Home»Islam»الرد الجميل

الرد الجميل

0
Shares
PinterestGoogle+

لامراء في أن القرآن الكريم أسلم كتاب وأصحه في هذا العالم وهذه نعمة تضاف إلى نعمة الوثوقية التي خص بها الله جل وعلا المسلمين عمن سواهم من الأقوام والبشر. لايمكن تصور مقدار السعادة التي يحس بها المصلي أو قارئ القرآن والتي مصدرها تأكده من صحة مصدر الوحي السماوي ومن سلامة النص المقدس » الذي لايأتيه الباطل لا من بين يديه ولامن خلفه »يقول تعالى  » إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون » وبالتالي تيقنه من إستجابة الله لدعواته إما بالتعجيل أو الادخار أو بصرف المكروه. ولا نقدر هذه النعمة إلا عندما ندرك مدى الشقاء الذي يشقى به اليهودي والنصراني على حد سواء عند تلاوة التوراة أو الإنجيل وهو مرتاب من مصدره وسلامة لفظه وصحة معناه وروايته.وتشكل نعمة الوثوقية جاذبية للمؤمن ليقبل على تلاوة القرآن والتدبر في معانيه ومقاصده وتطبيق أحكامه خاصة وأن القرآن غير مجرى الحياة البشرية وشكل منعطفا حاسما في تاريخ الإنسانية برمتها فمن الشرك إلى التوحيد، ومن الوأد إلى الحياة، ومن الجهل إلى العلم، ومن نظام القبيلة إلى نظام الأمة، ومن الاقتصاد الريبوي إلى الاقتصاد الإسلامي، ومن العبودية إلى الحرية، ومن الطبقية إلى العدالة الاجتماعية…والقرآن الكريم كنص إلهي معجز على المستوى العلمي والتشريعي والبياني والعددي…كتاب مسطور أيد الله به حبيبه محمدا /ص/ لتبليغ الدعوة ونشر الرسالة وختمها وإتمام مكارم الأخلاق يعضدبه الكتاب المنظور المتجلي في الكون وسائر الموجودات التي تخاطب العقل والنظر، ويضفي عليه طابع العملية الكتاب المعبور، فالرسول الأكرم قرآن يمشي فوق الأرض بين الناس وسيرته العطرة تطبيق عملي لمقتضياته سواء على صعيد العقيدة أو العبادة أو المعاملة أو الأحكام يقول القرآن الكريم « ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوالله واليوم الآخر ». وتقول أم المؤمنين السيدة عائشة » كان خلقه القرآن »والعجيب في الإعجاز القرآني أنه يحرر ذاته من الداخل فهو إعجاز لاينتهي وربما شكل هذا جاذبية أخرى للقرآن الكريم لاكتشاف أسراره وكنوزه ومن تلك الأسرار ارتباط سوره 114 برباط خاص يزيد من الوثوقية ويؤكد أن هذا القرآن من عند الله وحده ففي خاتمة فاتحة الكتاب تنصيص على » المغضوب عليهم « والضالين » وتأتي أطول سورة في القرآن وهي سورة البقرة الشافية الكافية لتتحدث بإفاضة وإسهاب عن قوم موسى عليه السلام من بني إسرائيل الذين غضب الله عليهم لأنهم لم يثبتوا على دين الله وغيروا وعبدوا غيره سبحانه وتعالى .وتليها مباشرة سورة آل عمران لتكشف عن وجوه ضلال قوم عيسى عليه السلام من النصارى ممن يعتقدون أنه ابن الله ونقطة تقاطع اللاهوت بالناسوت وفق الأقانيم الثلاث المعتقد بها وتستثني السورة الكريمة أتباعه الموحدين الذين يؤمنون بأن عيسى عليه السلام هو مجرد بشر وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام .

وكما ارتبطت الفاتحة باللاحق ترتبط بالسابق في المصحف الشريف فسورتا الفلق والناس توصيف دقيق لشر الناس ومنهم بنو إسرائيل الذين برعوا في السحر والطب ولكن طويتهم النفسية خسيسة ومعدنها رخيص. وربط السابق باللاحق نجده بين سور كثيرة في القرآن قد يكون موضوعه معجزة أو قوما معينين أو أنبياء أو أسلوب ترغيب أو ترهيب أو هيمنة حديث عن الجنة أو النار أو سرد الأحكام… وقد يطول بنا الاستعراض فالأمثلة كثيرة كالذي نجده بين النساء والمائدة والأنعام من رابط الأحكام وبين الإسراء والكهف ومريم من حديث عن المعجزات وبين الرحمن والواقعة والحديد من حديث عن الجنة والنار ويونس وهود ويوسف من رابط النبوة… وبين حوا ميم من حديث عن تجليات اسم الله الحي المجيد… وهذا الربط العجيب بين سور القرآن المكية والمدنية يقوي دافعيتنا إلى قراءة القرآن والانفتاح على عالم الغيب لترسيخ عقيدتنا وتثبيت مبادئنا الإسلامية السمحة وولوج عالم الشهادة للعمل بشرع الله والسير على منهجه في الحياة لتجسيد فعل النزول الأول « اقرأ ». رغم تزايد المشككين في قيمة النص القٍرآني واستيعابه للعصر ومستجداته وصلاحيته ليكون منهجا وشريعة للإنسانية كافة. ولا يسعنا في هذا الإطار إلا أن نطلب الهداية للباحث الكندي باتريس برودر الذي دعا إلى مراجعة القوامة لأنها ضد المساواة بين الرجل والمرأة واعتبرأن الكثير من آيات القرآن تكرس دونية المرأة في كل مناحي الحياة .نهمس في أذن العالم الكندي ونقول له لفهم مقاصد النص القرآني لابد من التمكن من أسرار اللغة العربية وبلاغتها ولابد من حدق علوم الآلة وعلم التفسير… لتستطيع إنتاج مقترب تخريجي للنصوص القرآنية فلا أجد دينا أو نظاما وضعيا أنصف المرأة كما أنصفها القرآن الذي حررها من الاستعباد ومن الوأد والعادات البائدة فقد كانت شيطانا يتقن الغواية و إنسانا من الدرجة الثانية فبرأها الإسلام وكرمها و منحها حقوقها وجعلها شقيقة الرجل لها ماله وعليها ماعليه في سور سماها باسمها كمريم والنساء وقارب العلاقة بينها وبين الرجل بمنطق العدل لا بمنطق المساواة فشتان بين إنصاف يحافظ على طبيعة الجنس ويسمح بالنهوض بالرسالة الموكولة ومساواة كمية تضمر ندية تجنح نحو الخلاف والهيمنة تضيع فيها الرسالة وتتداخل الطبيعة فيصبح الرجل امرأة وتغدو المرأة رجلا. أما القوامة في القرآن الكريم فهي تشريف للمرأة وتثمين لدور التنشئة والتربية الذي يؤمن التماسك العائلي والسلامة المجتمعية وفي نفس الآن تحفيز للرجال على السعي والكسب الحلال لتأمين حاجيات البيت والرقي بالاقتصاد . فالقوامة هي رؤية تكاملية لنظرية الأدوار وتقسيم العمل على قاعدة البذل والإيثار.أما تعدد الزوجات فهو حالة استثناء مشروطة بالعدل ومثال ملموس يجسد التعايش والإيثار لبناء الأسر والزيادة في النسل وتعمير الأرض.فإذا كانت الزوجة الأولى تتضرر نفسيا فإن مشاكل الثانية أو الثالثة أو الرابعة تحل ونساهم في الحد من العنوسة وتطهير المجتمع وتأمينه من الفساد .

والحق أن الإسلام باستثناء مدونة الأحكام قارب المسألة النسائية بمنطق النموذج القدوة حفاظا على مشاعر المرأة المرهفة فهو يتحدث عن أمهات الاسلام كنماذج للتأسي في مجالات العلم والأخلاق والتدين و المعاملة والمعاشرة…ولربما هذا منهج أنجع من النقد الجارح وتعرية المكلس وكشف المستور الذي حول المرأة إلى خصم لذود و سلعة تباع ووسيلة إشهار مغرية… لهذا ندعو هذا الباحث ليمارس الصرامة العلمية من خلال الاطلاع الصحيح على حقيقة الاسلام تجاه المرأة في القرآن واكتشاف أسرار النص الإلهي من خلال سبر أغوار مكنوناته.و لعل مما يكشف بعض أسرارهذا النص القرآني الذي يعتبر الكتاب الأكثر مبيعا في العالم رغم التحامل والطعون ما أورده ابن كثير في تفسيره المجلد الأول ص35 عن حصيف عن مجاهد من فك لغز افتتاحية تسع وعشرين سورة استهلت بأربعة عشر حرفا هي الألف واللام والصاد والراء والكاف والهاء والياء والعين والطاء والسين والحاء والقاف والنون جمعها الزمخشري في جملة »نص حكيم قاطع له سر » .

ونعرض نصا من تفسير ابن كثير على سبيل الاستنباط لاكتشاف الحكمة من وراء هذا النثرالالهي المتقطع لبعض الحروف تمثل أصناف جنس الحروف حسب الزمخشري اختلف حول تحديد مقصدية الاستفتاح بها المفسرون يقول ابن كثير في ص 35 « قد اختلف المفسرون في الحروف المقطعة في أوائل السور،فمنهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه فردوا علمها إلى الله ولم يفسرها…ومنهم من فسرها واختلف هؤلاء في معناها…وعن ابن نجيح أنه قال « الم،حم، والمص،وص…فواتح افتتح بها الله القرآن…وقيل إنها اسم من أسماء السور…والله أعلم. وقيل هي اسم من أسماء الله تعالى…وقال شعبة عن السدي بلغني أن العباس قال « الم اسم من أسماء الله الأعظم  » هكذا رواه ابن أبي حاتم عن مجاهد وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هو  » قسم الله به وهو من أسماء الله تعالى . »
فمنهم من اعتبرها رهان تحد رفعه القرآن في وجه الفصحاء من المشركين ليأتوا بمثل القرآن فهذه نماذج من الحروف التي ركب منها فهاهي بين أيديكم » عملا بمقتضى الآية الكريمة  » قل لو اجتمعت الجن والإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا » .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *