الاحتفال برأس السنة بين تحقيق اللذة وإتلاف الأمن
أحمد الجبلي
كلما اقترب فاتح يناير من كل سنة إلا وعاش العالم الغربي هستيريا الاستعدادات للاحتفال بعيد ميلاد المسيح عليه السلام، وجوهر هذه الاستعدادات يدخل في إطار توفير جميع الأسباب للتلذذ بطعم خاص مميز يليق بهذا اليوم، أو العمل على أن يكون لهذا اليوم طعم يختلف عن طعم جميع أيام السنة.
فيلجأ المسيحي إلى قطع ملايين الأشجار من نوع الصنوبر SAPIN التي هي جريمة بيئية، وخلال هذه السنة 2017 تم قطع ستة ملايين ونصف شجرة فقط في فرنسا، ولكن قانون البيئة لا يجرمه على اعتبار أنه يدخل ضمن ثقافة الغرب المسيحي. وفضلا عن بداية العيد بجريمة بيئية يعمل المسيحي على اقتناع أنواع من الخمور كي ينتشي فرحا أي هو يعمل على تغييب عقله وتخميره فيحتفل بدون إدراك أو وعي، ويقوم بالتجمعات المختلطة في ساحات المدن الكبرى فيترتب عن ذلك اغتصاب جماعي وقتل ورفس ومعارك همجية يذهب ضحيتها العديد من الأنفس وتزهق عن طريقها العديد من الأرواح. تماما كما وقع سنة 2015 و2016.
وكنموذج من أوربا المسيحية نأخذ ألمانيا، ففي السنة الماضية، تم إحصاء ألف سكير في ساحة مدينة كولونيا وحدها، وتلقت مراكز شرطة المدينة أزيد من 60 شكوى تتعلق بالتحرش الجنسي الجماعي، ويصف عميد شرطة المدينة أن الجرائم التي وقعت ليلة الاحتفال برأس السنة هي جرائم من نوع جديد لم يرى مثلها، الأمر الذي دعا وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير هذه السنة إلى تطمين الألمانيين ووعدهم أن جرائم السنة الماضية خصوصا منها التحرش الجنسي الجماعي لن تتكر هذا العام، ولذلك جند أزيد من ثلاثة آلاف شرطي في مختلف الساحات كما دعا إلى تشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم والمخلين بالأمن العام.
و أما في آسيا فنذكر مدينة شانغهاي الصينية، التي عرفت أثناء ليلة رأس السنة الماضية واحدة من كبرى الكوارث التي أفجعت الصين، حيث خلف التدافع والارتباك الذي وقع في أحد أكبر ساحاتها في الحادية عشرة والنصف مساءً مع اقتراب العد التنازلي لبدء العام الجديد، أكثر من 36 قتيلاً، بينهم 25 فتاة و10 شباب في العشرينات من العمر، بينما أُصيب نحو 50 آخرين من بينهم 3 أشخاص يحملون الجنسية الماليزية والتايوانية. وأكدت تقارير الشرطة أن الحادث جاء نتيجة التدافع بسبب هرع المواطنين لالتقاط « كوبونات » أشبه بأموال وهمية أُلقيت من مبنى يطل على الواجهة البحرية للمدينة، فسقط الضحايا، ونتيجة التدافع لقوا حتفهم تحت الأقدام.
وعلى إثر هذا الحادث الكبير، دفعت سلطات مدينة شنغهاي لأسرة كل ضحية من الضحايا 128 ألف دولار، كما عاقبت الصين 11 مسؤولاً لاتهامهم بالتقصير في منع التدافع الذي أسفر عن ذلك العدد الكبير من القتلى، وتمت إقالة رئيس الحزب الشيوعي في هوانغبو، ورئيس حكومة الإقليم، ورئيس الشرطة، ونائب رئيس الشرطة وتم تجريدهم من مناصبهم الحزبية، كما تم فرض عقوبات تأديبية على 7 مسؤولين آخرين، منهم ضابط في شرطة.
وتعتبر الإمارات العربية المتحدة البلد العربي الأكثر تشبها وتقليدا للغرب المسيحي في احتفاله برأس السنة الميلادية ولذلك هو الآخر اكتوى من نفس النار التي لازالت تحرق العديد من المدن الكبرى التي يتجمع الناس في ساحاتها الكبرى من أجل استغلال شعارات الحرية والحق في الاحتفال من أجل ممارسة كل ما يخرق الأمن والقانون، وربما كانت نتائج الدول العربية المقلدة أكثر فداحة من نظيرتها الغربية لكون مناهج تربيتها وتعليمها أقل جودة في تربية الإنسان، ومن ذلك ما عرفته دبي السنة الماضية فمن شدة الإفراط في السكر من طرف محتفليها لجؤوا إلى العبث بالممتلكات والتراشق بالزجاجات وحرق مبنى من 63 طابقا.
ونحن المغاربة، كان لنا حضنا من هذا العبث والفوضى والإخلال بالأمن، حيث عرفت مراكش السنة الماضية ومدينة الجديدة ومدن أخرى حالات عربدة وسكر علني وحوادث سير عديدة أدت إلى إدخال المدينة في رعب وخوف كما أدت إلى حالات من الاغتصاب والضرب الجرح والعديد من الإغماءات.
ربما قد نجد شيئا من العذر للرجل المسيحي المتهور في احتفالاته بعيد ميلاد نبي من أنبياء الله لكونه قد دلس على هذا النبي المرسل وحرف كتابه وتعاليمه وطمس حقائق تاريخية مهمة تتعلق بأفعاله وأقواله وبشاراته، أهمها بشارته بنبي يأتي من بعده اسمه أحمد، فحوله المسيحيون إلى إلاه يعبد من دون الله ثم إلى جسد مصلوب كصنم، تحول إلى خبز يؤكل في الكنائس، وأكبر الغباء كيف يمكن لرجل ولد ببيت لحم أن يكون ذا عيون زرقاء وشعر أشقر؟ ولكن لا يمكن أن نعذر إنسانا عربيا مسلما يعلم أن الله تعالى قد مسخ بني إسرائيل قردة وخنازير لسببين مهمين، لقد مسخهم خنازير لأن الخنزير هو الحيوان الوحيد الذي لا يغار على أنثاه، ولهذا وجدنا بعض العرب المسلمين يقومون بتبادل الزوجات أثناء هذه الاحتفالات العبثية. وقد مسخهم قردة لأن القرد حيوان مقلد لا هوية له ولا شخصية.
Aucun commentaire