Home»Islam»تفسير قوله تعالى ‘ وفاكهة مما يتخيرو ن ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون لايسمعون فيها لغوا ولا تاثيما الا قيلا سلاما سلاما ‘

تفسير قوله تعالى ‘ وفاكهة مما يتخيرو ن ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون لايسمعون فيها لغوا ولا تاثيما الا قيلا سلاما سلاما ‘

2
Shares
PinterestGoogle+

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ن ولا حول ولا قوة الابالله العلي العظيم

توقفنا خلال الدرس السابق عن شراب اهل الجنة ن والآنية التي يشرب بها اهل الجنة ن ولحم الطير الذي يشتهونه ن والفاكهة التي يتخيرون منها كما يشاؤون ن … وهذا كله مظهر من مظاهر تكريم الله تبارك وتعالى لاهل الجنة … فاذا جلسوا على الارائك جلسوا على احسن وجه … جلسوا متكئين .. وفي خدمتهم ولدان يخدمونهم احسن خدمة .. وحين يسقون يسقون من ىنية جميلة .. وكأس من معين .. واباريق .. وهم لايفرض عليهم طعام واحد بل هم يأكلون مما يشتهون … كل هذا بيان لمكانة وكرامة اهل الجنة عند الله تبارك وتعالى … ومن كرم الله لاهل الجنة ايضا  » وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ن جزاء بما كانوا يعملون  »

وهذا حديث آ خر عن المؤانسة .. يرتبط بالغريزة ن والميل الى الجنس الآخر …فأهل الجنة يرزقون رزقا آخر وهو  » حور العين  » …فالمرأة التي خلقها الله جزاء لأهل الجنة والتي سيقترن بها المؤمن يوم القيامة وصفها الله بجزء من جمالها وهو : العين .. فالله ركز جمال الزوجة في الجنة اساسا في العين … وذلك لان للعين خصوصية في الجمال وفي اجتذاب الطرف الآخر … فالجمال تكونه مجموعة من العناصر في الجسد عندما تكون متناسقة … مثل تناسق الاعضاء مثلا … لكن كثيرا ما يتركز الجمال في رقعة صغيرة .. وفي عضو صغير هو العين … لذلك وصف الله المرأة في الجنة بالحور العين …

والعين الحوراء … فيها تناقض الالوان : فيها ابيض شديد البياض ن واسود شديد السواد .. وهذا هومعنى الحور … وكان العرب يرون هذا في عين الضبية … من هنا كانت العين دائما لها مكانة في الشعر العربي … لانها هي التي تثير كثيرا من العواطف والمشاعر تجاه الآخر عند شعراء العرب _( فالعين سهم …)

المهم ان كتاب الله وصف النساء بأنهن حور عين … فالمرأة العينلْ نمعنى انها واسعة العين … فمن هن هؤلاء الحور العين ؟ من هن هؤلاء الزوجات اللواتي خلقهن الله لاهل الجنة ؟ … يقول الله تبارك وتعالى  » انا انشأناهن انشاء  » فالحور العين اذن لم يكن ازواجا وانما هن مخخلوقات … انشأهن الله انشاء … فقط من باب التنبيه لن هذا لايمنع ان تكون الزوجة التي كانت زوجة في الحيات هي ايضا جميثلة مثل جمال الحور العين … وان تكون زوجات المؤمنين في الحيات هن ايضا من الحور العين يوم القيامة …

فالحور العين اذن مخلوقات خلقهن الله رزقا لاهل الجنة .. وازواجا لاهل الجنة .. لكن ليس ازواجا مقابل لاشيء .. بل مقابل مهور : ومهورهن الاعمال الصالحات … فهذه المرأة التي تنتظر الانسن في الجنة لاتقدم له مجانا … وانما على الانسان ان يقدم لها صداقا … وصداقها الاعمال الصالحات في الحية الدنيا …

ولقد ورد ان من مهور هذه النساء ( الحور العين ) : الصيام … ووردكذلك ان مهور نساء الجنة : كنس المساجد وتنظيفها … واخراج القمامة منها ولقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه افتقد المرأة التي كاننت تنظف المسجد فسأل عنها فقيل له انها ماتت فذذهب الى قبرها فصلى عليها ودعى لها … والاسلام هو دين نظافة فاماطة الاذى عن الطريق شعبة من شعب الايمان … وهذا دليل ان المؤمن ينبغي ان يسهر بنفسه على نظافة الشارع … ولو ان كل واحد منا طبق هذا الحديث الذي يدعو الى اماطة الاذى عن الطريق لما كنا في حاجة الى اللجوء الى الشركات الاجنبية لتنظف لنا شوارعنا وازقتنا ونحن امة نظافة وديننا مبني على النظافة ، فعيب ان تنظف شركات اجنبية شوارع امة من المفروض ان تكون هي انظف الامم ،

اذن قلنا ان الزوجة في الحية الدنيا تكون ايضا زوجة لزوجها المؤمن في الجنة مع الحور العين وفي درجة جمال هذه الاخيرة … لكن كثيرا ما تتساءل بعض النساء والرجال عن المراة التي تزوجت اكثر من رجل في الحياة الدنيا … مع من تكون من ازواجها في الجنة ؟ فهناك رأي لبعض العلماء يقول انها تكون مع آخر زوج تزوجها في الحياة الدنيا … الا ان هناك رأي ىخر … وهو ان ام حبيبة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن المرأة يكون لها زوجان ويموتان فمع من تكون يوم القيامة ؟ فأجابها رسول الله صلى الله عليه وسلم  » تكون مع احسنهما خلقا  » اي الذي كان يحسن خلقه معها في الدنيا ، الذي كان يعاملها معاملة حسنة في الحية هو الذي تكون زوجة له يوم القيامة … اي تكون مع الزوج الذي يحسن عشرتها في الحياة … لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  » يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة  »

هؤلاء الحور العين اراد الله تبارك وتعالى بيان جزء من حسنهن فقال  » حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون  » … تأكيد بالكاف … واللؤلؤ ..يسمى اللؤلؤ .. ويسمى الدر .. ويسمى الجوهر … والمراد بهذا ان هذه النساء في جمالهن كاللؤلؤ .. كاللؤلؤ المحفوظ … فالمرأة الحوراء العيناء التي كرم الله بها هذذا الزوج جعلها الله مكنونة محفوظة  » وعندهن قاصرات الطرف عين  » هي في الجنة وتغض بصرها .. هي في الجنة وتستحي .. لاترفع بصرها .. وهذا دليل على ان المرأة التي يريدها الله للمؤمن في الدنيا والآخرة هي التي تقصر بصرها .. وطرفها وتتميز بالحياء ..وذلك رغم كونهن في الجنة فهن قاصرات الطرف .. لايمددن طرفهن الى الاخر .. ونلاحظ ان الله تبارك وتعالى يتحدث عن اخلاق الحور العين بنفس القيم والاخلاق التي تحكم علاقة المرأة بالرجل ن والرجل بالمرأة في الحياة الدنيا …

فاللؤلؤ المكنون … لؤلؤ محمي … لؤلؤ ثمين محافظ عليه .. والرجل هو الذي يحمي المرأة ويحافظ عليها .. هو الذي يحمي حماها .. يحمي شرفها وعرضها .. ويذود عنه .. ويظهر ذلك من خلال الحروب في الاسلام فالرجال يموتون اكثر من النساء .. فهم يموتون من اجل كرامة المرأة .. ومن اجل ان تعيش في عزة .. وكرم .. وتقدير .. ولا نرضى للمرأة ان تكون عبارة عن بضاعة لجني اللذة … وان تمارس البغاء … والدعارة … فنحن المسلمين نفضل ان نموت جوعا على ان نملأ صناديقنا بالأموال المستقاة من البغاء … لذلك من العار ان نسمع بعض الاصوات التي صارت تنادي باباحة البغاء وتقنينه .. وتنظيمه .. وهذا دون حياء او خجل .. فهذا غير مقبول عند المسلم الذي يعرف كرامة المرأة حق معرفة .. لان شرف المرأة عند المسلم اثمن وأغلى من كل شيْ فالقرآن الكريم يتحدث عن المرأة بأنها لؤلؤ مكنون ودر مكنون .. فالمجتمع كله يجب عليه ان يحمي المرأة حتى لاتنحط ولا تسقط في الرذيلة التي يريدها لها ذوي النفوس الوضيعة … فالمرأة لها قيمة … وذلك منذ فجر الاسلام حيث قال تعالى  » ياايها الذين آمنوا اذا جاءكم المومنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مومنات فلا ترجعوهن الى الكفار  » فاذا كان الرجل المسلم يرد الى الكفار وقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابو بصير ن وابوجندل … الا ان الله تبارك وتعالى رفض ان ترد المرأة المسلمة الى الكفار .. وانها تستثنى من الوثيقة .. لانها لؤلؤ مكنون ..وهناك احكام كثيرة كلها تصب في هذا المصب … فالاسلام يرى ان المرأة يجب ان تكون لها كل هذه الحقوق ، التي ارادها لها الله تبارك وتعالى …

خلاصة القول ان مهور هؤلاء الحور العين هو الاعمال الصالحات كما قال تعالى  » جزاء بما كانوا يعملون  » .. ويأتي بعد كل هذه النعم : الفواكه .. ولم الطير .. وكاٍ من معي، .. والفرش … والجلوس متكئين .. والحور العين كامثال اللؤلؤ المكنون .. قال تعالى  » لايسمعون فيها لغوا ولا تاثيما الا قيلا سلاما سلاما  » فالكلام يفعل فعله في النفوس وفي القلوب .. فمن الكلام ماهو جارح .. ومن الكلام ما هو مؤذ .. فجرح اللسان صعب .. لايندمل .. وقد يعكر الكلام صفو العيش وسعادة الانسان … ومن هنا جاء تكريم الله تبارك وتعالى لاهل الجنة لايسمعون فيها لغوا ولا تاثيما .. واللغو هو الكلام الزائد .. الكلام غير المفيد .. والتأثيم بمعنى ان الانسان قد يأثم بكلامه ..وقد يكون التأثيم بنية العتاب المبالغ فيه .. العتاب المحرج .. وكثرة اللوم تذهب المحبة … فأنت في الجنة لا يلومك احد .. ولا يعاتبك احد .. ولا يعنفك احد .. وهذا الكلام الجارح غير موجود في الجنة … فلا تسمع  » الا قيلا سلاما سلاما  » …

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. NOOR
    07/06/2010 at 00:56

    مشكورين على الافادة
    مع خالص الحب

  2. أحمد
    19/10/2011 at 13:42

    بارك الله فيك
    اللعم إجعلنا من أهل الجنة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *