Home»International»قل لي كيف تفكر؟ ماكورو ماروياما( Magoroh Maruyama) Le courrier de l’Unesco. Fév. 1996

قل لي كيف تفكر؟ ماكورو ماروياما( Magoroh Maruyama) Le courrier de l’Unesco. Fév. 1996

0
Shares
PinterestGoogle+

-3-

الثقافات وطرق التفكير

لكل ثقافة طريقتها في التفكير وتسعى إلى جعلها هي المهيمنة، وهي التي تؤثر وتغير وتزيل أو تستغل الآخرين. لكن أية ثقافة لا يمكنها أن تكون متجانسة، وأغلبية طرق التفكير تبقى حاضرة في كل ثقافة، ولو بشكل غير ظاهري، مقنعة أو مقموعة. ففي أكبر عهد للهندسة المعمارية الكونية والموسيقى الباروكية بفرنسا وألمانيا مثلا، فإن الأفراد الذين يفكرون حسب طريقة (س) و (ج)، كان عليهم التعبير عن أنفسهم عن طريق الفن التشكيلي.

وإذا أردنا مقارنة ثقافتين فعلينا أن نقارن بين طريقتيهما المهيمنتين على التفكير. يمكننا هكذا التصريح بأن طريقة (ه) تهيمن في السويد، بينما تهيمن طريقتا (ي) و (س) تهيمنان بالدانمارك.

أما بخصوص آسيا فإن الكوريين يجمعون خصائص طريقة (ه)، وأندونيسيا طريقة (س). طريقتا (س) و (ه) تهيمنان باليابان، أما (ه) و (ي) فتهيمنان في الولايات المتحدة. وهكذا يتضح أن الدانماركيين هم أقرب إلى الأندونيسيين من جيرانهم السويديين، والكوريين أقرب إلى الألمانيين من الأندونيسيين. وحسب هذه النظرة فإن التضاد المعروف قديما بين المشرق والمغرب لم يعد ما يبرره.

إن هيمنة بعض الطرق في التفكير على طرق أخرى، تتجلى كذلك داخل مجموعات مهنية، وفي استقلال تام عن التوزيع الجغرافي. وهكذا فإن المحاسبين يميلون في طريقة تفكيرهم إلى طريقة (ه)، والفنانين التشكيليين يميلون إلى طرق (ي( و (س) و (ج).

هل هناك طريقة علمية في التفكير؟

إن علم الفلك النيوتيني، تم التفكير فيه حسب (ه) والمفاعل الحراري المؤسس في القرن 19 على الحركة الحرة للجزئيات، تم التفكير فيه حسب طريقة (ي)؛ وبداية علم التوجيه في سنوات الأربعينات، تم التفكير فيه حسب (س)، وعلم التوجيه لسنوات الستينات، حسب تركيب طريقتي (س) و (ج).

إن بحوثا لعلم الآثار التي جرت باليابان أظهرت أن ثقافة "جومون"، التي ابتدأت منذ 11000 سنة طورت عدة خصائص لطريقة (ج) في التفكير، وأن ثقافة "يايوا" والتي أتت بعدها منذ 2300 سنة، كانت تعرف هيمنة طريقة (س)، أما ثقافة "ياماطو"، والتي أتت من كوريا منذ حوالي 1500، فكانت تعرف هيمنة طريقة (ه). هذه الطريقة في التفكير هي التي أصبحت تتميز بها الطبقة الحاكمة باليابان، وهي الطريقة المهيمنة حاليا بالبلاد. لكن هذا لم يمنع الفلاحين من أتباع طريقة (س)، ولم يمنع التجار الذين ظهروا كطبقة متميزة في القرن السابع عشر، من التفكير حسب طريقة (ج).

أما الثقافات الإفريقية ما قبل الاستعمار، فكانت تعرف طريقة (ج)، ويستنتج بصفة واضحة من التقاليد الشفاهية أن التنافر كان يعتبر إيجابيا للتعاون، بينما كان التجانس منبعا للصراعات.

الاتصال

إنه من الصعب جدا، بل من المستحيل على الأشخاص الذين يفكرون حسب طرق (ي) و (س) و (ج) التواصل مع أفراد يفكرون حسب (ه)، لأن هؤلاء، وبما أنهم مقتنعون بأن طريقة تفكيرهم، طريقة مستعملة على صعيد الكون، فإنهم يحاولون التقليص من كل شيء لإخضاعه لأبعاد مقبولة من طرف بنياتهم العقلية. وما دامت هذه العملية التقليصية تعطي نتيجة متماسكة بالنسبة إليه، فإن الفرد (ه) يظل متيقنا بأن تأويله هو الصحيح ولو كان تفكيره بعيدا عن المشكل.

إن هيمنة طريقة (ه) داخل عدة مجتمعات، تفرمل المفهوم التعددي للثقافات، الشيء الذي يؤدي إلى خلاصات متعددة:

هناك عدة سياسات التسوية مبنية على الافتراض الخاطئ الذي يعتقد أن التعددية هي التي تسبب الصراعات وأن السلام لا يمكنه أن يحل وينمو إلا في ظل الشكل الوحيد. مع العلم أنه لابد من خلق سياسات تشجع على التنافر وتسمح بالعكس بتفاعل الأفراد.

إن إزالة أو رفض طرق التفكير غير المهيمنة يعتبر ضياعا للإمكانيات الإنسانية.

في أنساق التربية والتكوين المهني المنتهجة حاليا، والتي تخضع لمنطق (ه)، فإن الأفراد الذين يفكرون بطريقة مغايرة، ليسوا محظوظين أو تجدهم مهمشين، ويعانون هكذا من الخرق الصريح لحقوقهم، خاصة تلك التي تسوي بين الحظوظ في الميدان التربوي والشغل.

هناك ميل اليوم نحو مقارنة الثقافات فيما بينها وكأن كل واحدة تشكل كلا منسجما. لكن كل طرق التفكير تتعايش في حضن كل ثقافة، والبعض منها يكون خارج الأخريات، وأن مفتاح النجاح فيما يخص التنظيم متعدد الثقافات، يكمن في اكتشاف أفراد تكون طريقة تفكيرهم لا تقابل الطريقة المهيمنة.

إن تدفق الهجرة إلى حدود الساعة كان يؤول بالعرض والطلب الخاص باليد العاملة، لكن هناك عدد كبير من بين المهاجرين يحبذون الهجرة لأن طريقة تفكيرهم لا تناسب طريقة من يعيشون معهم، ويمكننا أن ننتظر تزايد أعداد المهاجرين لهذا السبب.

بعض الأفراد يجهلون أنهم لا يفكرون بالطريقة المهيمنة، الشيء الذي يقلل من حظوظهم في التربية والشغل، ربما أنهم غير سعداء أو مقموعين أو لهم إحساس على أنهم ليسوا في المكان المناسب اللائق بهم، كل هذا من غير أن يدركوا السبب الحقيقي. فعليهم إذن أن يعوا بطريقة التفكير الخاصة بهم. (انتهى)

%

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. محمد العرجوني
    01/12/2007 at 01:04

    الطرق الأربعة في التفكير:
    الطريقة (ه): التجانس،التسلسل أو التدرج، التراتبية، التضاد، الحقيقة الوحيدة، التصارع.
    الطريقة (ي): التنافر، الانعزالية، الاحتمالي، الاستقلال، الذاتية، الفردانية.
    الطريقة (س): التنافر، التفاعل، التوازن، الاستيعاب، النظرة التعددية، التعاون.
    الطريقة (ج): التنافر، التفاعل، التطور، الاكتشاف، النظرة التعددية، الشراكة في الإنتاج.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *