Home»Islam»سورة الكهف وبلاغة تصريف القدرة وضرب الأمثال

سورة الكهف وبلاغة تصريف القدرة وضرب الأمثال

0
Shares
PinterestGoogle+
 

عن أبي الدر داء أن النبي /ص/ قال : » من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال » رواه مسلم في هذا الحديث النبوي الشريف تثمين لفضل هذه السورة المكية المرتبة في الرتبة 18 في المصحف الشريف والجامعة ل110 آية وخامس سورة تستهل بالحمد لله إلى جانب الفاتحة و الأنعام وسبأ وفاطر. وهي السورة التي تزيد قارئها نورا يهديه إلى خير الأعمال ويثقل ميزانه بمكارم الأخلاق وترزقه نعمة الإخلاص و الثبات على العقيدة المنجية من الفتن الأربعة فتنة الدين وفتنة العلم وفتنة المال وفتنة السلطة يقول الرسول /ص/: » من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين » . ومابين النور والوقاية من فتنة الدجال تحاول سورة الكهف العظيمة أن توطد مفهوما جوهريا للعقيدة يحولها إلى قرآن ناطق ونص إحكام يقصي نص كثرة الأحكام وإلى رأسمال حقيقي للمؤمن يعصمه من الفتنة و الغرور و جحود البعث وإلى مفتاح مكافئ بثواب الفردوس …

وتكتسب السورة المشيعة من سبعين ألف ملك قيمتها من موقع ترتيبها فهي تتوسط سورتين عظيمتين يجمعها بحاشتيها إطار بلاغة السابق واللاحق والحديث عن المعجزات فسورة الاسراء موضوعها معجزة الاسراء والمعراج وسورة مريم عرض عجيب لحقيقة ميلاد سيدنا يحيى عليه السلام لسيدنا زكريا وقد بلغ من العمر عتيا وميلاد سيدنا عيسى عليه السلام لمريم العذراء وهو ميلاد خارق لكل القوانين الطبية. والعجيب في هذه السورة العظيمة أسلوب تناولها لثنائية العقيدة والفتنة من منظور داخلي للنص القرآني يخضع لمنطق الكتاب والحديث والذكر والتنزيل والترتيل ويستجيب لمقتضيات بلاغة تصريف القدرة وضرب الأمثال ولغائية أسلوب الوعد والوعيد والتبشير والنذير ولمتطلبات البناء السردي النووي. فقصة أهل الكهف تمثل المحكي الرئيسي وقصة سيدنا موسى والخضر وقصة صاحب الجنتين وقصة ذي القرنين تشكل محكيات ثانوية ملحمة للاطار السردي العام وقيمات مضافة لنواة المعنى الشامل « الاعتقاد بالمشيئة الإلهية منج من الفتن المختلفة التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان في مساره الدنيوي » فإذا كانت الآيات الثمانية الأوائل وغيرها تشيد بسلاح العقيدة السليمة ضمن منظور الكتاب والآية السادسة وغيرها تسفه الأباطيل وتفند الافتراءات التي حاولت أن تنال من هذه العقيدة المتينة التي فطر عليها الإنسان من موقع الحديث.

وإذا كانت توليفات الإيقاع الداخلي للتشكيلات اللغوية التي تنتج التحسينات الصوتية للجمل القرآنية تسعى إلى نقل القارئ من حالة الإدراك العقلاني للمقاصد إلى حالة الوعي بالخشوع من منطق الترتيل أثناء التلاوة أوالسماع. وإذا كان الوحي المنزل على سيدنا محمد /ص/ يشكل نورا هاديا إلى خير المعتقدات والعبادات والمعاملات ضمن منطق التنزيل فإن القصص الأربعة وما تحمله من زخم دلالي و فيض مقاصدي مكونات أساسية لرؤية الذكر ذكر وقائع من سيرا لعظماء أو النماذج البشرية الحاملة للقدوة أو المغزى .فإذا كانت الآيات 9 إلى31 تعرض وقائع متطابقة تمام مع الواقع بأسلوب مشوق يجمع بين السرد وتحليل الأحداث والاستدلال على تصريف القدرة واستخلاص العبر فإن موضوع القيمة الذي تحاول الآيات الكريمة ترسيخه هو  » أن المشيئة في هذا الوجود لله وحده وأن الثبات على المبد أ الديني مركب للنجاة من طوفان الفتن /حب الدنيا والتعلق بالخلود والاستقواء ونكران البعث ».وإذا كانت الآيات من 32 إلى 59 تقدم قصة صاحب الجنتين وتصور باقتدار نادر وقوع الإنسان فريسة الاستئثار بالثروة وسعيه نحو البقاء وجحوده للنعمة من خلال أسلوب مقارن بين نموذجين بشريين تجمع بينهما علاقة الصداقة ويفرق بينهما ميزان القيم ليجعلهما على طرفي نقيض…

و إذا كانت الآيات 60 إلى81 تجسيد دال لفضيلة التواضع وتمثيل مقنع لهرمية العلم وأن العلم لله وأن فوق كل ذي علم عليم فسيدنا الخضر عبد صالح آتاه الله من علمه الظاهر والباطن مالم يأته سيدنا موسى وهو كليم الله ومن أهل العزم من الرسل… وإذا كانت الآيات من 82 إلى 97 تصوير بديع لنموذج القدوة في الإخلاص لله وحده وهو السبيل الوحيد المنجي من فتنة السلطة التي أوتيها ذو القرنين الملك الذي وهبه الله جل وعلا القوة والحكمة والنفوذ فثبت على المبدأ وشهر سلاح عقيدته الراسخ لإعادة الحق والعدل والهداية إلى نصابها…فإن السورة بآياتها 114 وقصصها الأربعة /أهل الكهف، و صاحب الجنتين ، وسيدنا موسى والخضر، وذي القرنين تكمل بعضها البعض وتحمل قارئها على معاودة القراءة كل جمعة ليحظى بنور الثبات المحصن و المنجي من الفتن ماظهر منها ومابطن لعل نفسه ترعوي بصوت رسالة العقيدة الذي يتحول بفعل إرادة الهداية وتعظيمات الملأ بين السماء والأرض إلى يقين وبيع للدنيا وشراء للآخرة وقرب من جنب الله بشتى الطاعات و العبادات والمعاملات والامتثالات ل

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. محمد ابراهيمي
    01/06/2010 at 09:42

    معذرة للقراء الكرام لقد وقع مني سهوا خطأ بخصوص آيات سورة الكهف العظيمة فالعدد الصحيح 110 آية. ولكم جزيل الشكر

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.