Home»National»جناية وزراء حزب العدالة والتنمية المغربي على حزبهم جناية كبرى

جناية وزراء حزب العدالة والتنمية المغربي على حزبهم جناية كبرى

2
Shares
PinterestGoogle+

جناية وزراء حزب العدالة والتنمية المغربي على حزبهم جناية كبرى

محمد شركي

على وزراء حزب العدالة والتنمية المغربي يصدق المثل العربي القائل:  » على قومها جنت براقش « ،  وهذا مثل يضرب لكل من يجني على نقسه كما جنت الكلبة براقش  بنباحها على قومها وقد اختبئوا من أعداء كان يطاردونهم فهلكوا جميعا . وبيان جناية وزراء هذا الحزب على حزبهم أنهم خيّبوا ظن الذين صوتوا عليهم من مناضليهم ومن المتعاطفين معهم يوم تقدموا للانتخابات أول مرة، وقدموا أنفسهم بديلا عن غيرهم ممن كانوا سببا في وصول البلاد إلى نفق مسدود ، وإلى فساد ممدود كانا وراء حراك الربيع المغربي في العشرين من فبرايرسنة 2011 . ولقد كان برنامج هذا الحزب هو محاربة الفساد تحقيقا لإرادة من خرجوا ينددون به في حراكهم، إلا أن هذا البرنامج لم ير النور ، وتزل سقف مساءلة ومحاسبة  ومعاقبة المفسدين إلى سقف  » عفا الله عما سلف « ، الشيء الذي أحبط إرادة  وحلم الذين راهنوا على هذا الحزب مناضلين ومتعاطفين على حد سواء ، وألصقت به شبهة التآمر مع الفساد، والسكوت عليه، ومساعدته وقد انحنى لعاصفة الحراك .

وكان على هذا الحزب الذي يدعي المرجعية الإسلامية أن يلتزم بمرجعيته ، وهي السر وراء وضع الناخبين ثقتهم فيه، لأن الإسلام معروف بمحاربة  الفساد، ولا يسكت عنه ، ولا يقبل التطبيع معه . ولو أنه من أول يوم اكتشف عدم قدرته  على مواجهة  من كان يسميهم في حملاته الانتخابية تماسيح وعفاريت الفساد ، انصرف إلى حال سبيله لصان مصداقيته عند الذين راهنوا عليه وصوتوا لصالحه ، إلا أنه عوض ذلك اختار سياسة عفا الله عما سلف مع التماسيح والعفاريت ، وانحنى وانبطج  لهم ، وخشي أن تفتك به كما فتكت تماسيح النيل  بغيره ، فاختار مهادنتها ، وضحى بثقة الذين راهنوا عليه، فصار هدفا للنقد اللاذع دون هوادة من خصومه، ومن مناضليه ، ومن المتعاطفين معه على حد سواء حين وضع مصداقيته في مهب الريح، وكان عليه أن يختار بين وصفه بالحزب الانتهازي والوصولي  أو بين وصفه بالحزب الساذج والمغفل  الذي ركب ظهره ، وشد خطامه ، وسيق إلى حيث لا يرغب ولا يريد .وبالرغم من تساهله في موضوع الفساد أو بالأحرى توجسه من فتح ملفه أعاد الناخبون الثقة فيه للمرة الثانية  وكأنهم أعذروه عسى أن يشجعه ذلك على اقتحام حمى الفساد المستشري ،لكنه ازداد بعد الثقة فيه  للمرة الثانية انبطاحا ، وجر عليه ذلك مزيد نقمة  ، وصار من ساندوه يرون أنهم قد لدغوا من جحر مرتين .

 ومع حصول مقاطعة الشعب لمواد استهلاكية عبارة عن لبن ،وماء، ووقود لغلاء أسعارها ، وضعف قدرته الشرائية اختار حزب العدالة والتنمية الوقوف إلى جانب تجار هذه المواد عوض الوقوف إلى جانب مطلب الشعب . وعوض اقناع هؤلاء التجار بالتخفيض من أسعار موادهم رفقا بالقدرة الشرائية لسواد الشعب، اختار وزراء حزب العدالة والتنمية أسلوب الوعيد والتهديد  والتخوين مع المقاطعين ، والاستخفاف بهم والسكوت على من عيّرهم بأحط الصفات من تجار المواد المقاطعة حتى إذا اصطلى هؤلاء بنار المقاطعة، عمدوا إلى تقديم الاعتذارات مضطرون لا أبطال ، فعمد وزراء العدالة والتنمية بدورهم إلى استجداء المقاطعين، الشيء الذي جر عليهم مزيد نقد ونقمة ، وقد كانوا في عنى عن ذلك  لو أنهم وقفوا على الأقل موقفا محايدأ ،و إن كان الأجدر بهم أن يقفوا إلى جانب من أوصلوهم إلى مركز صنع القرار ، وما أوصلهم إلا ضعاف الناس الذين وضعوا الثقة فيمن رفعوا شعار المرجعية الإسلامية، علما بأنه من خدع   بالله انخدع كما يقال .

 ومع استمرار غلاء المعيشة وسوء الحال المصاحب لها  تزداد  يوما بعد يوم  نقمة الشعب  على الحكومة المحسوبة على حزب العدالة والتنمية ، ويهوي سهم مصداقيته إلى الحضيض بشكل غير مسبوق ، ويصير هدفا سهلا لانتقاد خصومه الذي يتربصون به لتقديم أنفسهم بديلا عنه بعدما كان هو يقدم نفسه بديلا عنهم .

فهل سيستطيع هذا الحزب رد الاعتبار لمصداقيته الذاهبة أدراج الرياح ، ويتدارك أمره باختيار الوقوف إلى جانب من أوصلوه إلى الحكم كوقوف الشاعر الجاهلي دريد بن الصمة  إلى جانب قبيلته غزية والقائل :

وما أنا إلا من غزبة إن غوت = غويت وإن ترشد غزية أرشد

فما الذي يمنع وزراء هذا الحزب من تلبية رغبة الشعب في  إلغاء مهرجان غنائي يستهلك أموالا طائلة في باطل، وكان الأولى أن تصرف في ضروريات ملحة ،وما أكثرها ؟

أليس وزراء حزب العدالة والتنمية قد جنوا جناية كبرى على حزبهم، وقدموا خدمة جليلة لخصومهم حيث مكنوهم من ركوب ظهورهم، وتقديم أنفسهم بديلا عنهم مستغلين سخط الشعب عليهم ؟ ولم يعد  ينفعهم القول إن غيرهم جاء فقط لمحاربتهم ، وأن من وجد لذلك فحسب لا مشروعية له ، ولن يفيد البلاد والعباد ، لأنه  سيقال لهم بم نفعتم أنتم البلاد والعباد ؟  وهل يعي هؤلاء أن الكلمة الفصل إنما هي للشعب، وليست لغيره ممن يعتبرونهم  قد جدوا فقط  لمحاربتهم أو وجدوا لغير ذلك مما علمه عند الله عز وجل  ؟

وأخيرا كان على وزراء حزب العدالة والتنمية ألا يفعلوا بحزبهم فعل الجاهل بنفسه ما يفعله العاقل بعدوه .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *