Home»Correspondants»وان بليت بشخص لا خلاق له*فكن كانك لم تسمع ولم يقل

وان بليت بشخص لا خلاق له*فكن كانك لم تسمع ولم يقل

3
Shares
PinterestGoogle+

اتساءل ولن اجد طبعا جوابا شافيا لسؤالي,الا من النبلاء والعقلاء والمترفعين عن الانانية العمياء,والعارفين أن الحياة تفرض على الانسان ربط العلاقات المثلى,المبنية على الاحترام المتبادل.

ولعل الانسان اللبيب العاقل,هو من يسائل نفسه كلما وجدها امام موقف من المواقف,خاصة ما يرتبط بعلاقاته مع الغير,فان وجدها على صواب وحق كظم غيضه وعفا,وان وجدها ضالة معتدية اثمة,طلب الصفح والمسامحة.

ولعل كاظم الغيظ والعافي عن الناس من الذين يحبهم الله جل في علاه,حيث قال فيهم:

سارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض,اعدت للمتقين,الذين ينفقون في السراء والضراء,والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس,والله يحب المحسنين. صدق الله العظيم.

وطالب العفو والصفح بعد الوقوع في الخطأ يدخل في خانة المتخلقين وهو بدون شك ذو قلب صالح خال من الضغينة والحقد والحسد,وهي صفات من صفات المؤمنين,وقد من الله عليه بهذه المضغة التي تلقي بكل ما يسيء للاخرين خارج الجسم والجوارح,لتبقى صافية تتملى بحسن الاخلاق ونبل المكارم.

اما اذا كان القلب حسودا حقودا فان صاحبه لا يملك القدرة على تمالك الاعصاب في اوقات الغضب ,مما يدفعه للرد بعنف وهو عمل يحضره الشيطان لا محالة وقد ضرب لنا التاريخ الاسلامي في ذلك مثلا من اروع الامثلة:

فقد كان ابو بكر الصديق رضي الله عنه يجالس الرسول الكريم,واذا باعرابي يربط راحلته بالقرب منهما,ثم يتوجه الى ابي بكر بأسفه الكلام وأخبثه ,بسبب خلاف بينهما علمه عند الله,فلم يجب ابو بكر في المرة الاولى والثانية,لكنه في المرة الثالثة انفعل ولم يتمالك اعصابه,فرد على الاعرابي سفاهته,فغضب الرسول الكريم وانصرف,فتبعه ابو بكر ليستفسره عن سبب غضبه منه وقد دافع عن نفسه في المرة الثالثة بينما صبر في المرة الاولى والثانية,فاجاب الذي لا ينطق عن الهوى عليه افضل الصلوات:نعم يا ابا بكر غضبت منك لان في المرة الاولى والثانية وكل الله لك ملكا يدافع عنك,اما في المرة الثالثة حين اجبت,ذهب الملاك وحضر الشيطان,وانا لا ابقى في مكان فيه الشيطان.

انها قصة تحمل في طياتها مكارم الاسلام,وتهدف الى تعليم الانسان المسلم كيف يطهر نفسه من كل ما يغضب الله ورسوله.

فاين نحن من الصبر والتسامح؟واين نحن من حب الخير للناس كما نحبه لانفسنا؟واين نحن من التجرد من الانانية وحب المصالح الشخصية؟ الا نرى بأم اعيننا الى مجتمع تنخره المفاسد والجرائم بفعل تعنتنا ومطاوعة النفس الامارة بالسوء,والتي انغمست في ملاهي الدنيا الزائلة.

قال احد الشعراء:

واستشعر الحلم في كل الامور ولا* تسرع ببادرة يوما الى رجل

وان بليت بشخص لا خلاق له* فكن كأنك لم تسمع ولم يقل

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *