Home»National»آفة تعاطي مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي الأراجيف

آفة تعاطي مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي الأراجيف

0
Shares
PinterestGoogle+

آفة تعاطي مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي الأراجيف

محمد شركي

تزداد  يوميا في مجتمعنا ظاهرة استعمال وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا الهواتف المحمولة التي أصبحت منتشرة على أوسع نطاق . ويتهافت الناس على اقتناء  آخر طراز منها تهافت الفراش على النار، ويتنافسون في ذلك التنافس المحموم . وتزيد الشركات المصنعة لهذه الهواتف  من حدة هذا التنافس من خلال ما تدخله من إضافات تقنية  جديدة عليها تغري  بالتهافت عليها بالرغم من ارتفاع أسعارها. ولقد صار الناس مدمنين على اقتنائها وعلى استعمالها . وغالبا ما تقتصر أحاديث غالبية الناس عن هذه الهواتف على ذكر فوائدها  المتعددة، لكن القليل منهم من  يتحدث عن مساوئها . والحقيقة أنه يوشك أن ينطبق عليها قول الله تعالى في الخمر والميسر : (( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما )) . ومع كثرة  فوائد ومنافع  وسائل التواصل الاجتماعي ، والهواتف المحمولة  تحديدا ، فإن آفة تعاطي الأراجيف بين أصحابها تنسفها نسفا . ومعلوم أن الأراجيف هي  الخوض في الأخبار الكاذبة والسيئة لإيقاع الناس في الاضطراب ولنشر وإشاعة  الفتن بينهم . وتسهّل الهواتف المحمولة إشاعة الأراجيف بين الناس ، وتجعلها تنتشر انتشار النار في الهشيم ، ذلك أنه لا يكاد مرجف يرجف بخبر أو صورة أو فيديو حتى يصل إلى كل ذي هاتف محمول . ولم يعد مستعملو هذه الهواتف يعرفون شيئا اسمه التحري أو التثبت  في تلقي الأخبار، بل صاروا يقبلون كل ما يصلهم بنهم ، الشيء الذي  أفسح المجال واسعا للمرجفين الذين صاروا يتفننون في تسويق أراجيفهم على أوسع نطاق ، ويعيثون في المجتمع فسادا . والمؤسف أن الناس أصبحت لهم قابلية  كبيرة لتداول الأراجيف  فيما بينهم . ولقد كثر ضحايا الأراجيف التي لم يعد يسلم منها عظماء الناس ولا بسطاؤهم . ولا تكاد يحدث حدث  في مكان عمومي حتى يشهر الناس هواتفهم المحمولة ، يوجهون عدساتها صوب غيرهم دون استئذان مستبيحين حرماتهم . ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتعمد العبث بما يتم تصويره ، ويلفق له ما ليس منه ليصير أراجيف . ومن هذا العبث تغيير سحنات  وملامح من تلتقط لهم الصور واستبدالها بسحنات وملامح غيرهم  لتشويه سمعتهم من خلال مشاهد مخزية صورت لغيرهم ، وهي لا تليق بمقامهم ، ولا بمكانتهم الاجتماعية ، فتصير على سبيل المثال لا الحصر المرأة المصونة مبتذلة بسبب عبث التلفيق في التصوير ، كما أن  الرجل المهيب  يصير مهينا ، وموضوع تندر .

 وتعكس آفة تعاطي الأراجيف بين مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي مدى الهوة التي صارت تفصلهم عن القيم الأخلاقية الحميدة ، ومدى انحدارهم إلى أدنى مستويات مساوىء الأخلاق . والمؤسف حقا أن يشترك  حتى كرام الناس مع لئامهم  في تعاطي الأراجيف  عن طريق نشرها عوض منع تداولها فيما بينهم  دون وخز ضمير منهم  أو شعور بخجل من دناءة هذا الفعل المشين .

ولقد حان الوقت لمحاربة المرجفين الذين ينشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، والذين يزرعون الفتن في المجتمع لزعزعة استقراره ، وللتشجيع على انحرافه ، وإشاعة ما لا ينسجم مع قيمه الأخلاقية من انحرافات ، و فاسد الطباع ، وذلك عن طرق  سن قوانين في منتهى الصرامة لاستئصال آفة تعاطي الأراجيف المنتشرة  بشكل غير مسبوق في مجتمعنا بسبب  تطور،وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي . ولا بد أن يوجد من القوانين ما يصون حرمات الناس من العبث بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي .

 ويتعين  أيضا على المشرفين على الحقل الديني علماء، ودعاة، وخطباء أن يضطلعوا بمهامهم في تنبيه وإرشاد الناس إلى تجنب السقوط في هذه الآفة التي باتت تتهدد المجتمع لتقويضه.

ويتعين أيضا على مختلف وسائل الإعلام أن تواجه انتشار هذه الآفة بالكشف عنها والتحذير من آثارها السلبية في المجتمع ، وذلك بواسطة مواد إعلامية  متنوعة للتوعية بمخاطر الانزلاق نحوها ، والتعاطي معها .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *