاتنا لا تلتحم بواقعنا ولا تنسجم معه ، ولا تعكسه ، فهي بعيدة كل البعد عن المثاليات الأخلاقية والدينية ، التي ندعيها ونطالب بأجرأتها وتطبيقها والتعايش معها في الواقع اليومي ونطبل لها ونقيم الدنيا ولا نقعدها من أجلها . هي مجرد  نفاق طبعا وتمثيلا لا حقيقة .

إن المسلم في المجتمع الإسلامي ككل ، يعيش كل المتناقضات ويطبق منطق التناقض حرفيا في حياته اليومية ، فهو يصلي ويزني ويأتي اللواط ويتلوط ويشرب الخمر ويكذب وصلاته لا تنهاه ، ويصوم ويفطر على الأكل الحرام والمال الحرام ، ثم هو يزكي ويجمع المال الحرام عن طريق التعامل بالربا والغش  والقمار وسرقة  أموال الناس وأخذها بالباطل وربما يحج  بالمال العام وحاله يدل ، على أنه لا ولن ينتهي عما نهى الله عنه ورسوله ، وقد يتصدق  للمؤسسات والجمعيات  الخيرة ، بمال حرام غير طيب ليقال عنه كريم ، وهو لا يلتفت لأخته أو أخيه الفقير المعدم ، الذي لا يتوفر في بيته قوت اليوم وفوق كل هذا ، وبعد كل هذه المتناقضات يدعي الإسلام وينظر له وهو يفرق بين الله سبحانه وتعالى ورسوله  صلى الله عليه وسلم . فإذا قلت له هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعها ، لا يقول سمعت وأطعت ، بل يسبقه لسانه  وبدون أي تفكير أو تردد يجيب   » إنما هذه مجرد سنة والسنة غير ملزمة الاتباع   » .

إن  » المسكين « ، هذا المدعي الإسلام  ، الذي  يجهل ولا يعلم ، أن أعظم ما تقرب به من تقرب إلى الله ، طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، والله سبحانه وتعالى أمرنا في الكثير من الآيات الكريمة وألزمنا طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا أمر معلوم لا يمكن إنكاره أو تجاهله  ، فمن لم يطع الرسول ، فما أطاع الله وما كان من المسلمين  وإن ادعا الإسلام وصلى وصام  وزكى وحج  . يقول تعالى في سورة النساء [ من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ] ( النساء آية 80 ) وفي سورة المائدة يقول : [ وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ] ( المائدة آية 92 ) وفي سورة النور يوصي سبحانه تعالى فيقول : [ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ] ( النور آية 56 ) ويتكرر الحث على طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في سورة الحشر في قوله تعالى : [ وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ] ( الحشر آية 7 )  ولقد قسم  الله سبحانه وتعالى في سورة النجم  على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن كل ما يقوله هو وحي من الله سبحانه  فقال :[ والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ] ( سورة النجم آية 1-2-3-4 ) . بعد كل هذه الآيات وهذه الأدلة ، لم يعد لمن ينكر السنة ولا يتبعها ، حجة على أنه مسلم أو أن ما يعتقد هو من الإسلام  مقبول عند الله  .

لم يبق لنا في الحقيقة ، من الدين الإسلامي إلا اسمه ومن العبادات والطقوس الدينية ، إلا مظهرها وشكلياتها وحركاتها ومراسيمها .لم يعد الدين عندنا إلا مطية للسلطة والسيطرة والاستغناء والاستغلال ، فالفضائيات الشريرة الشيطانية ، التي ترفع شعار الدين وتشتغل تحت مظلته وتحمل لواءه ، وتدعي كذبا ونفاقا ، الاهتمام أساسا بالدعوة وبالوعظ والإرشاد ، وخصصت كل برامجها للدفاع عن الإسلام ادعاء واستثمرت أموالا طائلة ، بحيث اشترت شيوخا أو استمالتهم لتحقيق استراتيجيتها الهادفة ، إلى سلب الشعب إرادته الحرة والتحريرية وحجبت عن الرؤى الصحيحة الحقيقية للدين ، ولقد وظفت لذلك كذلك إعلامين باعوا ذممهم وخانوا مبادئ مهنتهم ووظيفتهم هم الآخرون . لقد فعلوا كل هذا من أجل استغلال الدين وامتطائه ، فهي ترى في الدين   سلعة رائجة  مربحة ، لا تعرف الكساد أبدا وهي قابلة للتبادل وللبيع بالملايين من الدولارات ، للحكام ليستقر حكمهم الجائر الظالم ويتسنى لهم الإفساد والفساد ونهب المال العام  والتحكم في الرقاب  والأرزاق تحكما مطلقا ، ومن ثم تحقيق إيديولوجية حكمهم وسياستهم للبلاد دون أي معارضة ، كما يمكن بيع هذا الاستغلال الديني للمتربصين بالبلاد من أعداء الخارج  ليسهل عليهم نهب اقتصاد البلاد والتمكن من سياسته وتوجيهه والسيطرة عليه  .

إن تجار الدين دغدغوا عواطف العوام الغوغاء ، محدودي الفكر والتفكير وقليلي أو ضعيفي الإيمان وجاهلين بالدين وأصوله ، وتلاعبوا بعواطفهم وعقولهم ، وشككوا في إرثهم الفكري والديني ، أو طعنوا فيه ، فاستمالوهم ، بل أدهشوهم وأخذوا بلب عقولهم ، عن طريق الصراخ والبكاء من فوق المنابر وضرب المنابر بالعصا  . إنها البراعة في التشخيص والتمثيل وفي إلقاء الخطب الرنانة وفي اختيار الكلمات المعسولة ، التي تأخذ بالقلوب وتنفذ إلى النفوس فتشدها إليهم شدا  … هذا منهجهم  وطريقتهم ، التي يستخدمونه ، ليسرقوا منهم الدين والإيمان والتفكير ، ثم المال ، وبعد ذلك ، ضمان التمكين للسلطان الجائر والتعبير له عن الفناء في خدمته  ، ثم التأييد السياسي له ولمن يرضى من أتباعه ، يوم الاقتراع الانتخابي الشكلي .

إن علماء الدين واللاهوت الإسلامي ، ليسوا على شاكلة واحدة  يتبع   ، فهم

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.