Home»National»حكايا استاذ متقاعد : نبش في رحلة وراء البحار ـ الجزء 4 ـ

حكايا استاذ متقاعد : نبش في رحلة وراء البحار ـ الجزء 4 ـ

0
Shares
PinterestGoogle+

الجزء ـ 4 ــ

قضيت الدقائق التي تفصلني عن وصول قطار العاصمة على مقعد خشبي أتأمل الحركة في المحطة ، فاذا حسناء اندلسية تلوح لي بيدها من باب قطار على أهبة الانطلاق!
تريثت قليلا،ولما تأكدت من ان الاشارة موجهة لي، توجهت نحوها واضعا في حسباني أنه ليس لدي ما أخسره، وخمنت أن تكون هذه احدى مفاجات السفر السارة التي تعوضني في الغبن الذي لحقني قبل مغادرة بلدي!
استقبلتني الشابة بابتسامة الغواية ،لكن عائق اللغة حال دون مرور الرسائل رغم استنجادي بكلمات انجليزية بعدما لم تفلح الفرنسية!
حين تعطلت لغة الكلام،لجأت الشابة الى التشخيص الذي فهمت منه أنها تدعوني لمرافقتها لأن القطار كان يستجمع قواه للانطلاق.
لعنت الدكتاتور فرانكو الذي حصر التعبير في لغة واحدة تقف حاجزا منيعا أمام انسياب المشاعر الانسانية، فكيف اذا حرمني من اكتشاف درة من درر التلاقح الذي قام به اجدادنا خلال قرون عديدة ،ويفضحه الشعر الابنوسي المنسدل على خدود بلون الغجر؟
لم يكن بوسعي تلبية دعوة الشابة في الواقع،لأن وجهتي مختلفة،كما أن ميزانيتي لا تتضمن خانة للطوارئ!
انطلق القطار الذي استقلته الفتاة ، وظلت تلوح بيديها حتى توارى كل شيء…
كان هذا الحادث أول مؤشر على اختلاف العلاقة بين الجنسين: ففي الوقت الذي خلفت ورائي بشرا بنفس التركيبة والمؤهلات، لكنهم يخضعون رغباتهم الدفينة لتعذيب منهجي،لاحظت أن الأمر مختلف هنا، حيث لا تتردد الأنثى في مبادرة الرجل اذا تخلف هذا الاخير عن الاستجابة لنبضات القلب!
انها بداية طيبة استوعبت فيها أول ابجديات التعامل مع بنت حواء في ضفة البحر الشمالية، أنا الذي ينتظرني امتحان حقيقي بعد أيام!
اخيرا، وصل قطار العاصمة،فاستانفت الرحلة.تتطلب الامر ساعات طويلة قبل ان نحط الرحال بمحطة(اطوطشا)الذائعة الصيت.
لا ينكر فخامة هذه المعلمة الا جاحد او متعصب.
كان النظام يطبع كل ما يجري في هذا المكان ؛خدمات ونظافة،غير أن ما يخدش نفسية السائح، يتجلى في ابتزاز المسافرين المتعجلين، ذلك ان الاستفادة من التذكرة الاصلية تتطلب ساعات عديدة من الانتظار لضمان انفاق لم يكن بالحسبان.
لم اكن في عجلة من امري، فقررت الانتظار مستلقيا على ارضية المحطة شأن العديد من السياح.
واذا كانت غرناطة قد ودعتني بسحر الانوثة،فان الامر كان مختلفا تماما في العاصمة.
لقد تدفقت علي عروض متتالية ، ولكنها هذه المرة من الرجال الشواذ حتى كرهت المحطة ومن فيها!
انه عالم غريب: رجال من كل الفئات العمرية يتاجرون بكرامتهم في المراحيض كلما قصدها احد من سود الرؤوس الذين يرمزون للفحولة في نظر ورثة قوم لوط!
لم اتخلص من هؤلاء السفلة الا بعد أن هددتهم باخبار الشرطة كما نصحني بذلك مواطن مغربي على اطلاع بخبايا الامور.
ودعت مدريد على وقع التذمر في المساء املا في مفاجات تنسيني في الذي حصل.
يتبع.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *