Home»International»تحت الدف (2)

تحت الدف (2)

0
Shares
PinterestGoogle+

حدثنا أبو الغرائب عن أبي العجائب أن مواطنا أعمى دخل إلى المعزل لوحده واختار اللائحة بكل شفافية ونزاهة وأدلى بصوته كباقي المصوتين على قلتهم . حدث هذا في انتخابات 7 شتنبر 2007 . قد يتساءل الفضوليون وما أكثرهم ، كيف استطاع هذا المواطن أن يتبين اللائحة وهو لا يبصر أصلا ؟ ويجيب بعض الفضوليين الآخرين أنه اختار اللائحة عشوائيا وهذا شيء ممكن . إلا أن بعض الفضوليين الآخرين يرد وبالحجة أن هذا غير ممكن لأن هذا المواطن حتى وإن سلمنا بالعشوائية في تصويته فكيف سيتوفق في وضع العلامة على الرمز المناسب ، ثم كيف سيضع العلامة فوق اللائحتين المحلية والوطنية ؟ نعم إنها حالة غريبة وقد زادتها تحليلات الفضوليين غرابة . ويؤكد فضولي مطلع أن المعني بالأمر قد صرح له أنه كان بحوزته قسيمة الترشيح مسبقا وكانت معدة سلفا ، حيث اكتفى هو فقط بوضع هذه القسيمة داخل الصندوق الزجاجي والاحتفاظ بالقسيمة التي أعطيت له من لدن مكتب الانتخاب . إن التصريح الذي أدلى به هذا الفضولي المحنك جعل الفضوليين الآخرين يعممون هذا الفعل على أغلبية المصوتين وخلصوا إلى نتيجة مفادها أن أغلبية المصوتين أدلوا بأصواتهم بنفس الطريقة بالرغم من كونهم يبصرون ويعرفون الكتابة والقراءة . ويضيف هؤلاء الفضوليون إنها طريقة نهجها حزب معين ليضمن بذلك أصواته وذلك عن طريق التحكم فيها بواسطة هذه الوسيلة التي تقتضي من كل مصوت أن يضع القسيمة المعدة سلفا في الصندوق ويرجع القسيمة الأخرى لتهييئها لمصوت آخر .وهكذا .. ويضيف بعض الفضوليين أنه خلال يوم الاقتراع ترددت عبارات بين أنصار الحزب المتهم حيث كانوا يقولون للمصوت : " هاك هذه الورقة وجيب لنا الخاوي وعندك 100 درهم على كل خاوي " ويعلق أحد الفضوليين أنها انتخابات " القوسيني " ..
أمام هذه الإشاعات التي يرددها الفضوليون ، يتساءل بعض الفضوليين الجادين والمتتبعين للشأن السياسي بالبلاد : كيف استطاع هذا الحزب أن يهتدي إلى هذه الطريقة الشيطانية للاطمئنان على أصواته ؟ كيف أستطاع أن يتحايل على الأحزاب المنافسة وعلى الإدارة التي جندت كل أعوانها من أجل ضمان النزاهة ؟ هل كانت الإدارة تعلم ذلك و " ميكت " عمدا ؟ يجيب فضولي مشاغب أن الإدارة كانت تعلم بذلك ولم تفعل أي شيء لأنها كانت تستحوذ على كميات هائلة من " القوسينيات " سلمتها لشركة الحزب مقابل 100 درهم لكل " قوسيني " .. ولما اتصلنا بفضولي متخصص وسألناه عن شرعية " القوسيني " وعما هي شروط صلاحيته ، أجاب بالقطع أن أي مصوت أدلى " بالقوسيني " فهو مقبول ومشروع بغض النظر عن هويته ومذهبه وإيمانه جريا وراء القاعدة القائلة " الضرورات تبيح المحضورات " .
هذه هي قصة المواطن الضرير وما نتج عنها من فضول . فلا حرج على الأعمى والبصير في منطق السياسة . ولا حرج على الأمي والمتنور في منطق الديموقراطية .
يتبع مع حادثة غربية أخرى .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. مواطن مغربي
    18/09/2007 at 12:04

    هذي البداية وما زال ما زال…………………………………………………………..

  2. متتبع
    18/09/2007 at 12:04

    وهل تتخيل ان الموتى استيقظوا من قبورهم وصوتوا في انتخابات 7/9 ثم عادوا الى قبورهم للراحة في انتظار تصويت آخر ، وما دام ان وزارة الداخلية انجزت لهم بطاقات التصويت التي قام المقدم بأيصالها بامانة الى اهل الميت فهي اذن صالحة للتصويت ، كما أن هناك من يشتغل في اسبانيا ولا دليل على دخوله المغرب وقد ادلى واجبه الوطني من حيث لا يعلم هو انه صوت او ان له علم بان بالمغرب انتخابات تشريعية . هذا ما صرح به فضوليون .

  3. أم بثينة
    18/09/2007 at 22:40

    نص سردي جميل شكلا ومضمونا و…روحا أيها الفضولي المحنك.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *