لست ادري من أين أبدا لأنني أخشى النهاية ، العباسون كثيرون : الوجدي و الفاسي و المراكشي و الرامي " نسبة إلى رام الله " لكن أيهم اجدر بالحكي ؟ ..لا شك أن للمكان سحره الخاص …لكن للزمن تعويذته الواقية..و بين سحر المكان و تعويذة الزمن يضيع تسلسل الأحداث …حكاية عباس يقدمها لنا الشاعر الكبير أحمد مطر …و كم أنا مندهش من حدس هذا الشاعر …و لكن اندهاشي يتوارى خلف حقيقة أن الزمان يدور للوراء و أن عفارب الساعة لا تكتفي بالتوقف بل ترجع القهقرى لتتيح لأولي الألباب التدبر …بينما يكتفي السذج بالزمن الفزيائي ساخرين من كل من " يعاكس " حركة التاريخ و يريد أن يرجع بالزمن إلى الوراء !!أكتفي من لافتات أحمد مطر بهذه العبارة المعبرة ، و هي التي أضحكتني صغيرا و ابكتني كبيرا ، و جعلتني أدفن أملي في لحد الألم ..يقول أحمد عن عباس بعد أن دخل اللص إلى بيته و راود زوجته و قتل أبناءه ، و بعد صرخات زوجته المتتالية : " عباس اليقظ الحساس منتبه لم يسمع شيئا " .أعود للبداية و البداية من الرباط : المكان قبالة البرلمان . الزمان قبيل مباراة المنتخب المغربي مع الغاني ….الناس مسرعون .. و المقاهي ممتلئة لكن شارع البرلمان أيضا ممتلئ .. ألاف من المعطلين حاملي الشواهد جمع شاهدة و ليس شهادة يصرخون و يحتجون …و بعد دقائق معدودة كان الناس ينسحبون من المقهى احتجاجا على أداء المنتخب المغربي ….و في اليوم الموالي أذاعت قناة الجزيرة في نشرة العاشرة من الدوحة و التي كان من المألوف تقديمها من الرباط نبأ اقتحام مقر زعامة حزب الاستقلال …..و بعد غد ستبدي لك الأيام ما أنت جاهل …و ستسمع شيئا و إن لم تكن منتبها

قال الراوي …….