Home»National»من وحي الذكرى 20 غشت 2019

من وحي الذكرى 20 غشت 2019

0
Shares
PinterestGoogle+

يحتفل الشعب المغربي بالذكرى السادسة و والستين لثورة الملك والشعب الخالدة، ذكرى تربط الماضي بحاضر يسائل الضمائر الحية ، الماضي المتميز بالنضال والاستماتة من اجل الاستقلال والتحرر والانعتاق من قبضة الاستعمار الفرنسي ، مظاهرات حاشدة وانتفاضة جماعية في جميع ربوع المملكة من اجل افشال المؤامرة الاستعمارية ،انتفاضة لها دلالات نضالية قوية وشكلت منعطفا في مسلسل الكفاح الوطني كرد فعل على رغبة فرنسا في تنحية المغفور له الملك محمد الخامس الملك الشرعي وتنصيب محمد بن عرفة ملكا مزيفا ،الشيء الذي اعتبره الشعب المغربي مسا بالكرامة ونيلا من رمز السيادة فاندلعت الثورة والإضرابات ،ووجهت بحملات الاعتقالات الواسعة والمحاكمات العسكرية والمدنية ،واستشهاد العديد من الوطنيين والتفنن في ضروب التعذيب والتنكيل ، وتلك وقائع ثابتة رواها لنا آباؤنا وأجدادنا وأبناء عمومتنا ، مدينة وجدة وقبائل بني يزناسن وبركان شهدوا ملحمة شعبية وطنية عارمة يومي 16 و17 غشت ولازالت العائلات في المغرب الشرقي تحتفظ بنسخ الأحكام الصادرة في مواجهة الوطنيين من طرف المحاكم العسكرية الفرنسية ، جيل باكمله تشبع بوطنية راسخة وحمل السلاح وعقد العزم على التشبت بملكه والدفاع عن حوزة الوطن ، وقد ساهم في الثورة المذكورة عدد لا يحصى من الشباب و الكهول والنساء وفق عملية توزيع ادوار محكمة ، وان كانت بعض اسماء المناضلين آنذاك والشهداء اللذين بصموا هذه الثورة تذكر ، ومحل فخر واعتزاز فان اسماء اخرى لمناضلين أبرار لا تكاد تذكر والحال انها تشكل ذاكرة مدينةوجدة وقبائل بني يزناسن وبركان في هذه الحقبة المهمة ، وبما ان بعض المقاومين لا زالوا احياء يرزقون أطال الله عمرهم فانهم يشرحون لنا كيف تم الإعداد لهذه الثورة ضد قوات الاستعمار وكيف تم الاعداد لاضرام النارفي معمل الكهرباء بوجدة آنذاك ، ويروي لنا أفراد العائلة كيف كانت تتم عمليات الاعتقال والتعذيب الوحشي والتنكيل والتجويع وقد تمت متابعة اغلبهم بالقتل العمد والمؤامرة وتكوين عصابات إجرامية
،مناضلون اشاوس لم يحظ جلهم بأية التفاتة او تكريم قيد الحياة لان هاجسهم كان وبكل بساطة هو تحرير الوطن والاستماتة من اجله ، جيل جعل كذلك من تحرير الجزائر قضية وطنية وقومية وساهم بكل ما اوتي من قوة في مد يد العون للمقاومة الجزائرية ، لذلك وحتى نربط الماضي بالحاضر يجب ان نسائل أنفسنا ان كنّا على العهد باقون لمواصلة النضال والالتفاف حول وطن موحد ؟ في زمن تتوالى فيه الاحتجاجات ويتملص القائمون على الشأن المحلي من التزاماتهم ،والمنتخبون من واجباتهم المتمثّلة في خدمة المواطنين ، في زمن يتملص فيه اغلب المسؤولين من المحاسبة ويلهثون وراء المصالح الشخصية ، في زمن تراجعت الجدية وخفت نجم الوطنية الصادقة ،زمن ينتصر فيه المرشحون لمناورات تدليسية من اجل استمالة الناخبين وشراء الذمم ، ويصوت مواطن قهره الجهل والفقر على نماذج يعلم مسبقا انها لن تخدمه بقدر ما تخدم مصالحها رغبة في الاغتناء الفاحش ، لذلك هل نحن فعلا على العهد محافظون ؟ وكما قال احد الفلاسفة
« الذاكرة كي تعمل جيدا في حاجة الى تمرين متصل ومستمر ، وإذا لم تستدع الذكريات مرارا فإنها تتلاشى « 

سليمة فراجي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عكاشة .
    27/08/2019 at 16:47

    أستاذتي المحترمة أعجبت كثيرا بهذه المقالة التي عادت بي الى ماكان يرويه أجدادنا عن المقاومة الباسلة للمستعمر من أجل الإستقلال ورجوع سيدي محمد الخامس طيب الله ثراه من المنفى ليقود هذه الأمة المؤمنة من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر .
    وقفت أستاذتي كثيرا عند : … ’’ فان اسماء اخرى لمناضلين أبرار لا تكاد تذكر والحال انها تشكل ذاكرة مدينة وجدة وقبائل بني يزناسن وبركان في هذه الحقبة المهمة ، ثم وقفت كذلك عند : ’’مناضلون اشاوس لم يحظ جلهم بأية التفاتة او تكريم قيد الحياة لان هاجسهم كان وبكل بساطة هو تحرير الوطن والاستماتة من اجله ’’ ، ناس ضحوا من أجل تحرير البلاد من قبضة الاستعمار الغاشم لم يعد يذكرهم أي أحد من أمثال ’’ الحاج أحمد ميري بلهاشمي ’’ . في الوقت الذي نجد بعض – المحظوظين – تسمى المدارس والثانويات والاعداديات والشوارع باسمائهم . وباكثر من مرة . اناس منسيون جاهدوا في السر والعلانية و حملوا السلاح دفاعا عن الوطن ولا ينكر هذا الاجاحد . لم يلتفت اليهم ولامرة لا في حياتهم ولا بعد وفاتهم على سبيل المجاملة احياءا للذاكرة التي أشرت اليها في المقال ما دام بعض المقاومين مازالوا على قيد الحياة ، ولم يستفذوا كما استفاذ الاخرون في حياتهم وبعد وفاتهم . فأعمالهم – كما قال لي جدي رضوان الله عليه – كانت لوجه الله والوطن وعودة الأسرة العلوية الشريفة الى أرض الوطن . أما الاخرون فيكرمون في كل مرة وتسمى الشوارع بأسمائهم وفي أكثر من ركن وفي أكثر من مناسبة …
    أشكرك أستاذتي على هذا المقال الجميل الذي خلد الذكرى والذي أحيا ذاكرة كانت منسية عندي بموت أصحابها رغم انهم أحياء عند ربهم يرزقون .
    فاللهم جدد الرحمات على من ضحى بنفسه وماله وبأعز ما يملك من أجل أن يحيا هذا الوطن .

    شكرا . والسلام عليكم ورحمة الله .

    *** عكاشـــــــــــــــــة ***

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *