Home»Islam»الاستهزاء بالإسلام محاولة مكشوفة من أصحاب ملة الفسوق للتطبيع معه

الاستهزاء بالإسلام محاولة مكشوفة من أصحاب ملة الفسوق للتطبيع معه

0
Shares
PinterestGoogle+

يأخذ الاستهزاء والاستخفاف بدين الإسلام أشكالا متعددة ، ويصدر من عدة جهات متعددة ومتفرقة يجمع بينها قاسم مشترك هو الانتماء لملة الفسوق. والفسوق أو الفسق لغة مصدر فعل فسق ـ بفتح حروف الفعل ـ ، يفسق ـ بضم سين الفعل ويعني الخروج عن طريق الحق والصواب ، ويطلق أيضا على الفجور وهو إلى جانب العدول عن الحق يدل على الكذب والميل عن الصدق ، ويدل على ممارسة فاحشة الزنا ، وارتكاب كل ما حرم الله من المعاصي ، وهو يعني الكفر والشرك والنفاق أيضا وقد فسق ـ بتضعيف السين وفتحها ـ الله تعالى في كتابه الكريم كل هذه الأصناف أي نسبهم للفسوق ، وسماهم فاسقين وفاسقات وفساقا وفسقة ، وأكثرهم فسقا يسمى الفسيق ـ بكسر الفاء وتضعيف السين وكسرها. ومن ملة الفسق اليهود والنصارى الذين حرفوا ما أنزل إليهم ويحاولون دائما النيل من دين الإسلام الذي فضح تحريفهم باستهداف رموزه بدءا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووسيلتهم في عصرنا الحاضر الرسوم الكاركاتورية وأفلام الكرتون والجداريات ، وكانت انطلاقة هذا النوع من الفسقة من الأراضي المحتلة بفلسطين حيث رسمت صور للخنزير وكتب تحتها اسم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فدته الأنفس و الأمهات والآباء والأبناء. ثم انتقل الأمر إلى بعض العواصم الغربية في هولندا وسويسرا والدنمارك وغيرها.

وانتقل الأمر إلى فساق بلاد العروبة والإسلام من العلمانيين وأمثالهم الذين اختاروا وسائل غير وسائل اليهود والنصارى وهي الكتابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطريق التعريض بحياته الشريفة خصوصا في بيته مع أزواجه أمهات المؤمنين. وقد ركب الفسقة على اختلاف أصنافهم من علمانيين ورافضة وإباحيين كل مركب للنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل الوصول إلى النيل من دين الإسلام في نهاية المطاف ، وهو دين يسفه ما هم عليه من ضلال وخروج عن الجادة اعتقادا وممارسة للحياة . ومعلوم أن المصدر الذي ينهل منه هؤلاء هو إبليس اللعين الذي قال فيه الله تعالى بعد أن ذكر سجود الملائكة لخلق الله تعالى آدم عليه السلام : (( فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه )). ومن ثم حقت كلمة الله عز وجل على كل من خرج عن طاعته مهما كانت طبيعة خروجه الذي يحاكي خروج إبليس اللعين عن الطاعة مصداقا لقوله تعالى : (( كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا )). وقد وصف الله تعالى الفساق بأوصاف معلومة في كتابه الكريم ،منها التكذيب بآيات الله مصداقا لقوله تعالى : ((والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون )) ، ومنها الاحتكام إلى غير شرع الله تعالى من شرائع الأهواء مصداقا لقوله تعالى : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )) ،ومنها الكذب لقوله تعالى : (( ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون )) وقوله أيضا : (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ))، ومنها الضلال مصداقا لقوله تعالى : (( والله لا يهدي القوم الفاسقين )) ، ومنها التفاهة وعقلية القطيع مصداقا لقوله تعالى في وصف قوم فرعون : (( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين )).

وخلاصة القول أن كل ابتعاد عن الإيمان يعتبر فسوقا خصوصا فسوق ما بعد الإيمان كما هو حال الفساق المحسوبين على الإسلام لقوله تعالى : (( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان)) . ومشكلة الفسوق أنه ملة الأغلبية والأكثرية من البشر لقوله تعالى : (( وإن كثيرا من الناس لفاسقون )). وقد ميز الله تعالى بين ملة الإيمان وملة الفسوق فقال جل شأنه : (( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون )). ومن سنن الله في الكون أنه يأخذ أهل الفسوق بفسقهم مهما طال عهدهم وكثر جمعهم لهذا قال سبحانه : (( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )) . فالدمار في سنة الله عز وجل لا حق لا محالة بالفسقة مهما طال عهدهم وكثرت فئتهم لأن الله تعالى لا يقبل الفسوق مهما كان نوعه مصداقا لقوله تعالى : (( فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين )) ولهذا كره سبحانه للفسوق لعباده المؤمنين حيث قال : (( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة )) فلا تجد كارها للإيمان وما يمت إليه بصلة إلا فاسقا. وما أكثر مظاهر الفسوق في زماننا سواء ما ظهر منها وما بطن ، فقد كثر الفسيقون ـ بكسر الفاء والسين وتشديدها ـ وهم الذين كثر فسقهم ودام. لقد طلعت علينا جريدة مغربية يومية يوم عيد النحر بمكة المكرمة بصورة التقطت بجبل عرفة أو صنعت صناعة وهذا عصر دبلجة وتزييف لفتاة متزينة زينة لا تليق بالحاجة الواقفة بجبل الرحمة فوق صخرة من صخور عرفة وإلى جانبها شاب لا هو أشعث ولا هو أغبر ،وقد سقط ثوب إحرامه حتى ظهر ما فوق العانة ، وحول عنقه سلسلة لأنه لم يتجرد من محيط ، وهو حديث عهد بحلاقة الوجه وربما كان يضع مادة الجيل على رأسه ، وقد جلس ملتصق الجسد مع الفتاة التي كانت تمسك بكتاب وتقرأ عليه منه ، وهو يضم يديه ضم المتبتل ولست أدري من أي كتاب كانت تقرأ ، وأربأ بكتاب الله عز وجل أن يبتذل كما نقلت الصورة. فناقل هذه الصورة إنما أراد النيل من الإسلام حيث نسب للوقوف بجبل عرفة يوم الحج الأكبر ما لا يليق به ، وما يعتبر مما حرم على الحجيج من رفث. فالمنظر يوحي بما اعتاده الفساق المجاهرون بالفسق على شواطىء البحر أو على صخور الجبال ، وهو ما يسمونه اللقطات الحميمة .

وكأن جبل عرفة كان يخلو من صور الشعث الغبر الضارعين لله تعالى الباكين ، لهذا اختارت العدسة الفاسقة منظر الفتاة المتزينة والفتى المتحلل من معظم لباس الإحرام ومما لا يحل للواقف بعرفة والحاج المحرم ، وكأني به شبيه بممثل أمريكي أو مكسيكي أو تركي في لقطة من لقطات العشق الفاسق التي أصبحت تغزو البيوت والعقول في زمن التردي الأخلاقي . ومما جاء في نفس الجريدة إثارة موضوع زبالة عيد الأضحى حيث نشرت صور لعمال النظافة مصاحبة لمقالات تستهجن ما يترتب عن أضاحي العيد من نفايات مع إظهار التعاطف مع عمال النظافة والإشفاق عليهم ، وكأن عيد الأضحى إنما شرع لإهانة عمال النظافة علما بأن صحافتنا لا تتحدث عن زبالة السكارى وهي عبارة عن زجاجات الخمر وأسطواناتها ، ولا عن زبالة الزناة وهي عبارة عن عوازل طبية نجسة ، ومناديل بها خبث الفاجرات ، وهي الإهانة الحقيقية لعمال النظافة الذين يجمعون زبالة نجاسة الفساق والفجار يوميا ، أما نفايات الأضاحي فهي أنظف وأشرف من زبالة هؤلاء وهي نفايات يوم واحد في السنة ومع ذلك لم تسلم من نقد الفساق .

ومما سوق له موقع يوتوب وهو أكثر المواقع تسويقا للفسق من خلال التعريض والاستهزاء والسخرية بدين الإسلام وبالمسلمين لقطة لمهرج جزائري معروف بتهريجه المستهدف لكل ما له علاقة بالهوية الإسلامية في حفل بمدينة مراكش حيث اجتمعت حوله الكاسيات العاريات المائلات المميلات بين أحضان أشباه الرجال ولا رجال ، والكل يقهقه لأن المهرج السفيه عزف على الوتر الحساس لهؤلاء ، وهو التعريض باللحية الإسلامية حيث وصف لهم كيف امتطى سيارة في باريس وسمع تسجيل صوت الآلة النسائي الرقيق المنبه لوجود باب مفتوح من أبواب السيارة الخلفية ، فركب خيال تهريجه البخس ليتصور أن السيارة من صنع المغرب أو الجزائر ولما جهر الجمهور السفيه ساخرا إن شاء الله رد عليهم بسخرية إن شاء الله ، ولكن لا تقولوا ذلك حقيقة بل عبثا فقط لأنه لن يكون ذلك أبدا .ومقابل الصوت النسائي الرخيم الذي زعم أنه سمعه في سيارة باريس و تعلم منه الأخلاق والتربية ، تخيل صوت رجاليا مرعبا للسيارة المغربية أو الجزائرية التي لن تصنع أبد لصاحب لحية عبوس لأنه من خصائص أصحاب اللحى في اعتقاده أن من يسمعهم يجب عليه أن تنصت لهم فقط و أن يخشاهم لأنهم مصدر يسبب الخوف للفسوق من نوع فسوق فنادق مراكش ولياليها الحمراء ، وضج الجمهور الفاسق بالضحك لأن سفه المهرج وجد قبولا في قلوبهم المريضة الحاقدة على دين ينكر عريهم واختلاطهم وشذوذهم وفجورهم بكل أنواعه. فالفسوق هو خروج عن طريق الحق والصواب كما مر بنا في تعريفه اللغوي القريب من التعريف الشرعي ، لهذا فكل من يمارس معصية من المعاصي يجد اللذة في السخرية من الدين ، لأن الدين لا يجيزه على معاصيه ولا يقبلها منه ، لهذا يتبنى بالضرورة معاداة الدين وكل ما له علاقة بالدين عن طريق السخرية منه والتسويق لها واتخاذها مواضيع للتندر سواء عن طريق الصور الحقيقية أو الكاريكاتورية أو المقالات أو المسرحيات أو حتى التهريج البخس ، أو النكت المضحكة .

فنكت الفساق تصاغ بشكل يجعل من يستمع إليها يتعاطف مع السكير ومع الفاجرة الزانية ومع المقامر ضد المتدين حيث تصير مواقف هؤلاء الفسقة أشرف وأنبل من مواقف المتدين ،لأن سلوك المتدين يحرج سلوك هؤلاء الفسقة ويفضحه ، ولهذا نجد أكثر النكت تداولا تلك المستهدفة لصنف المتدينين ، وهي في المقابل تشرعن ـ إن صح التعبيرـ للفسوق وتطبع معه ، ذلك أن الجمهور الذي يألف هذا النوع من النكت يتربى على حب أخلاق الفسوق ويأنف من أخلاق الإسلام ، ولا أحد ممن يستهويه هذا النوع من النكت يستحضر قول الله عز وجل : (( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذن مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا )) . وقد كثرت الفويسقات الخارجة على الأمة الإسلامية من جحور الرذائل واشتد بأسها نظرا لرقة دين الناس في هذا الزمان الرديء بسبب تسويق الثقافات الغربية الغريبة عن ثقافتنا والتي مصدرها الصليبية المتصهينة الحاقدة المتربصة التي تركب السفهاء وتستخف بعقولهم لتجريدهم من هويتهم الدينية لفائدة هويتها الضالة المضلة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. نوري
    20/11/2010 at 23:29

    الحمد لله وحده
    هؤلاء المبهورين بالحضارة الغربية الماجنة وأسيادهم الذين يخططون لضرب الدين الاسلامي بشتى الوسائل منها التشيع الغالي والتطرف المقيت والعري والحداثة والعلمانية وكل هذه العناوين الرنانة الفارغة ،هؤلاء وأسيادهم لن ينالوا من الاسلام الا نصيبهم من الكغر والفسق ولن يزيدوا الاسلام الا جلاء وانتشارا… »يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين « 

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *