مختصر من بحث حول موقف الإسلام من الراسمالية

تقديم
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله و على آله و صحبه أجمعين، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، اللهم اجعل من أمرنا يسرا و رشدا و بعد:
ضمن السلسلة الفكرية التى تناولناها في بحثنا » موقف الإسلام من النظام الرأسمالي » نتقدم إلى نشر مقتطفات في هذا العدد و هي مجموعة من المحاور التي اخترناها بعناية تشمل الموضوع في شتى جوانبه و تعالج قضايا متنوعة تتعلق بقضايا الأمة الإسلامية التى تشغل بال القراء.
و قد حرصنا على التركيز على القضايا ذات الأهمية في الموضوع، و حرصنا على تبويب وتنظيم هذه المحاور باختصار هو جزء من حرصنا أن نعطي للقارئ أفضل ما نستطيع كتابته لكي نقدم موضوعا صغير الحجم كبير في عطائه، ليساهم في تعميم الفائدة و ترشيد الأمة الإسلامية، و نرجوا من الله التوفيق.
المحور الأول: حقيقة الإسلام
هدفنا الأمثل هو التعريف عن حقيقة الإسلام بكونه منهج رباني مسلم، و للأسف فقد بات أمرا مفروغا منه وسط التيارات المعادية له في كل المجالات، لقد صار التآمر على الإسلام سائرا و العزم على القضاء لأقدس مرجعية أمرا مكشوفا.
قال تعالى في سورة العمران الآية 19: { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.
الإسلام دين إلهي كان عماده ممارسات الرسول( ص ) و تطبيقات صحابته الكرام رضوان الله عليهم في المجتمع الرباني الأفضل في التاريخ الإنساني.
لقد قطع رسول الإسلام( ص) و أصحابه الكرام مراحل عسيرة من الجهد و الثبات و الواقعية و العقلانية لتجسيد التعاليم الربانية العالمية و تنظيم شؤون الناس و تخليق سلوكهم و تصرفاتهم و الاهتداء بهم نحو الطريق الصحيح.
المحور الثاني: الإسلام و الرأسمالية
حاولنا أن نشخص هذين النظامين في هذا الوجود وهما الإسلام و الرأسمالية، علما بأن الأشياء نوعان بحكم أن الوجود يسير وفق مبدأ الثالث المرفوع بنحو الخير ضد الشر و الحق ضد الباطل ….
إذن فالوجود يتميز بهذا المعيار وهو مبدأ النقيض »التضاد » فمنذ أن خلق الله البشرية وهذا القانون قائم بمقتضى سنن الله في خلقه و منذ القديم و الصراع قائم بين الحق و الباطل بحيث إن الإسلام دين إلهي مسلم و ما الرأسمالية إلا مبدأ الطغاة المستكبرون الذين لم يرضوا التحاكم إلى منهج الله، وهذا ما سنتطرق إليه في المحاور التالية.
المحورالثالث: مفهوم الرأسمالية يرمز إلى الشر
لا سبيل أن ندخل في التفاصيل عما وقع بين هابيل و قابيل ابنا آدم عليه السلام بحيث إن قابيل لم يرضى بحكم الله فقتل أخاه هابيل ….و لا داعي أن ندخل في تفاصيل حياة الأنبياء و المرسلين بحيث إن لكل نبي و رسول حدث مع قومه.
و المراد من هذه الملاحظة هو أن الرأسمالية حكم باطل و هو ميثاق قديم يرمز إلى الشر، و حينما نتحدث عن الرأسمالية لا يقتصر الحديث حول أوضاع العالم المعاصر بل الوضع الرأسمالي كان سائدا منذ القديم كما قلنا سابقا.
النظام الرأسمالي هو الذي أزم الوضع المالي و الاقتصادي و الاجتماعي في العالم المعاصر الذي أدى إلى حرب عالمية خلفت حصيلة مادية و بشرية جسيمة.
كما هو الحال بالنسبة للأزمة الاقتصادية لسنة 1929 م، الذي شهدها العالم الرأسمالي فقد كانت نقطة تحول حاسمة في هذا المسار الذي أدى إلى حرب و دمار شامل .
النظام الرأسمالي هو مجموعة من النظريات و المفاهيم من صنع البشر الذين أبوا عن حكم الله و أبوا عن تطبيق منهج الله في الأرض، و هذا النظام تحكمه مرجعية متوحشة و شريرة .
و هكذا أضحى الصراع قائما بين الحق و الباطل منذ فجر البشرية كان أمرا مقضيا بمقتضى سنن الله في خلقه على اعتبار الدنيا دار اختبار و الآخرة دار الجزاء .
المحور الرابع: مهمة الرسل هو إرساء الحق
قال تعالى في سورة النحل الآية 36: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}.
ومن حكمته سبحانه أن اصطفى رسلا و أوحى إليهم بشرعه و أرسلهم بالبينات و أيدهم بالمعجزات لكي يبينوا للناس طريق الحق و الفلاح، للاهتداء بهم إلى عقيدة التوحيد وعبادة الله.
فكل رسول بعثه الله سبحانه لكي يعالج قضايا قومه و يصحح ما سرى و تغلغل في الكيان الجاهلي ،
فنوح عليه السلام ظل يدعوا قومه ليلا و نهارا من أجل توطيد العقيدة في نفوسهم، و موسى عليه السلام أرسله الله إلى فرعون المتجبر الطاغية، الذي قال أنا ربكم الأعلى، وإبراهيم عليه السلام جاء ليعالج ظاهرة عبادة الأصنام و ليصحح تلك المفاهيم الخاطئة و يرسخ العقيدة في نفوس قومه و لوط عليه السلام بعثه الله ليعالج آفة إتيان الذكور و هكذا إذن لابد من تعدد الرسالات لمعالجة أمراض الكفر و الإلحاد في الأرض.
ولكل نبي مرسل قصته مع قومه و الهدف من الرسالات الربانية هو من أجل إرساء الحق و تخليق النفوس و تحسين الوضع الاقتصادي و الاجتماعي و توطيد العلاقات الإنسانية، إذن هي حقا توجهات عادلة…..كما قال الله جل شأنه في سورة النساء الآية 165: { رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}
لقد اقتضت سنة الله في خلقه أن يظل الناس مرتبطين بعلاقة وطيدة مع خالقهم في رحاب الحق يسودها الإيمان لا انفصام له، فانطوت صفحة الأنبياء و المرسلين صلوات الله عليهم برسالة القرآن الذي أنزله الله سبحانه على قلب رسوله محمد (ص) المبعوث رحمة للعالمين، وهذه الرسالة تحمل في ثناياها الإخبار عما وقع في الماضي و التنبؤ للمستقبل فهي إذن رسالة خالدة لما تحمل من معاني و دلالات و رسم الأهداف …
لقد سهر النبي( ص) على تبليغ رسالة القرآن بعون الله و عني في سبيل إرسائها حتى أتم أداءها حق التمام و الكمال ثم جاء من بعده أصحابه الكرام فواصلوا الطريق حتى أتم الله بهم الحق.
المحور الخامس: محمد رسول الله( ص) القدوة الحسنة
يمكن أن نستحضر بعض تصرفات الرسول لنضعها فوق كل اعتبار، باعتباره القائد المحنك و المعلم الرشيد و الطبيب النفساني الماهر و الزعيم المصلح …(لبيك يا حبيب الله). إذن الرسول( ص) فهو القدوة الحسنة نجده (ص) الأول من دافع عن حقوق الإنسان حين قال:( كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه ) رواه مسلم في كتاب البر و الصلة 15 .
و نجده أيضا الأول من ناضل عن الطبقة العاملة حيث قال:( أعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) رواه الإمام أحمد 59/3 وقال أيضا في شأن الأجراء( لا تكلفوهم على ما لا يطيقونه فإذا كلفتموهم فأعينوهم ).
بهذا نجده أول من سن الأجر الإضافي لفائدة الأجراء و قال( ص) أيضا:( علموا أبناءكم التجارة…) أي كأنه قال علموا أبناءكم الصبر و الحلم و التحلي بمكارم الأخلاق و لهذا قال (ص): (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ذكره البيهقي في السنن الكبرى 192/10.
فقال الله في حضرة نبيه (ص) في سورة القلم الآية 4: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
وكان(ص) يوصي بتقوى الله و حسن الخلق و التراحم بين الناس فقال:( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) و قال في شأن الضعيف:( ابتغوني في ضعفاءكم إنما تنصرون و ترزقون بضعفائكم) و قال أيضا في شأن اليتيم:( أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا) و أشار بالسبابة و الوسطى.
و قد نهى( ص) مرة عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث فقال:( ادخروا لثلاث و تصدقوا بما بقي وفي العام الموالي قال إنما نهيتكم من أجل الدفة التي دفعت حضرة الأضاحي فكلوا و تصدقوا و ادخروا). رواه الأمام أحمد 23115، قالت أمنا عائشة رضي الله عتها: » فعل ذلك للتخفيف من أثر الأزمة الاقتصادية فأراد أن يطعم الغني الفقير ». رواه البخاري في كتاب الأطعمة.
و لقد أمر( ص) بالعدل و الصدق و الإيثار و حب الخير للناس و الإحسان و الكرم و غيرها من الصفات الفاضلة التي ألزم بها النبي(ص) المجتمع الإسلامي الفاضل فما ترك أمرا إلا و أشار فيه حتى توفاه الله .
و جاء من بعده( ص) أصحابه الكرام الذين عاشوا معه و صاحبوه ففهموا خطاباته و درسوا مواقفه فساروا على نهجه و طريقه فكان أول من أخلفه هو أبوا بكر الصديق الذي واصل تدبير شؤون المسلمين فأرسى قواعد الإسلام، إثر الفتنة التي أصابت المسلمين إزاء ردة البعض منهم فطبق الصديق أحكام الشريعة في شأن المرتدين حتى قضى عليها بالمرة، و كما طبق حكم الرسول( ص) في قواعد الإسلام لإعلاء راية الحق امتثالا لأمره(ص): ( أمرت لأقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله و أن محمدا رسول الله و يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذالك عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحق الإسلام و حسابهم على الله) رواه البخاري 13/1.
فقاتل الصديق مانع الزكاة « المرتدين » فقال:( و الله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم عليها) رواه البخاري في الصحيح ووافقه الصحابة بالإجماع .
و جاء عمر بن الخطاب خلفا لأبي بكر عقب وفاته فواصل الطريق فتابع تدبير شؤون المسلمين فكان عصره يتسم بالعدل و الحق لأنه الفاروق عمر كما سمي بعمر الحق الذي كان يتفقد أحوال المسلمين و أوضاعهم .
« ذات مرة اختصم إليه مسلم و يهودي فوجد الحق لليهودي فأنصفه فقال اليهودي إن عمر حقا رجل عادل و صاحب عقل سديد » .
وهو فعلا عمر الفاروق الذي كان يقول: » لو عثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عليها لما لم تصلح لها الطريق يا عمر » .
و تصرفات عمر الفروق -أيها الإخوة- عديدة لا حصر لها تعبر عن حقيقة العدل و معنى الإيمان الحقيقي، ثم جاء من بعده عثمان الذي جهز جيش العسرة لمعركة تبوك من ماله الخاص في سبيل الله … ومن محاسن هذا الصحابي الجليل كثيرة وهي فعلا تعبر عن الأخلاق الفاضلة الرفيعة .
ومن تصرفات علي الذي جاء من بعده فجمع بين العلم و السيف و كان ذا أخلاق حسنة من حيث زهده و إيثاره و إنسانيته وغيرها من التصرفات الفاضلة…
و كذالك نجد الخليفة عمر بن عبد العزيز ،المثل في العدل، ومن تصرفاته أنه سدد الديون على المدينين وزوج الشباب وحل كل المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية تحقيقا لمدى فعالية الاقتصاد الإسلامي بأداء فريضة الزكاة المكتسبة من تعاليم الإسلام .
و إن كل الخلائق الفاضلة و التصرفات القيمة مستقاة من منبع الحكمة المحمدية و مستوحاة من فيض التوجهات الربانية رحمة بالعالمين، في حين لم نجد مثل هذه التصرفات عند النظام الرأسمالي …
و لم نجد هذا في هيئة الأمن أو هيئة الأمم المتحدة و هي في الحقيقة هيئة اللأمن أو هيئة أكلة حقوق الأمم … ومع ذلك نجد بعض الناس يستهترون من الإسلام و يتضجرون به و يسبون نبي الإسلام و يستخفون بالصحابة.
إن مثل هذه السلوكيات قبيحة و مذمومة و مرفوضة و ما أكثر الجاهليون في هذا الزمان يساندون هذه التصرفات و يتوافقون مع هذه السلوكيات القبيحة…
و لهدا نقول لهؤلاء كيف تسبون الإسلام و هو الذي أنشأ هذه العقول النيرة و أوجد هذه الوجوه الخيرة فلا يزال عطاءه يعطي أكله كما قال (ص):( الخير في و في أمتي إلى يوم الدين). أخرجه البخاري في الصحيح .
كيف تسبون الإسلام و الله يقول في سورة الأحزاب الآية 21: { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا}.
مالكم كيف تحكمون….؟؟ !!
المحور السادس: الرأسمالية من إنتاج الصهيونية
الرأسمالية هي من صنع الصهيونية العالمية و هي مذهب متطرف و عنصري حاقد يهدف إلى إخضاع العالم و السيطرة عليه بالمرة، على قاعدة تصدير رؤوس الأموال و باستخدام الأدوات السياسية و الوسائل العسكرية وهو ما يطلق عليه بمصطلح الإمبريالية، أي أنه يعبر عن الموضوع الذي تقدمه الرأسمالية الصناعية و المتقدمة، و الرأسمالية المالية في علاقاتها بالعالم الخارجي و بالتالي فالحديث عن الرأسمالية يقودنا بالتحديد إلى أن الامبريالية متجذرة من صميم الرأسمالية المتمثلة في فلسفة الإقطاع و الهيمنة الاقتصادية، و عليه فلا يقتصر النظام الرأسمالي على ما كان سائدا زمن الأنبياء و المرسلين كزمن موسى(ص) مع اليهود و زمن محمد( ص) مع اليهود أو كفار عصره و مشركيه فإنه مازال سائدا إلى الآن و يريد اليهود ترسيخه في المجتمعات .
الرأسمالية هي مخطط يهودي منذ القديم فلو أن لليهود عهدا لما نقضوا العهد في كل مرة وهم لا يؤمنون، و لما كذبوا موسى عليه السلام الذي أرسله الله إليهم لكي يبين لهم الطريق الصحيح، إذن لماذا كل هذا العناد و الجحود… ؟
قال تعالى في سورة البقرة الآية 101: { وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّـهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.
والواقع أن لليهود ميثاق واضح و هو إتباع الأهواء و النظرية المادية أي التعامل بالربا و أكلهم السحت وهم يظنون أنه لا آخرة و لا حساب و كأن الكون خلق صدفة …..
لهذا فإن بعض المسلمين الذين يزعمون أن الحوار مع اليهود وسيلة ناجعة أو التفاوض معهم أو التنازل عن أشياء مصيرية لصالحهم، إنما هم خاطئون فلن يطمع أي مسلم أن يؤمن له يهودي على وجه الأرض لأن هذا الأمر مسلم قاطع، قاطع، قاطع، لا يناقش كما أخبرنا الله بذلك في سورة البقرة الأية75: { أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
لقد تحدث القرآن الكريم عن أحوال اليهود و كما تروي الروايات أن في زمن النبي (ص) كان اليهود يبيعون الماء، فكان لهم بئر يسمى « بئر روما » فاشتراه عثمان و حينها امتلك المسلمون بئرا يشرب منه الناس مجانا .
المحور السابع: النظام العالمي المعاصر نظام رأسمالي
كان للتفاوت الاقتصادي و الاجتماعي الذي عرفه العالم عقب الحرب الثانية أثر سلبي أثناء تصنيف العالم إلى صنفين: دول الجنوب المتوسطي »دول العالم الثالث » و دول الشمال المتوسطي، فقد شكل هذا التفاوت علاقة لا متكافئة، بحيث إن دول الجنوب تحت سيطرة دول الشمال، باعتبارها الدول الرأسمالية و هذا التفاوت المشار إليه، يقوم على احتكار الدول المتقدمة و منع القارات الأخرى المتخلفة من التصنيع و المنافسة، و لجعلها تحت السيطرة و التبعية فقد نتج عن الدول الصناعية تقدم ملموس يقوم على الاحتكار و السطو على رأس المال العالمي . و حال الدول المتخلفة يرثى له نظرا لتدهور الأوضاع الاقتصادية حيث الركود و الريع و التبعية و تدني الخدمات الاجتماعية و العجز التجاري و مشكلة التنمية و المديونية و الهجرة و بالبطالة و الفقر و الأمية و مشكلة الحدود السياسية و سوء التدبير و فقدان ثقة الشعوب في المؤسسات السياسية و استفحال الفساد الإداري و ظاهرة العنف و الاستبداد الموروثين من قبل سياسة المستعمر، إذن هناك خلفيات و إشكاليات معقدة تقف خلفها الامبريالية التي تنهج مبادئها الرأسمالية لغزو العالم .
ولا سبيل لحل هذه المشاكل إلا بالاندماج المتكامل لبلدان الوطن العربي الإسلامي، و لكن الامبريالية أفقدته سيادته لأنها تسير على مخطط رأسمالي متوحش و هو فرق تسد …
المحور الثامن: العلاقات الدولية نسخة للعلاقات المجتمعية
بما أن النظام الرأسمالي هو السائد في العالم فإن العلاقات الدولية نسخة للعلاقات الاجتماعية و المجتمعية في كل شعبها و كل صورها، أي أنه يعبر عن المضمون الذي تنتجه الرأسمالية الإقطاعية في كل القطاعات و المجالات في نظرية التشغيل و القضاء و السياسة و الإعلام و الأسرة و التعليم و شتى العلاقات الاجتماعية في صورها… و كل ما يشمل حياة الإنسان و هذا مؤسف…
لقد صارت الرأسمالية هي المرجعية التي يحتكم إليها الناس في زمن المادة بغض النظر عن تعاليم الإسلام السمحة، بعبارة أخرى لقد صارت الرأسمالية هي الأكسجين الذي يستنشقه الناس و لقد سئمنا من سموم الإغراء و الاحتقار ….. و لقد سئمنا من الإقطاع و الانتهازية و الأنانية، لقد سئمنا من الظلم الاجتماعي و الفقر و الهشاشة و العنف و التسلط….
إننا فعلا في عالم الباطل و التسيب حيث القوي يأكل الضعيف، فالضعيف لا حظ له في العيش ولا حق له في المشاركة و الوجود إنما يداس تحت الأقدام، هكذا إذن قوانين الغاب « الغلبة للأقوى… ».
و مع الأسف الشديد فقد صار تاريخ الإنسان عند هؤلاء المغرضون هو فقط تاريخ الصراعات و الطبقية وفقا للمبادئ الرأسمالية .
المحور التاسع: مناشدة للشعوب الفقيرة
عندما نتحدث عن الصراع الطبقي لا بد أن نستحضر الطبقة الكادحة أو البروليتاليا و الطبقة البرجوازية الإقطاعية و قبل الخوض في الموضوع نتساءل عن الذي أوجد هذه الطبقية هل الفقر ظاهرة اجتماعية أم أن الأمر محسوم بفلسفة الإقطاع و الاحتكار و الإقصاء؟
إذن لابد أن نقول بأن القوى الرأسمالية تفرض دائما السيادة الرسمية و تفرض النفوذ على هذه الطبقة الهزيلة فهي بذلك تصنع سياسة الطبقية داخل الأوساط الاجتماعية لتستغل هذه الشريحة الهزيلة فتأخذ حقوقها و تستولي عليها و تلمها لما لتخلق الفوارق الاجتماعية داخل الأوساط الاجتماعية…
لهذا نقول للطبقة الفقيرة عليها أن تناضل و تجاهد من أجل وجودها لاستعاد حقوقها، فالحق إذا سلب بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة القانونية لمجابهة تلك القوى الطاغية المتجبرة .
المحور العاشر: الوحدة الإسلامية الحقيقية
لا يمكن أبدا أن تتوحد الأمة الإسلامية على كلمة سواء إلا بعودتها إلى إسلامها لكونه المادة الخام و المرجع الأساس في توحيد المسلمين و توحدهم أيضا، فتلك هي الوحدة الحقيقية.
و في مقدمة ما يعني به الإسلام هو توحيد الصفوف و توثيق العرى بين أبنائه حتى يكونوا كالبنيان المرصوص، لذا كان التوحيد هو دعوة الإسلام في أهم نواحيه لتوحيد العبودية لله و توحد المسلمين تحت راية الحق كما كان عليه المسلمون السالفون، إلا أن تاريخ المسلمين المعاصر يعتبر مرحلة حاسمة و عسيرة، فالمسلم مهان في كل مكان و تاريخه مليء بالتحديات حيث ضاع فيه الحق و أسفر الباطل عن وجهه الكالح، لهذا لابد من مواصلة التوجيه و الإرشاد و استمرار التنبيه حتى يدرك المسلمون في كل مكان شعوبا و حكومات و أنظمة و غيرها أن الوحدة ليست حلما بعيد التحقيق، و إنما هي حقيقة و قريبة المنال .
من خلال هذه الملاحظات التي يقصد من وراءها التوحيد على مستوى ترسيخ العقيدة و الفكر فذالكم سبيل للوحدة الإسلامية ذات اقتصاد موحد و مشترك و اندماج متكامل و منطقة تجارية حرة و تعاون اقتصادي مثمر و بناء ليس بالشكليات و لا بالعواطف الجياشة و إنما الوحدة ضرورة التقدم و السيادة و المواجهة تحتمها الظروف وكل الاعتبارات تحتمها الأخطار التي تهدد المسلمين في كل وقت و حين، قال الله تعالى في سورة الأنفال الآية 60: { وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}.
أي أن قوة المسلمين تكمن -على غرار هذه الآية الكريمة – عن قوتها في اقتصادها و سياستها و عسكرها و ثقافتها …إذن القوة هنا تستدعي كل الأشياء وكل التحركات حقيقة إذا رجع المسلمون إلى إسلامهم .
المحور الحادي عشر: الرأسمالية وليدة الصراعات
و معلوم أن تاريخ البشرية يعبر عن الصراعات بين الطبقة البرجوازية و الطبقة البروليتاليا، كما سبق الذكر أي أن تاريخ الرأسمالية يشكل ذاتيا صراعات قبلية و تمييز عنصري من قبل الطبقة المضطهدة و الإقطاعية التى تحضى و تسيطر اقتصاديا، ثم بفضل هذه السيطرة تسوس سياسيا و تغزوا عسكريا باعتبار أن الهيمنة مرتبطة في تاريخ الرأسمالية بالتطور الاقتصادي، و بالتالي فالاقتصاد هو الذي يمول القوة العسكرية لتتمادى في ظلمها و يعيش الناس في ظل الأزمات و الصراعات ….
المحور الثاني عشر: تعليق حول سيناريوهات و باء الأنفلونزا
لقد كثر الحديث هذه الأيام عن ما يسمى ب » أنفلونزا الخنازير » الذي أصبح هاجسا في كل أرجاء العالم لما يروجه الإعلام الصهيوني الرأسمالي المحتكر و ما يقذفه من سموم و قنابل بشكل رسمي ،
في هذا الصدد و بالمناسبة – حسب وجهة نظري- أقول بكل صراحة إن ما يروجه الإعلام سواء الإعلام الصهيوني أو الإعلام العربي الذي يمول من قبل الصهاينة، هو مجرد ادعاءات و أكاذيب يراد بهما ترويج الأدوية التي تعتبر أداة لحماية الناس من شر هذا الوباء لكي تصبح مفروضة على كل شبر في العالم حتما لمواجهته، رغم التكاليف الثقيلة لاقتناء هذا الدواء.
إنما الهدف من الرأسماليين هو احتكار و تسويق هذا المنتوج الوقائي الذي أصبح أمرا مفروضا على العالم برمته، خاصة الدول المتخلفة التي في قبضتها من أجل أن تعوض تلك الخسائر التي تعاني منها جراء الأزمة المالية و الاقتصادية .
إذن هدف الصهيونية هو استغلال الوضع الدولي لتعويض ما أصاب اقتصادها من تراجع و إفلاس، و أن رصد بعض حالات الوفيات في مختلف الأقطار حسب ما يروجه الإعلام هو مجرد أكاذيب لا تمت بصلة من هذه الحالات الوبائية إطلاقا .
أقول هذا دون تحفظ – أيها الإخوة- و أنا لا أجد حرجا في وجهة نظري و لا في وجداني، كما لا أعتقد أن بعض التصريحات التي صرح بها أحد الخبراء الدوليين هي تصريحات معقولة، إلا أنها مجرد سيناريوهات وهمية مفبركة و مهيأة لا أساس لها من الصحة…
المحور الثالث عشر: توقعات حرب عالمية ثالثة
في خضم توتر العلاقات الدولية المبرمجة بميثاق رأسمالي محكم، من المتوقع أن يعيش العالم للمرة الثالثة حربا ثالثة و قد لا تغيب عنا تلك المشاهد و الأحداث السابقة، بحيث إن العالم الرأسمالي يعيش نفس الأحداث المرتبطة بجذور الأزمة المالية بحكم طبيعة النظام الإقطاعي الجبائي و الاختلال المالي العالمي و ظاهرة فائض الإنتاج و المضاربات المالية في البورصات و تقلبات الأسعار، مما أدى إلى تراجع الإنتاج الصناعي و انخفاض الاستثمارات و تأزم المواد الأولية و تراجع المبادلات التجارية العالمية و غيرها من المخلفات التي كرست حصيلة الأزمة حاليا.
و قد يتهم الصهاينة الإسلام بأنه إرهاب ثم يصفونه بمحور الشر و هذا غير معقول، و الواقع أن هذا المعيار لا يأخذ بعين الاعتبار، لأنه زائف و مغرور، فالصهاينة لا ينظرون إلى الإسلام بعقولهم و الحقيقة إنهم أعمى البصائر، و قد قال الله في شأنهم في سورة الأعراف الآية 179 : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}.
إن هذه الآية الكريمة تتحدث خصيصا عن وضعية المنافقين الجاحدين للحق فهم لا يفقهون و لا يبصرون ثم لا يسمعون الحق، كما شبههم الله بالأنعام لأنهم لا يعترفون بحقيقة القرآن، لكن كيف يفهمون القرآن و قلوبهم غلف و عمي و كيف يفهمون القرآن و قلوبهم جاحدة لعظمة الله؟ قال تعالى عن هؤلاء في سورة الحج الآية 46: { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
و يندرج مصطلح الأنعام أو البهائم – كما تشير الآية – في أبعاد غريزية، تنحصر في شهوتي البطن و الفرج، فهي إذن حيوانات لا تفكر و لا تستخدم العقل هي حيوانات تائهة تتخبط خبط العشواء، و أما مصطلح الأنعام بصيغة أخرى فهي حيوانات متوحشة و مفترسة لأنها تفترس الناس فتستولي على حقوقهم و تجعل الضعفاء فريسة لها بلا رحمة و لا شفقة ،
إذن هذا هو المثل الذي ضرب به الله في القرآن الكريم حيث شبه الأنعام بهؤلاء المغرضين الضالين عن طريق الحق.
ألم يكن النظام الرأسمالي هو المسؤول عن كل ما حدث؟ هل كان المسلمون طرفا في ظهور هذه الأزمات و الحروب؟ معاذا الله، و إلا أن نقارن بين حروب الرأسماليين وبين المعارك التي خاضها المسلمون سنجد أن المسلمين كان هدفهم هو نصرة دين الله الحق، فالجهاد دين و خلق المسلمين تطبيقا لتعاليم الله و رسوله (ص ) ، و حتى أن آية تشريع القتال جاءت متأخرة بعد مضي أعوام من فجر الدعوة، فشرع الله الجهاد و أنزل على نبيه (ص) آية قتال الأعداء و مجاهدتهم فقال تعالى في سورة الحج الأية40 : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴿٣٩﴾ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
و تدل هذه الآية الكريمة على الإعلان الرسمي بالجهاد بعد الأذى المتسلط و الاستفزاز اللذان تعرض له المسلمون من طرف المشركين .
و يتضح من موقف القرآن الكريم أن المسلمين فعلا ظلموا و أخرجوا من ديارهم بغير حق، و أوذوا في سبيل الله، و لذلك لا بد أن ينصرهم الله، إنه على ذلك عزيز قدير و كان حقا على الله نصر المؤمنين.
المسلمون لم تكن نواياهم مبيتة على غزو العالم و احتكاره، بل كان الجهاد عند المسلمين من أجل إرساء قواعد الإسلام، و رفع لواء الحق في كل مكان بصرف النظر عن الرأسمالية المتوحشة .
المحور الرابع عشر: الإرهاب من أعمال الصهيونية
عندما نتحدث عن الإرهاب الدولي المنظم نعني بذلك أنه يستمد مبادئه من الرأسمالية المقيتة، ولقد تحقق ما ذكره القرآن الكريم عن إفساد بني إسرائيل في الأرض مرة بعد مرة فهاهم اليوم تمادوا في إفسادهم و غطرستهم فاليهود مغضوب عليهم من الله منذ الأزل، و ذلك لما ارتكبوه مع أنبياء الله و ما فعلوه من جرائم ضد آلانسانية و علاوة على القيم، فقد كفروا بالله و قتلوا الأنبياء و سفكوا الدماء و عبدوا العجل حتى وصفهم الله بالمغضوب عليهم، وتاريخ اليهود مع المسلمين حافل بالعداء و نقض العهود و ما يحدث في فلسطين اليوم خير شاهد على نفسية اليهود التي فاقت كل تصور فقد استمد اليهود تعاليمهم من طبائع تلونت بلون الدم و الإرهاب و المكر و العدوانية و العنصرية، و لقد دأب اليهود على استحلال الحرام و تدنيس المقدسات في سبيل تحقيق مآربهم الهادفة إلى السيطرة و العلو في الأرض و الهيمنة على العالم .
و تعتبر إسرائيل تاريخيا بؤرة الإرهاب ومنبع الشر و الفتن، و إن كان شرها قد امتد كل دول العالم فالإرهاب الحقيقي بكل معانيه الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا، و الذي تجرد عن كل معاني الإنسانية في حق شعب أعزل ألا و هو الشعب الفلسطيني المغوار الذي ظل يواجه الغطرسة الصهيونية نيابة على أمة رسول الله في زمن الذل و العار و التمرغ نحو أعتاب البيت الأسود …
و بالرغم من قضية الإرهاب التي شغلت العالم فإنهم لم ينتبهوا إلى أن الإرهاب الحقيقي هو إرهاب الصهاينة المقيت، و لا يقتصر فساد اليهود على أشكال العنف و التخريب و افتعال الأزمات، بل يتغلغل هذا الإفساد في كل قيم الحياة البشرية و نواحيها .
المحور الخامس عشر: اليهود الإقطاعيون ليسوا أهلا للحوار و العهد
لقد لفت القران العظيم النظر إلى موقع الحوار مع اليهود، باعتبارهم خانوا العهد واتضح الأمر أنه لا حوار معهم كما قال تعالى سورة البقرة الآية 100: { أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}.
الحوار يتم مع العقلاء الذين ينظرون إلى الإسلام على قدم المنطق، أما اليهود فهم قوم سفه لم يكونوا يوما في مستوى فهم الإسلام و هكذا سيتمادى الصراع إلى يوم الدين و قد أخبرنا المصطفى( ص)قائلا: ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيختبئ اليهودي وراء شجر أو حجر فينطق ذالك الحجر أو الشجر يا مسلم إن ورائي يهودي فاقتله) رواه البخاري 2926 ومسلم 2922.
و قال الله تعالى في هذا السياق في سورة البقرة الآية 75: { أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
المحور السادس عشر: آفة المجتمع، المباهاة بالنظرية المادية
بعد أن قطعنا أشواطا من التحليل في الحديث عن الرأسمالية، نستحضر ما أنتجته على مستوى الفكر و الإديلوجيات بحكم تعلق الناس بالنظرية المادية الزائفة، نلاحظ تهافت الناس على جمع الأموال و الزحف نحو المناصب و التنافس على الأشياء الساقطة و الحرص دائما على وجودهم لأنهم يمتلكون فيزنون قيمهم بما يمتلكون، فلا يهمهم مصدر تلك الأموال و الممتلكات حتى لو كانت غير مشروعة … و المهم عندهم هو لكي يقال عن فلان له منزل راقي و له سيارة رائعة و ..و .. و غيرها من الإغراءات.
أقول هذا و نحن في زمن المادة في زمن الشهادات العليا و المناصب العليا، فمثلا نجد بعض الناس في مجتمعنا لم يحصل على شهادة ما أو دبلوم ما، فقد يشعر بنوع من النقص و تساوره الهواجس و الوساوس ويلجأ إلى المخدرات في حين يكون منحرفا، فيظن أن حياته لا تساوي شيئا و بالتالي يضيع بسبب انحرافه …
و حتى الذي حصل على شهادة عليا و لم يجد عمل معين رغم كفاءته المهنية، فيتهم نفسه مما تعلمه و يتضجر من العلم و من مستواه العلمي الذي لم يمنحه قوت يومه، و لم يؤهله فييأس و قد ينحرف و يتحول إلى مجرم خطير …..
بهذا المنظور ينظر المجتمع المادي نظرة مادية فيما هو مادي يغذي البطن و الفرج و لا يغذي العقل و الروح. و الحقيقة أن العلم و الإيمان يغذيان العقل و القلب، ذلك هو المجتمع المادي الذي يعيش في الأوهام و الهفوات و الأماني فنجد بعض الناس إذا أقيم له عرسا يستهوى أن يمشى معه أناس كثيرون فبذلك عنده قيمة كبيرة و مكانة مرموقة بين قومه، و حتى إذا مات يوصي و يلزم أن يشيد له ضريحا فاخرا …و تجد هذا النوع من البشر الذي يصل به الغرور إلى درجة أنه يتفاخر على الفقراء حتى في القبور حيث موقع الموت و الفناء .
و بعض الناس في مجتمعنا إذا استدعي إلى عرس يتظاهر بأنه صاحب مال و جاه و أن مكانته في المجتمع عظيمة القدر…*
و كذلك نجد بعض الناس يؤدون مناسك الحج أو العمرة كل سنة و يتخذون ذلك إلزاما طول حياتهم، فقط ليقال: « الحاج فلان » و يثنى عليه بين قومه، وحتى بعض الناس إذا هيئ عرسا ظل يتبجح به قائلا لقد فعلت كذا … و كذا … و قد لا يستدعي إلا أصحاب الجاه و المال و النفوذ…
و تجد بعض الناس يتطاولون على حرمة القانون بدعوى أنهم فوق القانون، منتهكين، حقوق الأخريين فيتباهون بما لديهم من مال و نفوذ، يفعلون ما يشاءون و لا أحد يحاسبهم، و الحقيقة أن هؤلاء جدير أن يكونوا متحضرين .
في زمن المادة و المباهاة، فقد يظهر على كثير من الناس التشبث بأعراف و تقاليد فإذا اجتمعوا مثلا في مكان ما، تجدهم يتحدثون عن فلان أن له مال و له سيارة و له و… و…و…فيظلون بذلك يمجدونه و يعجبوا به، أما الذي ليس له مال و لا جاه فيحتقرونه و يستهزؤون به، حتى لو كان من أهل العلم و الفقه …
إذن و مثل هذه الأفكار الساقطة و غيرها، تتعلق بها النفوس المريضة، وذلك لكثرة المنافقين في هذه المجتمعات، لكن الأمة الراشدة هي التي تصنع العقلاء و تكون أمة مستقيمة لتعلقها بالعلم و حبها لأهل العلم، و فعلها الخيرات و التنافس في فعل الخير، و تنحرف الأمة أيضا حين تصبح أمة منافقة فتصنع أناسا منحرفين بكثرة ما تثني عليهم .
المحور السابع عشر: الطب النفسي الإسلامي و الرأسمالية
الواقع أن التوحيد هو العقيدة الصحيحة التي تطابق سلوك الإنسان و أفعاله، عندما يكون ملتزما بأوامر دينه فيعيش في رحاب الحق، إذ هو دائما مع منهج الله، و أما أن يكون مخالفا لهدي الله، بدون شك أنه سيعيش في قلق شديد، و هذا من جوانب التعاسة على صحته النفسية .
الأمراض النفسية هي كثيرة و متعددة، بحكم أن هناك ارتباط وثيق بينها و بين المنظور الرأسمالي، بحيث إن الأزمة الاقتصادية عادة ما تؤدي إلى مشاكل اجتماعية، وبكثرة المشاكل لدى الإنسان يكون مآله لا محالة فقدان الثقة و عدم استقراره اجتماعيا، و بالتالي ينعدم الوعي لديه و يفتقد الانسجام النفسي، فيصير الفرد عرضة للأمراض النفسية و الهستيريا، و يفتقد الناس الولاء و الاحترام و المحبة فيما بينهم، فيتغلغل الحقد و الحسد في نفوسهم بسبب حرمانهم عندما يستشعرون بنوع من الحرمان و الخذلان من طرف إخوانهم .
و حتى في مسالة القدر فالمسلم الذي يؤمن يقينا بالقدر، قد يتمنى فعل شيء ما، فإن لم يتمكن لفعله يسلم أمره لله، و الذي لا يؤمن بالقدر إذا لم يوفق في أمر ما، فقد يضع حدا لحياته بالانتحار أو يلجأ إلى المخدرات و الانحراف …
و إذا وصف الله دواء الأمراض النفسية فهو وحده العليم بالنفوس قال تعالى في سورة ق الآية 16: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}.
و بالتالي فإن الإيمان بالقدر و التسليم لأمر الله هو الدواء الأنجع من شبح الأمراض النفسية، التي تهدد المجتمعات الكافرة خاصة، و المجتمعات المسلمة التي يكون إيمانها ضعيفا لا يقوى على مواجهة الأحداث و النكبات، كما هو الحال في البلدان المتقدمة حيث لا ينقصهم فيها شيء من الرفاهية و الرخاء فتجدهم يعيشون في جو مقلق و يعانون الأمراض النفسية المدقعة إلى درجة الجنون و الانتحار.
و الواقع أن الذي ينقصهم هو الإيمان الذي يريح النفوس و يجعلها مطمئنة و ثابتة، و قد وصل العلماء في العصر الحديث إلى هذه الحقيقة، فأخذوا معيار الإيمان بالله هو الدواء الأنجع للأمراض النفسية فأنشئوا المستشفيات و عينوا المختصين بذلك، اعتمادا على أن الإيمان منبع الراحة في النفوس، و هذا الذي ذكرته لكم هو مما جاء به أستاذنا الجليل سعد الدين العثماني في كتابه « الصحة النفسية »
و كتاب « من علم النفس في القرآن » للأستاذ الجليل عدنان الشريف و كتب أخرى فهي مهمة و يجب على الشباب أن يقرءوها، لأنها كتب مفيدة و متوافقة مع منظور الإسلام فهي مستثمرة من عمق الدراسات الإسلامية .
أمر الإسلام عن بذل الخير و بر الوالدين و إفشاء السلام و إكرام اليتيم و الإحسان إلى الخلق و أوجب على الأغنياء أن يحظوا على إطعام المساكين، و أن يدفعوا الزكاة للفقراء تزكية لنفوسهم و أمر أيضا على توطيد العلاقات الإنسانية، و حين فرض الإسلام الزكاة و أوجب الإنفاق على المحتاجين و الحظ و الإكرام و التعاون و التضامن، يكون قد عالج الأمراض النفسية جراء الأزمات و النكبات المحدقة بالناس فتشيع هذه الخصال بين الناس و يعيشوا في أمان واطمئنان و سعادة …
و قد حرم الله الربا و الظلم الاجتماعي و أكل أموال الناس بالباطل، و حرم الخمر و الميسر و الاعتداء على الحرمات وغيرها… فشرع الحدود لردع كل من تطاول على أحكام الشريعة الإسلامية، كل هذا من أجل أن يعيش الناس في سلام و استقرار اقتصادي و اجتماعي و نفسي، لأن ذلك أساس قوة النفس، كما أن السعادة الحقيقية التي يطمح إليها الناس لا يمكن تحقيقها إلا بالإيمان و العمل وفق معايير الإسلام، فما دام الإنسان على صلة بربه فهو مطمئن النفس في كل أحيانه مهما كانت الظروف…
و حتى الذين يأكلون الربا و يأكلون أموال اليتامى و يسرقون…و يتجرءون على أكل الحرام و يأخذون المال بمعيار رأسمالي لا يرضي الله …
تصوروا كيف يعيشون ؟ كيف نجد شخصياتهم ؟ أهي شخصية سوية ؟ أيعيشون في أمن و سلام ؟ كيف أن يكونوا سعداء و هم يأكلون الربا و يسفكون الدماء « يأكلون الحرام »؟؟؟.
قال تعالى في سورة البقرة الآية 275: { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
و قد ذهب فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة إلى: » أن طبيعة المس يفقد انسجام حركات الإنسان و تصرفاته فتتخبط ملكاته مع بعضها البعض و تكون حركات غير منتظمة و غير منطقية، و هذه السمة يتميز بها الذين يأكلون الربا ».
لذلك لابد أن تكون عواقبهم سيئة و يكون مصيرهم الضياع كأنهم في زقاق مظلم يعيشون المشاكل و اضطرابات و يعانون من أمراض نفسية وخيمة، قد تؤدي بحياتهم إلى الانتحار …فهم لا يستشعرون السعادة و لم يعرفوا معنى السعادة بالأحرى أن يكونوا سعداء، ذلك بسبب بعدهم عن الله و قد تحدث عنهم القرآن الكريم في مواضع عديدة بأن لا قيمة لهم و أنهم يستحقون الجزاء على ما يفعلون .
-أيها الإخوة- يجب أن نحذر حتى لا نكون مثل هؤلاء المغرضون يتخبطون في المشاكل و الأمراض عياذا بالله، و أن نستحضر دين الله الحق و في نفس الوقت أن نتصور عمق الخسارة بمفارقة الإسلام.
إن الإيمان بالله تعالى و طاعته و إتباع سبل هديه متعة لا تعادلها متعة في الوجود، و هذه المتعة يشعر بها أهل التوحيد الملتزمين بمنهج الله كأمثال فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله الذي قال » نحن في سعادة لو علمها الملوك و الجبابرة لقاتلونا عليها بالسيوف « .
المحور الثامن عشر: الآخرة هي دار القرار و الجزاء
كما هو معلوم بأن الدنيا هي معبر الآخرة، فالحياة الدنيا اختبار و محطة فاصلة بين الحق و الباطل، إذن فالآخرة هي الحياة الحقيقية لذا يجب على الإنسان أن يكون تفكيره دائما بالدار الآخرة و أن يعمل جديا لذلك اليوم، و أن يكون التنافس و التسابق نحو فعل الخيرات للفوز برضي الله، و على الإنسان أيضا أن يستغل حياته الدنيا بالعمل الصالح كما يشاء الله لينال منه رضاه سبحانه.
و لكن الكفار لم يفهموا حقيقة وجودهم لماذا خلقوا، فقد ظنوا أنهم خلقوا عبثا و زعموا أنه لا جزاء و لا آخرة فقالوا كما أشار القرآن في سورة الأنعام الآية 29: { وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}.
و منطق الكفار مقتصر فقط على حياة الدنيا لأنهم جحدوا الآخرة التي هي مآلهم، قال تعالى في شأنهم في سورة الروم الآية 7: { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ: يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}.
فكان مبلغهم من التفكير فقط في علم الظواهر لا بعلم الغايات، و اقتصروا على الحياة الدنيا و هذا تصور خاطئ .
لقد حسم القرآن الكريم هذه القضية المسلمة، باعتبار أن الآخرة لهي الحياة الحقيقية، و هذا ما وضحه العلماء في تفسيرهم لقوله جل شانه في سورة الفجر الآيتين 23-24: { وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿٢٣﴾ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴿٢٤﴾}.
لقد اعترف الإنسان بما فرط في أخرته، و هو يومئذ متحسر و نادم على ما خسره في دنياه، ولم يقدم شيئا لحياته الآخرة، لكونها الحياة الحقيقية التي هي مآله و قراره .
المحور التاسع عشر: موقف الحركة الإسلامية
الواقع أن حضور بعض التجمعات الإسلامية التي تتبنى الدعوة إلى الإسلام المعتبر أساسا دين الحق و العدل، هو من أجل إرساء قوانينه و نظمه في أرجاء المعمور .
و عندما نتحدث عن هذه الحركة لا نعني بعض الحركات التي تحمل أفكارا و مناهج راديكالية و متطرفة
في الدين شأن الغلاة و غيرها…
بل نقصد بها التجمعات الإسلامية التي تتبنى المرجعية الإسلامية في نطاق الوسطية و الاعتدال، بحكم قوانين الدين الإسلامي القويم بعيدا عن الانحرافات و الشبهات و التبعات المؤدية إلى الطائفية …
إذن هو ذلك المشروع الذي يراد به تحقيق العدالة الاجتماعية، و توفير الأمن و حماية الممتلكات .
و تستمد هذه الحركة مبادئها من جذور النظرية التاريخية الإسلامية انطلاقا من زمن الرسول( ص) و الصحابة الكرام، امتثالا و مضيا على نهج تلك المعايير الإسلامية الجادة لتكون تجربة الحاضر في التدبير و الممارسة .
إن الهدف الذي تتوخاه الحركة الإسلامية، تأكيدا و إلزاما لنهج الدعوة إلى الإسلام، على اعتبار أن الإسلام هو الحل بدون شك، ذلك هو وليد القناعة الذاتية لها، لإيجاد الحلول اللازمة التي تواجه بلاد المسلمين و ذلك حرصا على تطبيق برامج الإسلام و إصلاح أمور و أحوال الأمة السلامية .
إن موقف الحركة الإسلامية -أيها الأخوة- موقف واضح و ناضج، هو العمل على تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية في كل أرجاءها، في المحافظة على وحدة الدين و تكريم العقل و صيانة العرض و حفظ المال و صون الكرامة لكل إنسان في بلاد الإسلام.
المحور العشرون: الإسلام ميزان الحق و العدل
قال تعالى في سورة النساء الآية 125: { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}.
الإسلام دين الهي فهو أعلى معايير الحق و العدل، و هو الحل الأنجع لكل المشاكل و الأمراض و المعضلات و الأزمات، و لو أن العالم البشري استقام على طريقة هذا الدين ما حال به هذا المقام و لذلك قال الكاتب و الفيلسوف برنادشوا » لو أن محمد نبي الإسلام بيننا في القرن العشرين لعالج مشاكل العالم وكأنه يشرب كأسا من قهوة « .
إن الحلول الناجعة لتجاوز الإنسان دائرة الإقطاع و الانتهازية و السطو نحو طريق التعاقد الاجتماعي و تحقيق العدالة الاجتماعية، رهين بعودته إلى تعاليم الإسلام، وفضلا عن ذلك فإن الإيمان بالله و الالتزام بمنهجه يهون على النفس البشرية آلامها و معاناتها و حل مشاكلها و أزماتها، و فوق ذلك هو سبيل السعادة في الدنيا و الآخرة .
بهذا نكون قد أنهينا هذا العدد المتواضع بإيجاز شديد، و إلى العدد القادم بتوفيق الله و عونه، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
-أيها الأخوة- أشكر لكم حسن المتابعة و التفهم، و أحيطكم علما بأنني رهن إشارتكم لكل الاستفسارات و التساؤلات و الانتقادات.
تم انجازه في وجدة بتاريخ 03 ربيع الأول 1432 الموافق 18/02/2010
إعداد و تأليف: حسن عنقوري
من مواليد : 1983
باحث إسلامي
فاعل جمعوي
عضو سياسي (حزب العدالة و التنمية)
البريد الإلكتروني:ankourichercheur@hotmail.com




Aucun commentaire