Home»Islam»القرآن الكريم معجزة خالدة

القرآن الكريم معجزة خالدة

0
Shares
PinterestGoogle+

القرآن الكريم معجزة خالدة …
الدكتور عبد القادر بطار
سيطل القرآن الكريم معجزة خالدة، وسيطل شاهدا على صدق الإسلام وصدق رسوله الكريم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، لقد حاول المشركون منذ اللحظة الأولى إطفاء هذا النور بسلوك شتى الطرق الخبيثة، وقد مضى المشركون وبقي كتاب الله شاهدا على كفرهم ونفاقهم … وسيطل هذا التحدي قائما إلى أن يرث الأرض ومن عليها، قال الحق سبحانه وتعالى: » يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة: 32] وقال سبحانه: » يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [الصف: 8].
إن من يفكر في الإساءة إلى القرآن الكريم ومن خلاله الإساءة الأمة الإسلامية التي هي خير أمة أخرجت للناس، لا شك أنه بسلوكه الشاذ هذا يذكرنا بسلوك المشركين منذ قرون مضت، أولئك المشركين الذين لم يشأ الله أن يهديهم، إنها إساءة لأعظم وأصدق كتاب منزل لإنقاذ للبشرية من الضلال العقدي والانحلال الأخلاقي الذي تتخبط فيه.

تقوم عقيدتنا الإسلامية السمحة على الإيمان بالكتب، أو بعبارة أخرى فإن الإيمان بالكتب ركن من أركان الإيمان، ومعنى الإيمان بالكتب: أي التصديق بأنها كلام الله تعالى، وأن ما تضمتنته حق. ولهذا العنصر علاقة وطيدة بالنبوة. فينبغي للمكلف – الإنسان البالغ العاقل- أن يؤمن بكل ما أنزل الله تعالى على أنبيائه ورسله عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم، من كتب، وأنها وحي الله إليهم. أي أنها كلامه إليهم الأزلي القديم القائم بذاته تعالى المنزه عن الحرف الصوت.
وقد قيل إن عدد الكتب المنزلة هي: مائة كتاب وأربعة كتب: نزل منها خمسون على شيت، وثلاثون على إدريس، وعشرة على آدم، وعشرة على إبراهيم، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان.
والواقع أن الله تعالى لم يكلفنا معرفة ذلك على وجه التفصيل، لا من حيث العدد، ولا من حيث كيفية نزولها. بل يكفي أن نؤمن بالكتب إجمالا فيما لم نعلم ولم يرد فيه نص صريح، وتفصيلا فيما أوضحه الشرع، وأرشد إليه، كالإيمان بأربعة كتب على وجه التفصيل وهي: صحف إبراهيم والتوراة والإنجيل والزبور والقرآن. وقد أنزل الله بعضها في ألواح وبعضها بواسطة الملك كما أن بعض أحكامها نسخت…

ومن الأدلة على وجوب الإيمان بالكتب:
قوله تعالى: » آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ » [البقرة : 285].
قوله تعالى: » يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً  » [النساء : 136].
قوله تعالى: » وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ » [التحريم : 12] وإذا كان الإيمان بالرسل يقتضي ضرورة الإيمان بالكتب المنزلة عليهم على أساس أنها وحي الله تعالى إليهم كما سلف، فإن من مقتضيات الإيمان بهذه الكتب أيضا أن نؤمن أنها – باستثناء القرآن الكريم- تعرضت للتحريف والتبديل. ومن ثم فإن واقع الكتب المتداولة اليوم بين يدي اليهود والنصارى – التوراة والإنجيل– أو ما يصطلح على تسميته بالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ليس من الوحي في شيء، بل هو من إنشاء أشخاص بعينهم وهو تعبير صريح عن آرائهم ورؤيتهم الخاصة للأشياء.
وللقرآن الكريم حكمه الصريح فيها وعليها. ونحن المسلمين نؤمن بهذه الكتب على النحو الذي أشرت إليه ولا نسئ لأحد من أهل الأديان الأخرى.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. Hassan
    14/09/2010 at 13:12

    بسم الله الرحمان الرحيم، السلام عليك يا دكتور عبد القادر
    لقد قرأت مقالك الذي نُشر اليوم وأنا فعلا جد فخور بالتعرف على شخصية من هذا الحجم، ولا تتصور شعوري وأنا أقرأ مقالك في هذا الصباح قبل الذهاب الى العمل، حقيقة مقالك هذا أدخل الإرتياح الى صدري وقلت الحمد لله على هذه النعمة التي أنعمها الله علينا وهي أنني في الصباح أقرأ مقالا يُدخل الفرحة والإرتياح الى صدري بدلا من المقالات الصفراء التي نقرءها أو نسمعها هنا فبارك الله فيك وجزاك الله كل خير عنا.
    أخوك حسن من ألمانيا

  2. عكاشة ابو حفصة
    15/09/2010 at 00:01

    بسم الله والحمد لله.بالفعل فالقران الكريم كتاب الله تعالى ومعجزة خالدة تبقى صامدةالى ان يرث الله الارض ومن عليها. وقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة الحشر الاية 21*لو انزلنا هدا القران على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامتال نضربهاللناس لعلهم يتفكرون* صدق الله العظيم.وبما انه كتاب منزل من عند الله ومحفوظ من كل شائبة او ظلالة كان محط انظار مند ان نزل به الروح الامين على قلب الصادق الامين صلى الله عليه وسلم ومند دلك الحين اصبح محط انظار المحب له والغير دلك.وهناك امثلة كثيرة في هدا الصدد كقولهم لا تستمعوا الى هدا القران والغوا فيه… وقد قال الله تعالى في هدا الصدد* انا نحن نزلنا الدكر وانا له لحفظون* الحجر الاية9.فكتاب الله في الحفظ والصون من كل يد اثيمة تمتد او تحاول الوصول اليه, بعدما اتضح لهم بان كتبهم شابها التحريف والاضافة والنقصان .اما القران الكريم فصمد طيلة هده المدة وسيبقى صامداكدلك الى ان يرث الله الارض ومن عليها. والاية التي تجعلهم يياسون من روح الله اكثر قوله تعالى * لا يمسه الا المطهرون*. وهو تحد لهم و لمن لا يؤمن به, وما يقلقهم كدلك هو كونه بلسان عربي مصداقا لقوله تعالى* انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون* سورة يوسف الاية رقم 2 ,وقال الله تعالى في نفس السياق*وكدلك اوحينا اليك قرانا عربيا لتندر ام القرى ومن حولها وتندر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير* فاصحاب السعير يسعون جاهدبن لتخربه لكن هيهات ان يصلوا الى مبتغاهم لان الكتاب كتاب الله والكلام كلامه وهو قادر عليهم فادا كان للبيت رب يحميه فللقران الكريم ايضا رب يحميه. وفقنا الله لما يحبه و
    يرضاه. والسلام عليكم ورحمة الله

  3. عبد القادر بطار
    15/09/2010 at 00:01

    شكرا جزيلا الأخ حسن على تفضلكم بقراءة مقالي المتواضع
    عبد القادر بطار

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *