عرس وجدي كان فيه الإعلام الجهوي آخر من يعلم نحتج حتى لا تموت قلوبنا وتداس كرامتنا
يبدو أن مفهوم الإقصاء والتهميش الذي حاربناه عقودا و اعتقدنا أنه ذهب بدون رجعة بعد الزيارات المتتالية لجلالة الملك للجهة الشرقية والمشاريع التنموية الكبرى بها، لازال يعشش في رؤوس بعض المسؤولين… وقد تجلى هذا الإقصاء الممنهج من جهة تعرف نفسها جيدا عمدت إلى دعوة 24 صحفي من مختلف المنابر الإعلامية الوطنية للحضور بالطائرة وقضاء نهاية أسبوع في أفخم فندق بالمدينة على حساب واحدة من هذه الجهات المنظمة، وما أكثرها… مناسبة الدعوة كانت حسب ما يقرأ من فحواها "مدينة وجدة تتواصل" وقد اعتبر واضعو الدعوات أن مدينة الألف سنة هي أول مدينة تضع خطة تواصلية للتعريف بتاريخها وحاضرها وحمولتها كحاضرة للمغرب الشرقي وعاصمة للجهة.
طبعا لا يسعنا إلا أن نصفق لمثل هذه التظاهرات ونسطر من البداية أننا لسنا ضدها على الإطلاق، ولكن ضد الطريقة التي تمت بها برمجتها. فأن يتم تسطير برنامج بهذا الحجم ويتأجل تاريخ تنظيمه الذي كان مقررا في شهر رمضان ثم يتم تحديد تاريخه ويتم إخبار المدعوين من الصحفيين في محور الرباط البيضاء وحجز تذاكرهم وغرف إقامتهم وتسطير برنامجهم الخاص ومنحهم عن طريق وكالة اتصال فشلت في تنظيم النسخة الأولى من المهرجان الدولي للراي وكانت وراء أكبر ثغراته، كتاب "وجدة بوابة المغرب" قبل تحركاتهم من مقرات عملهم، شيء جميل وما كان سوف يكلف الجهة المنظمة الشيء الكثير لو تم اختيار لجينة من الزملاء المحليين أو تسطير برنامج مع كل العاملين بالحقل الإعلامي بالجهة لتنشيط هذا اليوم التواصلي.
ومع ذلك فكل ما يمكنه خدمة الجهة وتنميتها لا يسعنا إلا أن نشد على أيدي منظميه بحرارة، لأن كل هذا قد يندرج ضمن التواصل وهو شيء مهم لتصدير الجهة.. لكن أن نتوصل كصحفيين بالجهة بالخبر من البيضاء والرباط وعن طريق الصدفة، فهذا لا يمكنه أن يعني شيئا آخر غير الإقصاء الممنهج والذي قد لا يكون حتما والي الجهة الشرقية على علم به، وربما فشل محيطه في تبليغه له في الوقت المناسب لتدارك ما كان يمكن تداركه. و الحقيقة أنه إن كان على علم به ولم يتداركه فهذا يشكل استفسارا عريضا، وإن لم يكن على علم به فالاستفسار يصبح أعظم…
طبعا هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إقصاء الإعلام الجهوي، هذا الإعلام الذي يتبجح المسؤولون بالحديث عنه كشريك فاعل في التنمية الجهوية… ولعل ما حدث في المهرجان الدولي الأول للراي خير دليل على هذه الهفوات…
شخصيا اعتبرت الأمر غير مقبول لعدة أسباب موضوعية وذاتية، فأن يتم إحضار زملاء من جرائد وطنية لها مراسلين معتمدين بالجهة، فهذا أمر لا يمكن فهمه سوى بأننا أمام صحفيين من الدرجة الأولى وصحفيين من الدرجة الثانية على الأقل من حيث الكفاءة، مع العلم أن أي صحفي لن يستطيع فهم ما يحدث من مشاريع بالجهة في يوم أو يومين وأن التواصل الذي تتحدث عنه الجهة المنظمة له كان يجب أن يكون بين الزملاء الصحفيين أولا وأساسا، باعتبار أن كبريات القنوات التلفزية والصحف عندما تحضر للجهة فهي تعتمد على الصحفيين العاملين بها لمعرفة خبايا الأمور وشبكة العلاقات التي تسمح بالوصول إلى الخبر من مختلف جوانبه.
لكن يبدو أن بعض المسؤولين لازالوا يعتبرون أن الإعلام الجهوي هو ذلك الابن اللقيط وغير الشرعي للإعلام الوطني، وهذا فيه انتقاص لإعلام أصبح يقود قاطرة التنمية في العالم..ولعل هذا التعامل التمييزي بين إعلام من الدرجة الأولى وإعلام من الدرجة الثانية وصحفيين بنفس الترتيب هو الذي جعلني أحتج كفاعل إعلامي رغم كوني لست مراسلا لأية جريدة وطنية..طبعا من المقصود بهذا الاحتجاج ومن يتحمل المسؤولية؟ ذاك أمر يخص المسؤول الأول عن ولاية الجهة الشرقية، فأن يتقاذف البعض المسؤولية بين المركز الجهوي للاستثمار وديوان الوالي ذاك أمر تنظيمي لا يخصني، بقدر ما يهمني تبليغ رسالة احتجاج وصلت للمسؤول المعني بالأمر.
من باب الشفافية والموضوعية أِكد أني شخصيا توصلت باتصال هاتفي من ديوان ولاية الجهة الشرقية يخبرني باللقاء قبل انعقاده بيومين، وكنت حينها قد قررت عدم حضور هذا اللقاء للاعتبارات السالفة خصوصا وأن الخبر وصلني من الرباط والبيضاء، قبل الجهة المنظمة بوجدة تماما كما يحدث عادة بالنسبة للأخبار الوطنية التي يكون السبق في نشرها أحيانا لبعض وسائل الإعلام الدولية .. وقد أخبرت مخاطبي بعد شكره على الدعوة بقرار مقاطعتي لهذه الاعتبارات وطلبت منه أن يبلغ من طلب منه إخباري بهذا الموقف..
و مساء يوم الجمعة أي قبل وصول الطائرة التي كانت تقل الزملاء لمطار وجدة أنكاد ببضع ساعات وصلت دعوة الولاية لمقر الجريدة…طبعا ما يعرفه أو ربما لا يعرفه والي الجهة الشرقية أني رفقة مدير الزميلة الحياة المغربية، ولأننا كنا بكل اقتناع ندافع عن رأي نعتبره شرعيا وقانونيا خص الوالي والكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية في وقت سابق تمت متابعتنا قضائيا من طرف الكاتب الجهوي، وتم إحضار أكثر من 15 محاميا لمؤازرة كاتب الحزب، في حين أن مدير المركز الجهوي للاستثمار المتابع أيضا في نفس الواقعة لم يستطع في غيابنا و بطلب من الزميل رئيس التحرير حتى طلب تأجيل الجلسة من طرف محاميه خصوصا وأننا كنا خارج الوطن… ومع ذلك فنحن تبنينا هذا الموقف وتحملنا ولا نزال كل تبعاته دفاعا عن الموضوعية والمصلحة العامة، ولسنا هنا نتحدث عن الموقف القانوني لرفض الاستثناء وعواقبه، فذاك خيار تبنيناه بكل موضوعية وقناعة ليس دفاعا عن والي الجهة الشرقية ولكن انطلاقا من قناعاتنا الإعلامية والشخصية، رغم أن مجموعة من الألسن التي لا عمل لها غير المقاهي باتت تسمينا ناطقين رسميين باسم الوالي، ويبدو أن هذا الموقف هو الذي جر علينا هذه الإهانات، لأن الدفاع عن موقف أصبح يفهم بأنه ضعف أو ربما موالاة، والواقع كما يقول فقهاء الصحافة بفرنسا أن الصحفي كلما اقترب من السلطة كلما مات قلبه.. وحاول أن يجد مبررات لتصرفات المسؤولين.. وإن كنا لا نتصل بهم سوى لتأكيد خبر أو نفيه..
وقصد توحيد الموقف اتصل بي بعض الزملاء لتناول فنجان قهوة قبيل انطلاق فعاليات هذا النشاط التواصلي بساعات، وعن طريق الصدفة عندما التقى بنا مدير المركز الجهوي للاستثمار وهو يستعد للذهاب لمكان اللقاء اعتبر أن الأمر قد لا يعدو موقفا أحاديا بعدما أكدت له باسمي الخاص عدم حضور النشاء وقد خانه ذكاؤه هذه المرة بعدما اعتبر مكالمته الهاتفية مع مدير ديوان الولاية كافية لتجاوز الموقف، وظن أن غياب ثلاثة منابر لن يشكل موقفا احتجاجيا، ونسي أو تناسى أن حرارة الهاتف قد تنسق المواقف.. خصوصا بعدد المشادات التي كانت قد نشبت مع بعض الزملاء بمقر إقامة النشاط حول ملف الصحافة والكتاب وهو ما جعلنا ننضم إلى الزملاء بعد قرار الانسحاب على أساس تبليغه ورفض كل المبررات…
المؤكد أن محيط والي الجهة الشرقية يتحمل مسؤولية عدم إخباره بهذا الموقف في حينه، إن لم يكن على علم مسبق به، ومهما يكن الأمر فالهدف الحقيقي من هذا الاحتجاج كان هو إيصال رسالة مفادها أننا نرفض الكيل بمكيالين، ونرفض كل إقصاء من أية جهة كانت، وما على محيط الوالي والجهات المنظمة لهذه التظاهرة ونظيراتها سوى أن تعمل على إحضار هذه الزمرة من الصحفيين عبر الطائرة لتغطية كل نشاط وإعطاءه ما يستحق من الإشعاع الوطني المرجو والذي لازلنا ننتظره ونترقب انعكاساته..
إننا نفضل أن تظل أقلامنا شامخة كالنصر تمخر عباب سراديب الحياة مرفوعة القامة و منتصبة الهامة تكر و تفر و لا تتولى مدبرة، لأن المجد الاجتماعي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يضاهي حب و تقدير الناس ولا أن يتحقق دونهم، ما دمنا نرفض أن تموت قلوبنا أو تداس كرامتنا التي هي جزء من كرامة المواطن أولا وأخيرا، إننا نحتج حتى نفسح المجال لأصحاب الوجبات والاستقبالات والصحفيين الذين توجد مكاتبهم في محفظاتهم..
طبعا لا يفوتنا هنا أن نؤكد أن شرذمة من الذين يريدون إقحام أنفسهم في الحقل الإعلامي قد تفضل لعب دور المهادنة، مع التقدير للزملاء الذين ارتأوا تغطية الحدث، فذاك رأي نحترمه وإن كنا نؤكد أن موقفنا بعيد عن كل الانتماءات النقابية والسياسية حتى إشعار آخر.
مع تمنياتنا بالتوفيق لذوي النيات الحسنة من أجل خدمة هذا الوطن وهذه الربوع العزيزة منه، نسجل احتجاجنا القوي على مثل هذا التعامل بغض النظر عن المستهدف، و نبتعد عن هذا الضلال الذي سمح للخفافيش بالوصول سياسيا إلى مراكز القرار أو مناصب دون حقائب حقيقية غير تلك الخاصة بتكديس الأوراق النقدية ولو في الجهة والظفر بامتيازات ضدا على مصالح الشعب ومصالح الوطن.. وإلى أن يصبح الحديث عن مغرب الألفية الثالثة حقيقة وليس سوى شعارات للاستهلاك الشعبي، سوف نحاول البحث عن عمل آخر يحررنا من التورط في الكلام والجلوس والقيام، ويجعل بعض المسؤولين فقط يتدارسون كيف يقدمون قهوة الصباح لسيداتهم في أسرة الغرام…
2 Comments
Bonjour , lors de la venu du Roi, j’ai constaté que les journalistes de notre région n’ont pas été conviés. Ceux ci me dérange, car les journalistes de notre région sont au même niveau que les nationaux. Pour moi c’est injuste car ils ont le droit aussi de couvrir un évenement aussi important que la reception de notre Roi, surtout quand ça se passe dans notre région.
Cette lettre un message pour soutenir les journalistes de notre ville, pour que la prochaine fois , eux aussi aient le droit de couvrir un évenement aussi imoprtant pour notre ville.
Merci.
Bonne courage Zahreddine Taybi
Je crois que la « presse » si on peu l’appeler comme ça commence à montrer son vrai visage. J’ai essayé à maintes reprises de me convaincre de lire ces journaux là, et dire que le niveau est trés populiste avec plein de faits divers et d’informations de cafés. On n’y retrouve rien qui pourrait faire avancer une cause ni locale ou régionale, si ce n’est des blâmes aux responsables qui ne font pas leur travail, n’assument pas leurs reponsabilités, etc. Je ne dis pas que tout est merveilleux, mais pensez plutôt à des moyens pour améliorer le quotidien des oujdis. Qui de vous a déjà fait une proposition ou idée pour améliorer la ville ? qui de vous a déjà essayé d’innover dans ce sens ? Personne.
Passons au sérieux et arrêtons de pleurer et d’encriminer les autres.
Félicitations aux responsables locaux qui au moins travaillent, le résultat on commence à le voir..NON ?
Merci