Home»Islam»الإسلام سبق كل الأنظمة في محاربة الفساد

الإسلام سبق كل الأنظمة في محاربة الفساد

0
Shares
PinterestGoogle+

عبدالقادر بن محمد العماري

:

الانسان ابن عصره ووليد بيئته علما واخلاقا وفكرا وسلوكا، والبيئة التي تلقفت الانسان حين مولده تترك اثارها الواضحة في حياته ولا يستطيع الانسان ان ينكر هذه العوامل على شخصيته وسلوكه واخلاقه وثقافته ولكن قد يكون هناك انحراف عند بعض الاشخاص على الرغم مما يمكن من المحافظة على تأثير بيئته ومجتمعه فهناك من حافظ على ما تلقاه من بيئته من سلوك حسن وطاعة لله واخلاص للحق فلا يخاف إلا الله ولا تأخذه في الحق لومة لائم يجاهد بقول كلمة الحق عند كل مناسبة ويلتزم بما يفرضه شرع الله عليه وما تفرضه العدالة والنظام والمصلحة العامة لا مجال عنده للمصالح الخاصة ولا يداهن ولا يتحايل لتحقيق الاغراض بما يخالف العدالة، وبعض الناس يزين لهم الشيطان أعمالهم فيفسدون في الارض وتستهويهم شهواتهم في الدنيا فينغمسون في الظلم وقد يكون لاصدقائهم واخلائهم واقاربهم دور في ذلك فيندم يوم لا ينفع الندم {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا} «الفرقان: 29-27

».

{

يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسولا. وقالوا ربنا إنا اطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا. ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيراً} «الأحزاب 68-66».

فالفساد في المجتمعات اعظم مصيبة تهلكها وتقضي عليها فاذا انتشر الفساد في اي مجتمع لم تعد هناك حياة في المجتمع وخسر افراد المجتمع دنياهم واخرتهم {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} «الروم 41

».

{

واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الارض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الارض مفسدين} «الأعراف: 74».. {فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين} «الاعراف: 85».. فآيات القرآن التي تحارب الفساد وتنبه المفسدين وتنصح المؤمنين كثيرة ولكن مع الاسف لم يتبع المسلمون في آخر زمانهم إلا اهل الاهواء: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} «البقرة: 12-11».

كما قال النبي (ص) «أن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك ان يعمهم الله بعقابه» رواه الإمام أحمد باسناد صحيح عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه.. ومن آثار الرشوة على مصالح الناس ظلم الضعفاء وهضم حقوقهم أو اضاعتها أو تأخر حصولها بغير حق بل من اجل الرشوة ومن آثارها ايضا فساد اخلاق من يأخذها من قاض وموظف وغيرهما وانصاره لهواه وهضم حق من لم يدفع الرشوة أو اضاعته بالكلية مع ضعف ايمان اخذها وتعرضه لغضب الله وشدة العقوبة في الدنيا والاخرة فإن الله سبحانه يمهل ولا يهمل ولا يغفل وقد يعاجل الظلم الظالم بالعقوبة في الدنيا قبل الآخرة كما في الحديث الصحيح عن النبي (ص) ان قال: «ما من ذنب اجدر عند الله من ان يعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم» ولاشك ان الرشوة وسائر انواع الظلم من البغي الذي حرمه الله وفي الصحيحين عن النبي (ص) انه قال: «إن الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ثم تلا النبي (ص) قوله تعالى: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} «هود: 102

».

