حقية العيد

لاتكاد تحل هذه الأيام المباركة- أيام العيد- إلا وحلا للناس فيها الحديث عن مستلزمات العيد من أضاحي وملابس وأواني . متخذين هذه الأمور غاية العيد ومركز الثقل فيه. في حين تجدهم يضيعون شعائرإسلامية مرتبطة بالعيد و أكبر من هذه المظاهرالمنشغلين بها . فالقرآن طافح بالأوامر، والسنة الصحيحة حافلة بالأوامر، والمؤمن أمام منظومة قيم ومجموعة أوامر ومجموعة نواهي. من بين هذه الأوامر الإصلاح بين المتخاصمين قال تعالى: (فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ) علماء التفسير قالوا إن هذا الصلاح- صلاح ذات البين- له مستويات ثلاثة، أصلح علاقتك مع الله، أصلح هذه العلاقة بالتفكر في خلقه والإيمان به والخضوع لأمره والتقرب إليه وخدمة الخلق، ثم أصلح علاقتك مع أخيك الإنسان.
لماذا العداوة والبغضاءالتي نبه الرسول صلى الله عليه وسلم على خطورتها قائلا (دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة أما إني لاأٌقول تحلق الشعرولكن تحلق الدين)أصلح علاقتك مع الخلق. ثم أصلح علاقتك بالخالق. ، كن وسيطًا. بادر بإصلاح ذات البين. فالذي أمرنا أن ننحر الأضاحي هو الذي أمرنابصلة الرحم والمحافظة على العلاقات الاجتماعية وعلى توطيد الروابط بين أفراد المجتمع الواحد الذين جعلهم الرسول صلى الله عليه كمثل البنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.ومما يبعث على الاستغراب أن بعض الناس لايغتنمون هذه الفرصة ليجعلوا منها فرصة للتصالح ومحو الضغائن ونسيان الأحقاد. وأية فرحة للعيد وأفراد الأسرة الواحدة تسيطر عليهم الضغائن والحزازات .والخصومات لأسباب دنيوية تافهة. يلتقي الأخوان فيعرض هذا ويعرض ذاك وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. والحق أن أعمالهم لاترتفع وإن صلواونحروا وصاموا. قال صلى الله عليه وسلم »تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناءفيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا
حتى يصطلحا).
فليحرص الإنسان المسلم على أن تقبل منه أعماله كلها .وألا يفرق بين العبادات والمعاملات وليبادر إلى مصالحة الخصوم و ليعتبرهم عملة صعبة يوم القيامة. أي يشتري بهذا الصلح وجه الله ويدخره ليوم العرض عليه .قد يقول قائل إنني أصل قرابتي ولا يصلونني).
ونحن نقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حل هذا الإشكال في حديثه لما سأله رجل قائلا: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعُوني، وأحسن إليهم ويُسيئون إليّ ، وأحلمُ عنهم ويجهلون عليّ! فقال : » ((لئن كُنتَ كما قلتَ فكأنما تُسفهم المل، ولا يزالُ معك من الله تعالى ظهيرٌ عليهم ما دُمتَ على ذلك)) رواه مسلم. )).
بلخير سرحاني دبدو




2 Comments
مقال جيد بارك الله فيك اخي بلخير
contunier ca c’est trés bien