من ثمرات المنابر …الخطبة 6 : دولة رسول الله (ص)وزارة الدفاع ووزارة العدل
ألخطبة السادسة:الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد أيها المؤمنون، فمن المؤسسات التي كان رسولنا يقوم عليها لتنظيم الشؤون الدنيوية للدولة، وهو العنصر 7: 7
– وزارة الدفاع: أو ما يمكن تسميته أيضا بالمؤسسة العسكرية، حيث كان له حرس خاص، كما كان له سرايا وجنود مسلحون، جاهزون عند الحاجة، كما هو الشأن اليوم بالنسبة لجميع رؤساء الدول، والملوك.. فأما الحرس الخاص: فقد حرسه سعد بن معاذ يوم بدر، وحرسه أبو أيوب الأنصاري يوم خيبر، كما كان من حراسه أدرع السلمي وخشرم بن حباب الأنصاري… وذكر ابنه بدر أن الضحاك بن سفيان بن كعب كان سياف النبي قائماً على رأسه متوشحاً بسيفه. وفي صلح الحديبية وقف المغيرة بن شعبة قائماً بالسيف على رأس رسول الله ومعه المغفر.. ,كان بعض حرسه يلازمه من خلفه بعدما جرت محاولات عدة لاغتياله منهم جبلة بن عامر البلوي، وغيره. وأما الجنود المحاربون فلا أحد ينكر ما كان عليه الصحابة من التعبئة والاستعداد للتضحية بالمال والنفس لحماية بيضة الإسلام.. وقد خرج إلى تبوك بحوالي 30.000 مقاتل، كلهم يرغبون في الشهادة في سبيل الله تعالى..
8- وزارة العدل: ومن أنشطة الدولة التي كان النبي يباشرها تعيين القضاة على الأمصار، وهذه – باصطلاح العصر- وزارة العدل. ومن القضاة الذين عينهم النبي على مختلف جهات الدولة الإسلامية آنذاك: أبو موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن كلّ منهما أمير على مخلاف (منطقة أوإقليم)، وقال: يسرا ولا تعسرا، ثم عليّ بن أبي طالب وقال له: إذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأوّل، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء. ومنهم عتاب بن أسيد بعثه إلى مكة..
9- وزارة الرياضة والشبيبة: ومن ذلك أيضا ما كان يوصى به من ممارسة الرياضة البدنية،كحمل الأثقال (الربع)، والرماية والسباحة والفروسية، ويكافئ المتفوقين فيها تشجيعاً واستحباباً. وأمر بالعدو، والإسراع في المشي (النسلان).. وكان يلاعب الأطفال، ويتفرج على لعب السودان والأحباش برفقة عائشة، وهذه وزارة الرياضة والشبيبة بلغة اليوم..
10- وزارة الثقافة والفنون الجميلة: كما كان يهتم بالأعياد ويعتبرها فسحة في الدين، ويستنشد الشعر في المجالس، ويستحسن كل جميل. وهذا ما قد يسمى اليوم بوزارة الثقافة.. أيها المؤمنون، لقد أرسى محمد دولته على أسس علمية وإدارية متينة وراقية بما يتلاءم مع طبيعة مجتمعه، ويكون أصلا قابلا للتوسيع والتطوير للأجيال المتلاحقة من أمته من بعده، إذا هي أحسنت النظر في سيرته، وسنته، وماذا بعد الحق إلا الضلال.. والحمد لله رب العالمين..
Aucun commentaire