وحكم الرشوة في الشرع حرام بالنص والاجماع وهي ما يبذل للحاكم وغيره ليميل عن الحق ويحكم لصاحبها فيما يوافق هواه ومن اعظم الفساد الرشوة التي يتقاضها بعض المكلفين باعمال الناس من الموظفين وخاصة المختصين بالسلطة القضائية والادارية الذين يجب ان تتوافر فيهم النزاهة عند توليتهم الاعمال التي يكلفون بها وقد احسن فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله عندما تحدث عن الرشوة وآثارها في فتاويه بعد توجيه عدة اسئلة إليه قال: «عن أثر الرشوة في المجتمع لاشك ان المعاصي اذا ظهرت بسبب فرقة المجتمع وانقطاع اواصر المودة بين افراده تسبب الشحناء والعداوة وعدم التعاون على الخير ومن اقبح آثار الرشوة وغيرها من المعاصي في المجتمعات ظهور الرذائل وانتشارها واختفاء الفضائل وظلم بعض افراد المجتمع فيما بينهم للبعض الاخر بسبب التعدي على الحقوق بالرشوة والسرقة والخيانة والغش في المعاملات وشهادة الزور ونحو ذلك من انواع الظلم والعدوان وكل هذه الانواع من اقبح الجرائم ومن اسباب غضب الرب ومن اسباب الشحناء والعداوة بين المسلمين ومن اسباب العقوبات العامة وقد صح عن النبي (ص) انه لعن الراشي والمرتشي وروى عنه (ص) انه لعن الرائش ايضا وهو الواسطة بينهما ولاشك انه آثم ومستحق للذنب والعيب والعقوبة لكونه معينا على الاثم والعدوان، وقد قال سبحانه {وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} «المائدة: 2

».

فالرشوة وغيرها من المعاصي تضعف الايمان وتغضب الرب عز وجل وتسبب تسليط الشيطان على العبد في معاص أخرى فالواجب على كل مسلم الحذر من الرشوة من سائر المعاصي مع رد الرشوة الى اصحابها على الفقراء مع التوبة الصادقة عسى الله ان يتوب عليهم ومن الفساد الغش والمعاملات فالذي يغش أو يزور فهو يرتكب اعظم المنكرات، البعض يزور فيما يكتبه من اجل الحصول على ما لا يستحقه مثل الذي يزور شهادات العلم او شهادات الميلاد من اجل الحصول على امتيازات لا يستحقها فهو مفسد ومجرم وبعضهم يبيع شهادات الميلاد لعائلته من أجل من يريد المساهمة في الشركات بأسماء أصحاب هذه الشهادات مثل ما جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية بالرياض عندما سئلت عن بيع شهادات الميلاد فقد جاء في الفتوى «لا يجوز للانسان ان يبيع شهادات الميلاد الخاصة بعائلته على شخص آخر من اجل ان يساهم في هذه الشركات باسماء اصحاب هذه الشهادات بناء على انهم اولاده وهم في الواقع ليسوا بأولاده وكذلك شهادات الجنسية فإن منح الجنسية من الدولة للشخص وصفة تمتع الشخص بهذه الجنسية له انظمة وقد تختلف هذه الانظمة باختلاف الدول فعلى من يتعامل بما ذكر ان يتقيد بأنظمة الدول بالنسبة لشهادات الميلاد وبالنسبة للجنسية اذا كانت هذه الانظمة لا تتعارض مع الشرع الاسلامي فان هذا من التعاون على البر والتقوى وقد امر الله في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} والخروج عن انظمتها بما يعود على الفرد والمجتمع والدولة بالفساد من التعاون على الآثم والعدوان وقد حرمه الله بقوله: {ولا تعانوا على الاثم والعدوان} لأن هذا كذب حرام ولانه من أكل اموال الناس بالباطل من الجانبين لان كل واحد منهما اخذ المال بطريق محرم وهو الكذب والغش والخيانة للدولة

.

لقد اثبت تاريخ الاسلام ان العدالة فيه كانت اعظم عدالة وكان القضاء في التاريخ الاسلامي لا يماثله قضاء في التاريخ من حيث النزاهة وكفاءة القضاة والحكم بالعدل ومع الاسف ان نجد في هذا العصر في دولة عربية ان يدان قاض بالفساد ويحكم عليه بالسجن 25 عاما وتصادر املاكه التي جمعها من الرشوة ومع الاسف ان نجد اليوم في الغرب عدالة قد لا توجد في بلاد العرب والمسلمين ويذكرنا ذلك عندما زار احد علماء المسلمين احد بلاد الغرب قال «وجدت اسلاما ولم اجد مسلمين» لما رأءه من عدالة ومساواة

.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *