بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الهم وصلي على سيدنا محمدوعلى آ له وصحبه وسلم تسليما ، ولا حول ولا قوة الابالله العلي العظيم … وبعد
ان من رحمة الله تعالي لعباده انه يرغبهم في جنته فالوقوف القرآني مع توصيف الجنة وذكر تفاصيلها هومظهر من مظاهر رحمة الله تبارك وتعالى لعباده … ذكر القرآن الجنة بكل تفاصيلها وجزئياتها ذكرا دقيقا … ولم يذكرهاذكرا عابرا … فلماذا هذا الوصف الدقيق اذن للجنة ؟ ذلك انه لو قيل لانسان ان هناك بضاعة … سيارة مثلا تتميز بمجموعة من الخصائص ، والخاصيات التي توفر الراحة .. وانها جميلة .. ورائعة ..وان ثمنها يسير … فان ذلك سيجعله يندفع الى هذا المعروض … ويحاول الحصول عليه
والله تبارك وتعالى يصف الجنة بكل تفاصيلها ، ودقلئق نعمها لاجل ان يستنهض النفوس لكي تسعى اليها … فاهل الجنة في موضع تكريم ، وقي موضع الرضى ..لانهم في مكان الكرامة ولذلك يسر الله لهم الولدان المخلدون يقومون بخدمتهم … وهم ولدان حتى ان اهل الجنة لايجدون غضاضة ولا حرجا في استخدامهم .. لانهم ولدان خدمة .. فلذلك خلقهم الله .. لانهم ليسوا بشرا وانما هم خلق اخر خلقهم الله لخدمة اهل الجنة .. وهم مخلدون في وصفهم واعمالهم .. ومخلدون في السن ايضا … اهت الجنة اذن في مكان الرضى .. والعذاب لايليق باهل الجنة ولذلك قال تعالى ,, وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ,, والنظر الى الله تبارك وتعالى اعظم سعادة لاهل الجنة … واذا كانت فرقة المعتزلة اعتبرت كلمة ,, ناظرة ,, انها تعني الانتظار اي انتظار ثواب الله تبارك وتعالى … فان اهل السنة اعتبروا ان هذا التاويل لكلمة ناظرة لايليق باهل الجنة … لان الانتظار في حد ذاته عذاب … فالانتظار يطيل الوقت ويجعل الانسان يعيش في معانات نفسية وهم في حالة قلق وترقب .. والقلق لا يليق باهل الجنة … اذن فكلمة ناظرة تعني انها تنظر الى وجه الله تبارك وتعالى خلافا لتاويل المعتزلة … فاهل الجنة في مكان رضى .. ونعمة دائمة خالدة … والولدان المخلدون يطوفون على هاؤلاء الذين انعم الله عليهم اي اهل الجنة ,, يطوف عليهم ولدان مخلدون باكواب واباريق وكاس من معين ,, والكاس مؤنث .. فهي كاس وكأسات … اذا لم يكن فيها خمر كانت قدحا واذا كان فيها خمر فهي كأ س .. وكان الله يعوض عباده الصالحين الذين امتنعوا عن شرب الخمر في الدنيا بان يعوضهم عن ذلك الحرمان بخمر طيبة زكية في الجنة … وكذلك الذين ضاقت عليهم الدنيا بسبب تمسكهم بعقيدتهم ودينهم … اعطاهم الله مقابل ذلك جنات عرضها السماوات والارض … فاذا كانوا قد عاشوا في ضائقة على الارض فان الله وعدهم بانه سيوسع عليهم في الجنة … والذين يشرنون الخمرة الخبيثة في الدنيا رغم ان الله تبارك وتعالى حرمها عليهم … لانها ام الخبائث .. فان الله سيحرمهم من خمر الجنة اذا لم يتوبوا الى الله … فخمر الدنيل خبيثة .. وهي ام الخبائث .. هي خمر يشربها الناس تشهيا .. مدفوعين اليها .. وهي خمر تذهب للانسان عقله .. وتلحقه بالحيوانات والدواب … لذلك فان الانسان العاقل الفطن لايسعى الى ما ينتزع منه عقله … والانسان عندما يتناول خمرا قد يقع في كوارث … واثام خطيرة .. فاذا كان زنى قديكون زنى المحارم وتلك طامة كبرى وكارثة عظمى … وكم من اب وقع فيها مع ابنته … وما اكثر مانقراء مثل هذه الكوارث في العديد من الجرائد … فكيف ستظل البنت التي زنى بها ابوها لانه كان في حالة سكر كيف ستظل تنظر اليه .. الاتنظر اليه دائما بانه وحش مفترس … وحيوان همجي … لذلك شدد القرآن في منع الخمر … واعطاء الخمر لاهل الجنة له معنى ومغزى ودلالة عميقة … واذا كانت الخمر في الجاهلية هي اذات ووسيلة لابعاد الهم .. والقلق والحزن … فان علماء الدين يعتبرون ان الهم يطرد بقراءة القرآن والدعاء وذكر الله .. ومن ادعية المكوب دعاء سيدنا يونس عليه السلام ,, لا الاه الا انت سبحانك ا اني كنت من الظالمين ,, وهناك ادعية كثيرة للمؤمن يفرج الله بها كرباته … فهناك اذن طريق غير طريق الخمر .وهي طريق الايمان ، وطريق اليقين على الله ، وطريق ذكر الله … فهل …اذن الذي له مشكل مالي او مشكل عائلي او اي مشكل آخر …هل الخمر ستحل له مشاكله !!! … ان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم صريح في موضوع العشرة الملعونين في الخمرة … ومن بين العشرة حاملها وبائعها …فما بال من يتاجر فيها وياكل من مداخيلها … فهم يقتلون الناس … ويشتتون شمل الاسر والعائلات … ويتسببون في العديد من حوادث السير المميتة .. وييتمون اغلاطفال … ويرملون النسا ء … فالخمر والمخدرات اصبحت هي السبب عن 70 % من حوادث السير او ما يسمى بحرب الطرق …الا يذهب عشرات الابرياء يوميا بسبب الخمر … الاتشتغل المستعجلات في المستشفيات طيلة ليلة السبت فقط مع ضحايا الخمر ؟ فهذه هي تنائج الخمر ولذلك حرمها الله تبارك وتعالى ..في الحياة الدنيا لانها خمر تغتال العقول بينما خمر الجنة ,, لافيها غول ,, بمعنى لا تغتال العقول .. لاتشرب العقل .. ولا تحدث للا نسان الما ولا صداعا … ,, وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون ,, ويستمر الله تبارك وتعالى في وصف نعيم اهل الجنة وان اكهم الفاكهة الكثيرة يتخيرون منها مايشاؤون … وكل ما يشتهونه من لحم الطير يجدونه امامهم بمجرد تشهيه … واشتهائه …
لاحظوا انكم عشتم بفكركم واذهانكم نعيم اهل الجنة … وتجولتم فيها ورايتم فيها نعيما كثيرا .. وخمرة لذة للشاربين … وحور عين كامثال اللؤلؤ المكنون … فانت تدخل الجنة بفكرك … وتشتهي ان تكون فيها .. ومن اوصلك اليها ؟ !! اللغة العربية هي التي نقلتنا الى الجنة … سفينتنا الى عالم الجنة هي اللغة العربية … سر الاتصال بعالم الجنة هو اللغة العربية … اذن فاساس هذه الامة هو اللغة العربية .. لانها لغة القرآن اللغة التي خاطبنا بها الله تبارك وتعالى … ولانها لغة متجذرة في التاريخ وفي الماضي والحاضر والمستقبل … واذا ما ازلنا اللغة العربية يعني اننا سنقوم بتفكيك الامة الاسلامية وتمزيقها وتدميرها وذتك ما يسعى اليه اعداء هذه الامة حينما يرفعون شعارات تدعوا الى استبدال الكثير من كلمات القرآن العظيم … كدعوتهم الى استبدال كلمة الجها بكلمات مثل النضال .. او ما شابهها … او استبدال كلمة النكاح .. اوكلمة اليهود .. الخ … وان الذي لا يسير وفق مخططهم يعتبرونه متزمتا وتعصبا ومتطرفا ..
لهذا علينا بالتمسك بالقرآن العظيم لانه هو الذي يجعلنا في علاقة دائمة باللغة العربية الحقيقية والصحيحة … لان اللغة العربية حق والحق دائما يعلو … فالباطل له ساعة … والحق دائم الى قيام الساعة … والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته …




Aucun commentaire