بدأت عملية الانتقام الفرنسية ضد  المغاربيين  خصوصا الطلبة ، حيث  يتحدث الطلبة عن استحداث فرنسا للعديد من الأجراءات  الأدارية الهدف منها  تعقيد مسطرة تجديد بطاقة الاقامة بالنسبة للطلبة المغاربيين ، فقد لجأت الحكومة الفرنسية  الى  اساليب اقل ما يقال عنها انها  عدوانية ، واستفزازية – رغم ان ذلك من حقها – وهكذا  ما يزال  الألاف من الطلبة الذين يتابعون دراساتهم العليا بفرنسا  خصوصا المغاربيين لم يتوصلوا لحد الآن بتجديد بطاقات اقاماتهم ، بل  رفضت السلطات الفرنسية تجديد الآلاف من  بطاقات الأقامة بحجة  ان الملفات لا تستوفي الشروط المطلوبة ، وهذه الشروط  هي عبارة عن  اساليب  تعجيزية  تتمثل في احضار وثائق لم تكن السلطات الفرنسية سابقا تطلبها من الطلبة الأجانب اثناء تجديد بطاقات اقاماتهم  ، منها مثلا ضرورة الادلاء بشهادة  تحمل المصاريف ، وهي شهادة لم يكن الادلاء بها يتم الا  خلال المرة الاولى التي   يسعى فيها الطالب  الأجنبي الحصول على بطاقة الأقامة خلال السنة الاولى ، غير ان هذه السنة   اتخذت السلطات الفرنسية الادلاء بشهادة تحمل المصاريف  وثيقة اساسية للحصول على شهادة الاقامة …بل ويتحدث العديد من الطلبة ان السلطات  الفرنسية  ترفض تجديد بطاقات الاقامة للطلبة لأتفه الاسباب … بل تختلق اتفه الاسباب لرفض تجديد بطاقة الاقامة للطلبة ..هذا مع العلم ان العديد من مصالح الطلبة تتوقف على بطاقة الأقامة ، وهذا التأخير في تسليم البطاقات للطلبة المغاربيين  ترتب عنه الاضرار  بمصالحهم  المرتبطة بمتابعة دراستهم  بطريقة عادية .
      والأدهى من كل هذا ان الطلبة الأجانب عندما  ذهبوا لأداء قيمة الأشتراك في  الضمان الصحي التكميلي  فوجؤوا مرة أخرى بتعقيد للمسطرة  يكاد يكون  تعجيزيا بحيث ان الطلبة طلب منهم الادلاء بشهادة تحمل المصاريف للسنة الماضية والسنة الحالية  ، طبعا الألاف من الطلبة قد يقومون باحضار  شهادة تحمل المصاريف بالنسبة لهذه السنة لكن بالنسبة للسنة الماضية فلا أحد كان تنباء خلال العام الماضي ان الضمان الصحي التكميلي سيطلب منهم  هذه الشهادة والتي لم يسبق ان طلبها منهم خلال السنوات الماضية اطلاقا…
        لقد عبر العديد من الطلبة المغاربيين  عن تذمرهم من هذه الاساليب  الأستفزازية التي اصبحت السلطات الفرنسية تتعامل بها معهم . خصوصا ذوي الأصول المغاربية وهو ما يعبر عن نوع من التمييز العنصري الذي اصبح يطبع  السياسة الفرنسية  الرسمية ، لهذا يفكر المآت من الطلبة والأطر العليا  بمغادرة فرنسا الى دول اوروبية أخرى  لمتابعة دراستهم  وسيحملون معهم تصورا سيئا عن فرنسا التي كانت ذات يوم يضرب بها المثل في  التسامح والديموقراطية …لتتحول في خاتمة المطاف   الى بلد  يعلن حرب  باردة ضد مواطني البلدان التي استعمرتها  لعشرات  السنين ، ونهبت ثرواتها ، وخيراتها ،  وقتلت مآت الآلاف من  مواطنيها ، وما زالت لحد الآن لم تعتذر لآي بلد عن المجازر التي ارتكبتها في حق شعوب بلدان المغرب العربي …
    وكانت فرنسا قد شهدت خلال الشهر الماضي انتفاضة  المهمشين من ابناء الجالية المغاربية في  العديد من المدن  خصوصا باريس ، انتفاضة كان الهدف منها التعبير عن  رفض الأقصاء الذي تعامل به السلطات الفرنسية هؤلاء ، ورفض  اسلوب التهميش الذي ظلت فرنسا  تنهجه  ضد هؤلاء لعشرات السنين …الا ان فرنسا بدلا من الاعتراف بالخطاء   لجأت الى اساليب غير حضارية  … لكن هذه المرة    ضد الطلبة  المغاربيين …