يا رئيس الجهة ويا عمدة المدينة إنه من المؤسف وجود كثرة الحفر والأخاديد في شوارع وأزقة مدينة  وجدة  التي صوتت ساكنتها عليكما لخدمتها

محمد شركي

طلبت في مقال سابق من السيد عمدة مدينة  وجدة أن يعالج بحفنة من حصى وجرعة من  قار أو زفت حفرة أو أخدودا بالشارع المحاذي للنقطة المدارية بحي الأندلس ، وانتظرت أن يلتفت إلى هذا الطلب الذي رفع إليه عبر موقع وجدة سيتي والذي لا أظن أنه لا يعرفه أو لا يتصفحه بين الحين والآخر أو لا ينبهه إليه من له صلة به حينما يثير قضايا تعنيه باعتباره عمدة المدينة  إلا أنه خاب ظني فيه عكس مرة سابقة رفعت إليه طلبا لتوفير حاوية زبالة ضاعت بالقرب من مسجد البراق بحي الأندلس ، فكانت استجابته فورية إذا صح أنه هو الذي استجاب ولم تكن الاستجابة من طرف جهة أخرى ، ولقد استحسنت وشكرت سرعة الاستجابة بغض الطرف عن الجهة المستحقة للشكر . وتوقعت أن تأتي منه  الاستجابة فورية  أيضا لمعالجة تلك الحفرة أو بالأحرى ذلك الأخدود إلا أن ذلك لم يحدث مع الأسف .

ولقد كان قصدي من  تناول موضوع هذه الحفرة أو هذا الأخدود بحي الأندلس هو التنبيه إلى كثرة انتشار الحفر والأخاديد بشوارع  وأزقة مدينة وجدة التي نشعر بالفخر والاعتزاز حين يصفها من يزورها  أول مرة بأنها مدينة جميلة ونظيفة .

ومن المؤسف حقا أن يلاحظ من يمر بشوارع وأزقة هذه المدينة راكبا أو راجلا كثرة الحفر والأخاديد التي تعرقل حركة المرور حيث يحاول  أصحاب المركبات والدرجات على اختلاف أنواعها تحاشي المرور فوقها لما تتسبب فيه من أعطاب مكلفة لما يركبونه فضلا عن كونها تؤذي الراجلين أيضا خصوصا عندما تمطر السماء فتتحول إلى برك من الماء حين تمر بها المركبات تضخ مياه الأمطار والأوحال على جانبي الشوارع والأزقة فتلطخ المارة ، وغالبا ما يحدث الشجار العنيف  بين الراكبين والراجلين بسبب ذلك .

ومعلوم أن أصحاب السيارات يؤدون  سنويا ضرائب على استعمالهم للطرق ، ومن الواجب أن تكون الطرق جيدة وفي مستوى ما يؤدونه من ضرائب . وإذا كانت شرطة ودرك المرور يراقبون تلك الضرائب ، ويسجلون مخالفات على الذين لا يتوفرون على وثائقها  ، فمن المفروض أن يوجد  جهاز لحماية أرباب السيارات وذلك بمراقبة  حالة الطرق المستعملة ومحاسبة المسؤولين عنها بنفس الطريقة التي يحاسب بها أرباب السيارات .

ومعلوم أيضا أن ساكنة المدينة حينما وضعت ثقتها في رئيس الجهة وفي العمدة فصوتت عليهما قد حملتهما أمانة خدمتها . ومما تقتضيه هذه الخدمة صيانة الشوارع والأزقة وتفقد حلتهما باستمرار وانتظام، وذلك بتوفير خدمة الصيانة على غرار خدمة جمع النفايات وتنظيف الشوارع والأزقة . وعلى رئيس الجهة وعمدة المدينة تقع مسؤولية مراقبة المقاولات والشركات التي تقوم بحفر الشوارع والأزقة لتمرير قنوات المياه  ،وقنوات الصرف الصحي، و خطوط الهاتف والكهرباء وغيرها من الأشغال، ولا تسمح لها بأن تخلف وراءها حفرا وأخاديد تعرقل حركة السير والمرور ، وتتسبب في أعطاب  في المراكب على اختلاف أنواعها . ومما تتسبب فيه تلك الحفر والأخاديد أيضا  إذاية المرضى والعجزة الذين يمتطون وسائل النقل العمومي وسيارات الإسعاف والسيارات الخاصة  التي تهتز بقوة حين تمر بالشوارع التي تتخللها الحفر والأخاديد وتتسبب في معاناتهم.

ومرة أخرى نهيب برئيس الجهة وبعمدتها ألا يتجاهلا هذا النداء  الصادر عبر هذا الموقع الذي ندب نفسه للدفاع عن هذه المدينة وعن  مصالح ساكنتها ، وأن يبادرا في أقرب وقت ممكن إلى حل مشكل الحفر والأخاديد المنتشرة عبر شوارع وأزقة المدينة . وعليهما أن يفكرا بجد في محاسبة الساكنة لهما على الثقة التي حظيا بها ، وألا يغيب عن ذهنهما أن تلك الثقة أمانة في عنقيهما وأنهما سيحاسبان عليها أمام الله عز وجل وأمام  عاهل البلاد وأمام الشعب وأمام التاريخ.اللهم قد بلغت فاشهد . وعلى جميع جمعيات المجتمع المدني وعلى جميع المنابر الإعلامية  في جهة الشرق المساهمة في المطالبة كل من زاويته بضرورة إيجاد حل  فوري لمشكل الحفر والأخاديد المنتشرة عبر الشوارع والأزقة وعدم السكوت على تجاهل المسؤولين  لها وغض الطرف عنها .