Home»Correspondants»دموع ربيكا

دموع ربيكا

0
Shares
PinterestGoogle+
 

ربيكا الفتاة الأمريكية الشقراء  ذات 17 ربيعا , حزمت حقيبتها  وشدت الرحال جوا في اتجاه المغرب بعد الحصول على إذن مكتوب من والديها , الوجهة بالضبط  مدينة الدار البيضاء ,  والسبب  قصة رومانسية فايسبوكية ابتدأت في غرف الدردشة مع شاب مغربي في مثل  سنها منذ سنتين تقريبا , وتطورت عبر المكالمات المرئية ( سكايب ) وتوطدت العلاقة بين العائلتين بفضل خدمات الانترنيت التي سهلت عملية التواصل , فما كان من عائلة الشاب محمد العدالة المعروف بالسيمو إلا أن ترحب بربيكا كضيفة ببيتها, كيف لا وهي القادمة من بلاد العم سام ومن اجل عيون السيمو الذي شغفها حبا , ذلك الحب الذي انتقل من العالم الافتراضي إلى الواقعي  وقد يكون بتشجيع من عائلة الشاب باعتبارها نافذة أمل لتحقيق الحلم الأمريكي الذي يراود جيل الشباب المنبهر بالطريقة الأمريكية في  

The American way of life الحياة

وأكرمت عائلة  » العدالة  » وفادتها وسافرت معها في رحلة للاستجمام بشاطئ الصويرة  المتميز برماله الذهبية ورياحه الهوجاء  لاكتشاف سحر الطبيعة ببلادنا  وجاذبيتها التي تجعل الزائر يسقط في غرامها وتتكرر زياراته على غرار كثير من النجوم والمشاهير العالميين الذين ارتبطت أسماؤهم بأماكن معينة كمراكش و طنجة و تارودانت وغيرها .

وبينما الفرحة في قمتها جاءت أخبارا عبر وسائل الإعلام تتحدث عن اختفاء مراهقة أمريكية بالمغرب وسلكت الروايات اتجاهات شتى منها فرضية الاختطاف  والسفر بدون علم الأبوين , الأمر الذي استنفر القنصلية الأمريكية بالبيضاء والأجهزة الأمنية المختصة لتتتبع مسار الشابة منذ وصولها أرضية مطار محمد الخامس ليتبين أن المعنية بهاته الضجة المفتعلة بخير وقد ظهرت في أشرطة فيديو ببعض المواقع الالكترونية رفقت صديقها منشرحة ولم تخف تعلقها بفتى أحلامها من خلال نظرتها وابتسامتها وهما يؤكدان عدم صدق ما نشر حولهما من أكاذيب و مغلطات أدخلت الفزع في قلبيهما وقطعت عطلتهما مع العائلة , وعادا إلى البيضاء على عجل للمثول أمام المصالح القنصلية الأمريكية لتفنيد ما راج حولهما والإدلاء بالوثيقة التي تؤكد موافقة والديها على سفرها إلى المغرب الشيء الذي يجعل الإنذار كاذبا تقف وراءه نوايا سيئة لصديقة للفتاة أعمتها نار الغيرة والحسد لترويج إشاعة الهروب والاختطاف على الطريقة الداعشية .

دخول الدبلوماسية الأمريكية على الخط  أربك حسابات ربيكا و صديقها الذين كانا يمنيان النفس بقضاء عطلة سعيدة , إلا أن رياح الصويرة جرت بما لا تشتهيه رغبتهما , بحيث تقرر ترحيل ربيكا إلى بلدها الأصلي باعتبارها قاصرا رغم دموعها التي جرت انهارا ووديانا ولم يسمح للعاشقين بلحظة وداع بالمطار بعدما تكلفت القنصلية بهذه المهمة .

هكذا غادرت ربيكا بلادنا  وفي نفسها شيء من المغرب بلد الكرم والضيافة وحسن الاستقبال وحز في قلبها أن بلدها رغم اهتمامه بمواطنيه كان قاسيا معها , وستحفظ ذاكرتها الفتية فرحة لم تكتمل و ستنتظر بلوغ سن 18 , لتعود إلى المغرب الذي أحبته وستستقبل بالورود في أجواء رومانسية عز نظيرها في زمن طغت فيه الماديات على الجانب الروحي لتواصل مشوارا بدأته خياليا وتحول إلى واقع في عرس مغربي أمريكي , فالهوى غلاب لا تقف في طريقه أشواكا و لا حدودا و لا فيزا  فهو عابر للقارات وقاهر للعقبات .

فهنيئا للسيمو بحبه الأمريكي وهنيئا لريبكا على اختيارها المغرب وجهة لعواطفها.       

  

 

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. رمضان
    13/07/2015 at 19:36

    الحب ف زمن الكوليرا
    فعلا بارقة امل على أن الغد العالمي سيكون أفضل

  2. جمال
    15/07/2015 at 12:42

    روايةغابرييل غارسيا ماركيز تمزج بين الواقع والخيال عبر امتدادها المكاني بمنطقة الكرايبي ,و قصة حب عامل تلغراف فلورونتينو للتلميدة فرمينا دازا التي لم تستطع ان تحفظ العهد واتخذت حياتها مسارا مغايرا , الاان الفتى ظل متشبثا بجذوة امل ,وكد واجتهد من اجل تحسين وضعيته الاجتماعية , مما سيمكنهما من لقاء جديد في نهاية العمر وقد بلغا من الكبر عتيا و بالتزامن مع فترة انتشر فيها وباء الكوليرا الذي اتخذاه ذريعة ليجوبا في رحلة نهرية على ظهر سفينة في ملكيته رافعة علم الوباء بعد التخلص من باقي الركاب وقد برع صاحب رواية مائة عام من العزلة في السرد القصصي وسعة الخيال
    وان كانت قصة ريبيكا و سيمو تشبه رواية الحب في زمن الكرة في بدايتها فالله وحده اعلم بمجراها ومرساها .

  3. jamal
    15/07/2015 at 12:58

    l’amour aux temps du choléra et l’histoire de simo et rebecca une certaine ressemblance au début mais la suite pourra prendre des nouvelles tournures .
    merci pour la comparaison

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.