المكان المناسب للرجل المناسب و لا شيء غير هذا
هذا ما نقرأه من ما جاء في خطاب صاحب الجلالة، خاصة بعد ذيوع أخبار عن منتسبين لأحزاب يقدمون لأمناء الأحزاب ترشيحاتهم لتولي مناصب وزارية وعددهم بالمئات وهم من الرؤوس الغليظة و الحيتان الكبيرة بدون اعتبار لمؤهلاتهم المهنية و العلمية و الخبرة التي يتوفرون عليها .المهم الحقيبة الوزارية أو المنصب السامي بأي ثمن بدون البحث في المؤهلات.
ما نقرأه أيضا من خلال الخطاب الملكي هو دعوة إلى تكوين حكومة كفاءات و ليس حكومة ولاءات، حكومة قليلة العدد مسئولة عن قراراتها وجادة وفعالة و ليست حكومة تنتظر التعليمات الملكية لتتحرك… و ليس حكومة الخطب الفارغة و التبوريدات على الشعب و التنصل من المسئولية…
فقد صرح جلالة الملك في خطاب المسيرة من خطابه ما يلي :
« غير أن الحكومة المقبلة لا ينبغي أن تكون مسالة حسابية تتعلق بإرضاء رغبات أحزاب سياسية و تكوين أغلبية عددية وكان الأمر يتعلق بتقسيم غنيمة انتخابية و سأحرص على أن يتم تشكيل الحكومة المقبلة طبقا لهذه المعايير وفق منهجية صارمة و لن أتسامح مع أي محاولة للخروج عنها »
ليست هذه دعوة صريحة لا نقاش وراءها وغير خاضعة للتأويل و القراءات الملتوية غالى وتخصيص و المكان المناسب للرجل المناسب، آي إسناد المهمة المناسبة للرجل المناسب و بالتعبير الأدبي (وضع الرجل المناسب في المكان المناسب)ن فقد شهدنا حكومة كثيرة العدد 39 مابين وزير و كاتب دولة و اغلبهم لا يعرفون الميدان الذي يشتغلون فيه،و ليس لهم إلمام بتدبير القطاع الذي هم مسئولون عنه،بل إن منهم من قرر اجراءت كارثية على الشعب أو على أبنائه لازالت تثير احتجاجات صاخبة ومستمرة….
فهل من هؤلاء المتنافسين و المتقاتلين على المناصب من يستمع إلى القول ويعي أن مصلحة الوطن فوق كل تكالب على المناصب و الغنائم ،وفوق كل اعتبارات شخصية و فوق كل مصلحة شخصية، و فوق كل محسوبية أو انتماء حزبي أو علاقات عائلية .الكلمة الفصل للكفاءة و الفعالية و النجاعة و النتائج الايجابية و المردودية على الشعب و الوطن و لا شيء غير هذا……..وطن قوي و شعب قوي في دولة قوية……هذه هي الرسالة
Aucun commentaire