Home»Islam»دلالات الهلال

دلالات الهلال

1
Shares
PinterestGoogle+

دلالات الهلال (

)
الهلال
مقدمة :
ارتبط شكل الهلال بالمجتمع الإسلامي ارتباطا وثيقا ، حتى صار دلالة على دين الإسلام وشعاراً له ، يرفع فوق المنائر والقباب ، وزينة تزين بها الأغطية والأقمشة والثياب ، فكان من الجماليات الرئيسية في تزيين كسوة الكعبة أيام الخلافة العثمانية ، حيث كان غطاء الكعبة يزين بالديباج الأحمر المطرز باثني عشر هلال من الذهب داخل كل هلال أترجة ذهب مشبك ، وذلك لما يحمله الهلال من معاني لذى المسلمين من ارتباطه بشهر رمضان والإعلام بدخول أشهر الحرم وغيرها من الشهور ، فكان الهلال بذلك رمزا للحضارة الإسلامية ، قال الباحث جعفر السقاف : ( وكثرت أشكال الهلال الذي يعتبر رمزا للعمارة الإسلامية ) .

ويكاد يجمع علماء التاريخ على اختلافٍ في تاريخ ظهور هذا الشعار وارتباطه بالعالم الإسلامي وكيفية منشئه ومدى تحديد مدلولاته .
تعريف المصطلح :
هَلَّ :
هَلَّ هَلاًّ الهِلالُ : ظهر .
الشهر : ظهر هلاله .
المطر : اشتد انصبابه .
زيد : رفع صوته .
أَهَلَّ :
أَهَلَّ المحرم بالحج : لبَّى ورفع صوته .
الرجل : نظر إلى الهلال .
الذابح : سمى على الذبيحة .
اسْتَهَلَّ :
اسْتَهَلَّ الصبي : رفع صوته بالبكاء عند الولادة .
الشاعر قصيدته : افتتحها .
اسْتُهِلَّ السيف : استل .
الهلال :
مصدر هالَّ : غرة القمر أو لليلتين أو ثلاث أو سبع ، وعند علماء الهيئة :( ما يُرى من المضيئ من القمر أول ليلة )
جاء في القاموس : [ الهِلالُ : غُرّةُ القمر أو لليلتين أو إلى ثلاث أو إلى سبع ولليلتين من آخر الشهر ، ست وعشرين وسبع وعشرين وفي غير ذلك قمر ، والماء القليل ، والسنان ، والحية أو الذكر منها ، وسلخها ، والجمل المهزول ، وحديدة تضم بين حِنْوَي الرجل ، وذؤابة النعل ، والغبار ، وشيء يعرقب به الحمير ، وما استقوس من النؤي ، وسمة للإبل ، والغلام الجميل ، حي من هوزان ، وطرف الرحى إذا انكسر ، والحجارة المرصوفة ، والبياض يظهر في أصول الأظفار ، والدفعة من المطر ] فصل الهاء .
سبب التسمية :

أ – الظهور :
قيل سمي هلالا لظهوره ، والشيء إذا هلَّ ظهر .

ب – رفع الصوت :
قيل سمي هلال لأن الناس يرفعون أصواتهم حين رؤيته والإخبار عنه ، قاله أبو العباس ، رجل هلاّل : أي عالي الصوت. وفي الحديث :« أمرني جبريل برفع الصوت في الإهلال فإنه من شعار الحج » ( صحيح الجامع : 1384 ) .

ج – الدخول :
قيل سمي هلالا لدخول وقته ، ومنه : هلَّ الرجل البيت : دخل ، قال القرطبي [ ويقال أهللنا الهلال إذا دخلنا فيه ] التفسير 2/342 .
تاريخ الظهور :

– قيل ظهر في زمن رسول الله  كزينة في الرايات التي كان يعقدها لأصحابه ، جاء في الإصابة : [ سعد بن مالك بن الأقيصر بن مالك بن قريع بن ذهل بن الدئل بن مالك الأزدي أبو الكنود ، قال ابن يونس : وفد على النبي  وعقد له راية على قومه سوداء فيها هلال أبيض وشهد فتح مصر وله بها عقب ] ترجمة أبي الكنود .
وجاء في تاريخ ابن عساكر [ عن وحشي بن حرب أنه وفد على رسول الله  في اثنين وسبعين رجلا من الحبشة وأن النبي  قوده عليهم وعقد له راية صفراء ذراعيين في ذراعيين وفيها هلال أبيض وعذبتان سوداوان ] وذكره ابن الأثير في أسد الغابة ولم يذكر الهلال ، قال : [ روى وحشي بن إسحاق بن وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده وحشي بن حرب ، قال : قدم على رسول الله  اثنان وسبعون رجلا من الحبشة منهم ذو دجن فقال لهم « انتسبوا » فقال ذو مهدم أبياتا ترد في اسمه إن شاء الله ، وصحبوا كلهم النبي  وعدادهم في الحبشة ] .

•– قيل ظهر مع الفتوحات الإسلامية ، وذلك أن المسلمين لما فتحوا بلدان الغرب والإفرنج وجدوا على كنائسهم الصليب ، فأرادوا أن يجعلوا على منائر مساجدهم شيئا فجعلوا الهلال

•قيل ظهر مع إسلام التتار ، قال الرمزي في كتابه « تلفيق الأخبار وتلقيح الآثار في وقائع قزان وبلغار وملوك التتار » [ وقال ابن فضل الله العمري : وحدثني الفاضل شجاع الدين عبد الرحمن الخوارزمي الترجمان أن مدينة سراي بناها بركة خان على شط نهر إتل وهي أرض سبخة بغير سور ودار الملك بها قصر عظيم على عليائه هلال ذهب زنته قنطاران ]. قال المحقق إبراهيم شمس الدين [ فهذا صريح في أن اتخاذ الشكل الهلالي في علياء البيوت ورؤوس المنائير عادة باقية من قدماء التتار لا أنها مأخوذة من القياصرة كما زعم وقد قدمنا أنها باقية من أغوز خان وهو كذلك وقد أخطأ خطأ كبيرا وجنى جناية عظيمة من تقوّل بأخذها من العثامنة وأخذهم من القياصرة جزافا بغير علم ].
مدلولات المصطلح :
لا يكاد يختلف اثنان في أن لكل رمز دلالة ومعنى ، وبما أن الهلال اعتبر رمزا وشعرا للحضارة والعمارة الإسلامية ، فإنه قد اختلف في نوعية الدلالة التي يدل عليها على ثلاثة أقوال :

أ – دلالة على دخول رمضان : بحيث كان لا يرفع الهلال فوق المنائر إلا في شهر رمضان فإذا خرج رمضان أزيل الهلال .

ب – دلالة على أماكن العبادة والشفاء والتمريض والإسعاف :بحيث إذا قدم الغريب عرف دور العبادة فقصدها ودور الطب كالمستشفيات والصيدليات وإذا ما تمت الحروب والغارات والرمي بالمنجنيق اجتنبت الأماكن التي يرفع فيها الهلال الأحمر كدلالة على أنها مواقع غير حربية ، وكذلك الصليب ذا اللون الأحمر عند الغربيين(3).

ج – دلالة على السيف والقتل :وذلك أن حروب المسلمين لم تكن من أجل القتل فلم يبرعوا في الوسيلة فاتخذوا سيوفا قصيرة مستقيمة ، عكس التتار الذين اشربوا حب القتل
فبرعوا في وسيلته فجعلوا سيوفهم طويلة هلالية لشدة فتكها بجسد الإنسان ، فلما غزا التتار البلدان وانتشر ذكرهم وخرابهم جعلوا الهلال شعارا ورمزا لقوتهم وقتلهم وفتكهم وتدميرهم ، دلالة منهم على السيف المهلل الشديد الفتك ، حتى أن نساء التتار كن يصنعن هلالا من الذهب والفضة ويضعنه فوق أطواقهن ليعلمن أنهن نساء الشجعان والأمراء من التتار ولكي لا تصيبهن العين ، فلما أسلم التتار انتقل هذا الشعار بهذا المعنى للمسلمين فجعلوا الهلال على المنائر والقباب ، وركز هذا الأمر المستشرقون في كتاباتهم فكانوا يطلقون على الحروب الصليبية اسم « حروب الصليب والهلال » دلالة على أن الرجل صاحب الصليب ضعيف ومسكين ورحيم ومظلوم ولا يريد القتل ، عكس صاحب الهلال الرجل المحب للقتل والتذمير .

د – دلالة على الجواز وعدم الحرمة : وهو أن الأمة الإسلامية كما سبق رمزها الهلال وحين يعطى هذا الرمز لأي شيء محرم في الشريعة أو يكتسي الحرمة ، دليل على أن الشريعة لا ترى باسا في هذا الشيء المحرم الذي عليه الرمز .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. محمد بنسعد
    08/11/2009 at 00:35

    بارك الله في أستاذنا الكريم ورزقه الصحة والعافية ، في الحقيقة أنا لم أكن أعرف أي شيء عن الهلال وقد أفادني مقال الأستاذ كثيرا

  2. الداني عبد اللطيف استاذ ثانوي
    08/11/2009 at 00:35

    الحمد لله على نعمة العلم وكفى بها نعمة حتى اللحظة فهمت لماذا يضعون على حبوب منع الحمل شعار الهلال لك جزيل الشكر استاذنا الجليل على هذه المعلومات العظيمة ونطلب من موقع وجدة سيتي أن لا يبخل علينا بما يجوده أستاذنا من المقالات

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *