Home»Islam»ما هــو دور المــال في عــلاقــة الـعــبـد بربــه جــل شـأنــه ؟؟

ما هــو دور المــال في عــلاقــة الـعــبـد بربــه جــل شـأنــه ؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد جاء الإسلام منذ خمسة عشرة قرنا مؤكدا أن الملكية الحقيقية للمال في الإسلام إنما هي لله جل شأنه قال تعالى : « وآتوهم من مال الله الذي آتاكم » سورة النور (33) فهو منشؤه وخالقه وواهبه ورازقه. وفي الوقت ذاته كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان وفضله على العديد من المخلوقات وجعل له سمعا وبصرا وفؤادا يفقه ويفرق به بين الأشياء ويعرف منافعها ومضارها لقوله تعالى : « ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا » سورة الإسراء (70) ومنحه إرادة الاختيار في ضوء الأحكام الشرعية ليتصرف في المال تصرف استخلاف كي لا يتحول هذا المال إلى نقمة ويصبح أداة ظلم بين الناس ولكي يراعوا حقوقهم فيه لقوله تعالى :« وفي أموالهم حق للسائل والمحروم » الذاريات (19) فلا يستطيع أي إنسان أن ينكر دور المال في حياة الناس.

ولقد اتفق العلماء على أن المال من الضروريات الخمس التي جاءت الشريعة بحفظها و إقامتها وهي: الدين والنفس والعقل والعرض والمال وهو غاية الكثيرين لذلك يجب على الانسان ان يسخر هذه النعمة التي انعم الله عليه بها في الإنفاق الحسن لينعم بها في الدنيا وتدخر له الأجر يوم الحساب كما جاء في قوله تعالى : « مثل اللذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة » سورة البقرة (265) ولا يجب أن نجعل المال اكبر همنا ومبلغ علمنا فنصبح عبيدا له لذا حذرنا الله سبحانه وتعالى من استعبادنا للمال بقوله : « كلا إن الإنسان ليطغى ا ن رآه استغنى » وقوله أيضا : « وتحبون المال حبا جما » وضرب الله مثلا بقارون حينما أتاه من المال ما أتاه طغى وتجبر وكان من قوم موسى فبغى عليهم وانضم إلى فرعون، وقال الله عنه: « إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ،إذ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي » القصص ( 76 – 77 ) لكنه طغى بماله ونسي فضل الله عليه فكانت النتيجة « فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ » القصص (81 ) لذلك نرى أن المال سلاح ذو حدين فهو لأهل الإيمان نعمة ولأهل الكفر نقمة ووبال
فيكون نعمة كما كان عند أبي بكر حيث سخر كل ثروته في سبيل الله وكذلك فعل عثمان بن عفان وعبد الرحمان بن عوف هؤلاء لم يشغلهم المال عن دينهم بل جعلوا المال في خدمة الدين ولم يجعلوا الدين في خدمة الما ل فهم شخصيات شهدوا الثراء وأنفقوا جل أموالهم إن لم نقل كلها في سبيل الدعوة للإسلام حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :( ما نفعني مال كمال أبي بكر) ….
ويكون نقمة ووبالا وفتنة حينما يصبح الهم الوحيد في هذه الدنيا هو جمع المال ولا تهم الطريقة التي قد يحصل المرء بها على هذا المال أهي حلال أم حرام ؟؟ فنجده يأكل مال اليتيم ويسرق أموال الدولة ويتعامل بالربا ويتاجر بما حرمه الله عليه من خمر ومخدرات … وكل ذلك من اجل جمع المال واكتساب عدد هائل من الثروة فيقال عنه فلان صاحب مال وجاه وثروة وينسى أن ذلك المال لله سبحانه وتعالى وهو فقط مستخلف فيه لقوله تعالى : « وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه » الحديد (7) ومن ثم يجب أن يتصرف في ماله في حدود ما رسمه له الشرع، فلا يجوز أن يفتن بالمال فيطغى بسببه؛ لأن ذلك عامل فساد ودمار، قال تعالى : « وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا» الإسراء (13) ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل أعلن الإسلام مسئولية الإنسان الكاملة عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ،فقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به )

وعليه تبدو العلاقة بين العبد وخالقه من خلال عامل المال اما علاقة طاعة او علاقة معصية حسب طريقة التصرف في المال .فهو ان تصرف في مال الله استخلافا كان تصرفه صحيحا وطاعة ,وان تصرف فيه خلاف الاستخلاف كان تصرفه خطأ ومعصية

كتب يوم : 11/02/2010

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *