Home»International»التربية والتكوين العقلي

التربية والتكوين العقلي

0
Shares
PinterestGoogle+

ان الكتابة في مجا ل التربية لها هيبتها وصعوباتها خصوصا اذاعلمنا أن هذه التربية هي التي تحدد مسار الأمة وركائزها المستقبلية .وعليها تبنى آما ل الأمة . وكل خطأ ولو كان بسيطا يحدث في التربية ، في برامجها , في مقوماتها , في مناهجها ,في أهدافها تكون له آثار وخيمة وقد تكون قاتلة .للأجال القادمة . فقد يخطيء الطبيب في تشخيصه للمرض , ويتدارك خطأه , وحتى اذا لم يتداركه فان الخسارة لاتتعدى بضعة أفراد . ويخطيء القائد العسكري في خططه الحربية ولكن الخسارة ايضا ,لن تتعدى قطعة أرضية ,أوبعض الجنود , ومن المحتمل أن يتدارك خطأأ ه ويعيد الكرة فيعوض ما خسره أو يسترجعه .لكن أي خطيء للمربي لا يمكن تداركه . بل قد يعرض الأمة بكامها اى التقهقر والتخلف والى فقدان كل مقوما ت حياتها ووجودها ومسخ شخصيتها ومن هنا فعلى المربي أن يرسم الخطط التربوية التي يراها كفيلة برفع أمته الى المستوى الذي تطمح اليه , واضعا نصبا عينيه التجارب الرائدة في تاريخ أمته ليربط الماضي بالحاضر لأن الماضي في تقديري هو جزء من الحاضر ,وأن يبتعد كليا عن التقليد واجترار تجارب الغرب التي في أغلبها تعتمد على المحاولة والخطأ وأ، لايقتصر على نقل ما يعتقد أنه النمذج الثالي للتربية الغربية لأن مفاهيم الغرب للثقافة والحضارة والمعتقدات ولمنظومة القيم ككل تختلف تماما عما هو عندنا .لأن الفكر الغربي في مجمله فكر ما دي ترسخ في لاشعوره ويصعب عليه التخلص منه .ومن هنا على المربي أن ينطلق من خصوصيات أمته وواقعها , لأن التكوين العقلي والمختزنات الفكرية الاشعورية لدى الأفراد تختلف من أمة الى أخرى نا هيك عن الاختلافات البيئية والاجتماعية والعقائدية والعادات والتقاليد والضروف المدية وكل اتراكمات الفكرية …التي يجب أن يضعها المربي نصب عينيه وهو يرسم خططه التربوية وينظر لمستقبل أمته . ولهذا السبب أعتقد أن كبار المربين لم يرتاحوا ولم يقبلوا التقليد في مجال التربية .يقول عبد الحمان الميداني ددلذالك لم يقبل كبار التربويين في العالم بفكرة أن التعليم والتربية من المباديء الانسانية العالمية ذات التراث البشري المشاع , ولم يقبلوا باستيراد مناهج التعليم كما هي عند الأمم والشعوب الأخرى , ولا باستيرادالعلوم ولآداب التي نشأ ت في أحضا ن مذاهب وعقائد ومفاهيم وايديولوجيات لا تؤمن أمتهم بها .لأن من شا ن هذا الاستيراد العبث بمفاهيم أجيالهم وعقائدهم وما يريدون تنشأ ة أجيالهم عليه من مفاهيم وأخلاقيا ت . ولقد ادرك الغرب أهمية التربية وما يرتبط بها من منلهج , فأصبح يدعونا وبصراحة بل ويفرض علينا تغيير مناهجنا الراسية ومحتوياتها خصوصا في مجال التربية الاسلاميةبحجة أن مواد التربية الاسلامية تحمل في طياتها الارهاب وتدعو اليهه والتدخل الامريكي في الشؤون الباكستانية ودعوة بوش الى اغلاق المدارس القرآنية في باكستان ومطالبة الدول العربية والاسلامية باسقاط بعض ييالآيات القرآنية التي لا توافق عليها اسرائيل .حتى يتمكنوا من اعادة صياغة العقلية الاسلامية لأن هذه الصياة التي يصبون اليها لايمكن أن تتم الامن خلال التربية .

ان الاستقلال التربوي الحقيقي يدعونا الى نبذ استيراد المناهج والبرامج التربوية والبدء في اقامة صرح تربوي وطني يستمد كل مقوماته الذاتية من أمته الاسلاميةوالتخلي عن الاكتفاء بنقل تجارب تربوية غربية أو شرقية دون اخضاعها لللدراسة والتمحيص بعقلية ورؤيةغير العقلية الغربيةوالا فسنسقط في التبعيةونفقد كل مقوماتنا الشخصية والاخولة العاملين في حقل التربية يدركون المعا نا ت التي عا يشوها من جراء تغيير المقررات والمناهج وطرق التدريس والخسارة التي تحملها المجتمع من جراء ذلك .

ان حوار الحضا رات وحوار الأديا ن الذي يطلقه الغرب اليوم يصب كله في تشكيل عقلية جديدة للعرب والمسلمين تقبل بمفهوم الغرب للأنسا ن والحيا ة.بعد أن أعيته الصراعات الصليبية دون ان يتمكن من اخضاع الشرق وجعله يسلم بما يؤمن به هذا الغرب من معتقدات وفلسفا ت هي في الحقيقة ثمرة الديا نة المسيحة حتى وان كا نت لها مسحة عير دينية لكن الغرب لا يفهم ولن يفهم أبدا لأنه لايريد أن يفهم ان الشرق الذي هو مهد الديا نا ت والذي تشكل عقله عبر الزمن وعن طريق الاشعور الوراثي أن هذا الشرق لايقبل الدنية في فكره أو في معتقده وأنه صاحب مباد ديء .وعلى الغرب أن يراجع معلوماته عن الشرق وأن يعلم أن الاحكام التي يطلقها على الشرق والتي من خلالها يريد تشكيل العقل المسلم هي خاطأة وقد تكون ناتجة عن جهل منه أوعن تشويه متعمد ومقصود وكلاهما لايوصله الى ما يصبو اليه

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. ali
    16/06/2006 at 18:56

    c est tres bien continu

  2. noureddine
    16/06/2006 at 18:56

    en a besoin des gens comme vous a oujda

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *