Home»International»حكايا استاذ متقاعد : نبش في رحلة وراء البحار ـ الحلقة 11 ـ

حكايا استاذ متقاعد : نبش في رحلة وراء البحار ـ الحلقة 11 ـ

1
Shares
PinterestGoogle+
 

تابع 11
عدت ألى ،، بيزيي،، لتوديع المرحوم البشير الذي ترجاني أن أقضي كل عطلتي الى جانبه، وهو أمر ليس فيه تصنع، لأن الرجل ورث خصلة الكرم من والده الذي يعرفه القاصي والداني، غير أنه تفهم أسباب اصراري على السفر.
كان علي أن أتوجه الى مدينة صغيرة تسمى،، Decize،،
باقليمLa Nievre، حيث تقيم الأسرة التي ألبي دعوتها.
عندما وصلت الى،،ليون،، مجددا،توقفت لأربط الاتصال بمراسلتي.
كانت الوسيلة المتاحة يومئذ، هي تقنية الاشعار بمكالمة(avis d, appel). قدمت الطلب، فأخبرتني الموظفة المكلفة بالحضور على الساعة الرابعة زوالا.
تجولت في محيط البريد في انتظار الموعد، ولما بقيت دقيقة واحدة، دلفت الى الداخل ، لكن المسؤولة خاطبتني قائلة: Mr; il n.est pas encore 16h !
تراجعت الى الوراء ، وكان من الطبيعي أن استحضر تصرفنا في الوقت وتقديرنا لاستغلاله!
عندما كانت الهواجس تتزاحم في ذهني، رن جرس، فطلبت مني الموظفة الدخول لمباشرة الاتصال، وما ان جربت لساني حتى تلقفت أذني صوتا لطيفا يصل عبر جمل الترحيب المفعمة بالأنوثة!
طلبت مني مخاطبتي أن أظل حيث أنا الى أن تصل مع أسرتها لاصطحابي، لكنني اعتذرت حرصا مني على ترك كل ما من شأنه أن يعتبر كلفة لا مبرر لها،وان كنت ادرك أن الفرنسيين يقولون:ماتريده المرأء، يريده الله!
لقد فضلت أن أصل بصورة شاب يسعى لتشريف أهل الضفة الجنوبية للمتوسط ولو في أدنى الحدود.
أخبرت الأسرة بموعد وصولي، فلما توقف القطار بمحطة شبه خالية، لمحت فتاة تلوح في اتجاهي بمعية والديها!
لقد لعبت الرسائل التي تبادلناها دورا في تسهيل اللقاء، الى درجة أن مسارعة والدة الفتاة لاحتضاني جعلنا نشعر جميعا وكاننا نتعارف منذ زمان!
كنت على موعد مع حفل استقبال لم اتوقعه، ذلك أن الأسرة قامت بحجز جناح في مقصف استرحنا فيه عدة ساعات قبل الانتقال الى المنزل العائلي.
كان على الطاولة كشكول من الحلويات والمشروبات الى درجة ان الفتاة قد تنبهت لخجلي فعالجت الأمر بطريقتها ليدعمها والداها بتشجيعاتهما!
تشعب الحديث حول ظروف سفري وسبب تأخري في الوصول، وكان لابد من اجوبة لبقة.
حين انتقلنا الى منزل العائلة، تذكرت أحداث رواية المرحوم،، الطيب صالح،،( موسم الهجرة الى الشمال)!
قلت في نفسي، لقد قدمت من الجنوب مثقلا بعطش عاطفي ، فهل تتمكن مضيفتي من سحب اوزار التخلف من على كاهلي، وتطلق لساني من القيود التي كانت تكبل حاجته في التعبير؟
اليست فرنسا من انجب للعالم ،، مونتيسكيو وروسو اللذين ارسيا قواعد الحرية من خلال التنظير للبدائل السياسية؟
لقد سمحت لي اقامتي هناك باعادة انتاج مفاهيم عديدة، وتلقيت دروسا بليغة في الحياة.
يتبع.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.