Home»International»قصف قناة الجزيرة : الرئيس بوش والفكر التدميري

قصف قناة الجزيرة : الرئيس بوش والفكر التدميري

0
Shares
PinterestGoogle+

ما زال الخبر الذي  اوردته الصحيفة البريطانية" الديلي ميرور " الواسعة الانتشار ( 3 ملايين نسخة ) والذي كشفت فيه الستار عن عزم الرئيس الأمريكي جورج  بوش  عن قصف وتدمير مقر قناة الجزيرة  ومكاتبها ، … هذا الخبر الذي تم تسريبه الي الصحيفة المذكورة  كان بمثابة الصاعقة على نفوس كل الأعلاميين والصحافة ومختلف الوسائل الأعلمية السمعية والبصرية ، والتي  اعتبرت ان  قرار  بوش هذا –  رغم عدم تنفيذه  –  جعل كل وساءل الاعلام التي تنتقد السياسة الامريكية مهددة بالقصف من طرف المقنبلات الامريكية ، لا سيما وسائل  الأعلام والقنوات الفضائية التي  تنقل بكل امانة  المجازر التي يقوم بها الجيش الأمريكي سواء في افغانستان او في العراق دون زيف او تحوير او تحريف او تزويق او استعمال للمقص ، او الاستشارة في عرض الخبر مع وزراء الداخلية  ، حيث قامت وسائل الاعلام هاته بنقل  مختلف الفضائح التي تزكم الأنوف  مثل فضائح سجن ابو غريب، ومعتقل غوانتانامو…الخ
      ان جورج  دابليو بوش  بعبر بقراره ذاك عن الفكر التدميري الذي اصبح شعارا له منذ اعتلائه عرش الولايات المتحدة الامريكية ، بحيث صار لايعتبر صوابا الا ما يتفق مع افكاره  ، حتى وان كان متناقضا مع  المباديء التي تتغنى بها الولايات المتحدة اللأمريكية ،  وبذلك فان  بوش يكشف للعالم اجمع وللعالم العربي بالخصوص حكاما ومحكومين ان  التغني بما يسميه  الديمقراطية  وحرية التعبير ، والرأي ،  وحقوق الانسان  ، والاصلاحات السياسية التي  تريد امريكا فرضها على العرب  وحدهم دون سواهم من  شعوب العالم ، ليست سوى اكاذيب  ومغالطات  لايؤمن بها قادة امريكا انفسهم  لا كمجرد مباديء ولا كممارسات …
     فاذا كانت الولايات المتحدة ظلت لعشرات السنين تعاقب وتهدد جل حكام العرب على خرق  مباديء حقوق الانسان ، وظلت لعشرات السنين تعاقب وتطيح بالعديد من الانظمة بحجة عدم احترام الديمقراطية   وكرامة الانسان وحرياته ، الا ان هذه الاسطورة سرعان ما سينكشف زيفها  باعطاء الأوامر من رجالات البيت الابيض لممارسة كا انواع التعذيب الجسدي والنفسي  المتوحش والهمجي  لسجناء ابو غريب ، بحيث لم يعرف تاريخ  التنكيل بحقوق الانسان  وانتهاك كرامة الانسان ابشع مما مارسه عسكر امريكا  على سجناء ابوغريب  ، والتي جابت صورها جميع انحاء العالم  ليتضح بذلك الوجه الحقيقي لدعاة  حقوق الانسان الزائفين ، بل وازداد العالم اقتناعا  ان الدولة التي  بلغ الأمر برئيسها الى  حد اعتبار ان الرب  امره " او ربما اوحى له "  ليعلن حربا مقدسة على كل ما هو عربي اسلامي  اذا كان يعارض او يتعارض مع المصالح الأمريكية ، عفوا بل مع  مصالح  الكوي بوي الأمريكي ، حيث اقتنع العالم ان الدولة التي تقوم باعتقال  العشرات من المسلمين في معتقل كوانتا نامو دون تهمة واضحة ، وبدون ان  تصنفهم  في اية خانة ، فلا هم سجناء سياسيين ، ولا هم  اسرى حرب ، ولا هم مهاجرون غير شرعيون ، ولا هم اصلا متهمون بتهمة معينة  غير ما يتخيله  ويتوهمه البيت الابيض .والذي طغى واستعلى  فصارت قواته في العراق تستحي النساء المسلمات العراقيات ، وينتهكون اعراض  البيوت والمنازل  مكررين ما فعلته جيوش المغول والتتار بهذه المدينة قديما …امريكا  التي غزت  افغانستان بحجة الارهاب فصارت تمارس ارهابا افضع من اي ارهاب آخر ، حيث دكت طائرات  بوش افغانستان دكا ، وقتلت رجاله ونساءه واطفاله  تقتيلا … وجاء الدور على العراق  فخربته  قوات بوش تخريبا  ، ودمر بنياته تدميرا ، بكذبة  استعبطت العالم اجمع هي كذبة اسلحة الدمار الشامل ، والاسلحة الكيماوية التي يتوفر عليها صدام ، ليكتشف بعد ذلك العالم ان الصور التي استعرضها  وزير الخارجية الامريكي في هيئة الامم المتحدة لشاحنات عراقية  عبارة عن مفاعلات نووية متحركة هي استبلاد للهيئة الدولية بأساليب  امريكية  لاتعرف في السياسة لا اخلاقا ولا أعرافا ولا مباديء ، وانما كان هدف بوش هو  اضفاء " الشرعية " على غزوه لبلد عربي مسلم  ولو بالكذب على كل العالم وعلى كل المنظمات الدولية وعلى هيئة الامم المتحدة وعلى الجمعية العامة وعلى الكونجريس وعلى مجلس الشيوخ و حتى على نفسه هو …ليكتشف العالم بعد فوات الأوان  انه كان ضحية  سلسلة من الأكاذيب حبكت بكل استهتار بالأعراف الدولية …ويكتشف العالم وبعد فوات الاوان ان الدولة التي غزت العراق بحجة امتلاكه اسلحة كيماوية صارت تستعمل هي نفسها هذه الاسلحة ضد المواطنين العزل الأبرياء ، وضد النساء والاطفال والشيوخ  في  غزو الفلوجة حيث استخدمت جيوش بوش الفوسفور الابيض ، والذي يعتبر من الاسلحة الكيماوية المحرمة دوليا ،  وعلى مثلها تحاكم الآن امريكا الرئيس العراقي السابق صدام حسين  بتهمة استعمال اسلحة كيماوية لضرب الأكراد في كردستان العراق ، … فهل يحاكم بوش ايضا  بنفس التهمة الموجهة  لصدام – حين استعملت قوات بوش الفوسفور الابيض ضد أطفال ونساء الفلوجة؟
     طبعا لا ، لأنه لا أحد يجروء  على ان  يحاكم  بوش ،  طالما صار هذا الأخير لا هم له الا لغة التدمير  ، وليس الا التدمير لكل من  يعترض على سياسته سواء في افغانستان او في العراق ، بل على كل من ينقل الحقيقة وليس شيئا آخر غير الحقية عن الغزو الأمريكي للعراق …فكان  مصير قناة الجزيرة سيكون  مثل مصير جبال " تورة بورة " بأفغانستان ، او مثل  مصير " ملجاء العامرية " بالعراق ، او مثل مصير الفلوجة  او بغداد …او..او …العراق ككل .
     وبذلك ينكشف الزيف الأمريكي الذي كان يطالب الحكام العرب بتحرير وسائل الاعلام ، واعطاء الحرية للصحافة ، وفسح المجال امام  انشاء قنوات مستقلة حرة ديمقراطية بعيدا عن  تحكم وزراء الداخلية ، وعن نفوذهم ، … وفي الوقت الذي ظهرت فيه بالفعل فضائيات  عربية  هناك من يتفق مع توجهاتها وهناك من يختلف معها ، لكنها : اللعبة الديمقراطية  والتي ينبغي ان يلتزم بها الكل في العالم ، وهي ألأختلاف في الرأي … الا ان  جورش بوش  ضاق بقناة الجزيرة ذرعا ، لا لأنها تنتقد الانظمة العربية  بجرأة ، ولا لأنها  اخترقت العديد من الطابوهات ، ولا لأنها مثلت نقلة نوعية في الاعلام العربي ، ولا لأنها جعلت من دولة قطر اشهر دولة في العالم رغم كونها من اصغر دول العالم ، … بل ان الرئيس بوش ضاق بالجزيرة ذرعا للأنها  لاتستعمل المقص فيما كانت تنقله من صور حية سواء من افغانستان او من العراق  من فضاعات وحماقات ارتكبتها جيوش بوش وما زالت ترتكبها ، مما جعل العالم يصاب بالذهول  ، جراء ممارسات الجيوش الامريكية المتوحشة ، اللا انسانية ، والتي لا تراعي لا القيم الاخلاقية ، ولا الآسلامية في تعاملها  خصوصا مع نساء واطفال بلدان مسلمان  يعتبران المرأة هي شرف المسلم وعرضه ، فاذا   بجنود امريكا يقومون  بتحسس  الأماكن الحساسة لنساء العراق امام  ازواجهن بحجة التفتيش او البحث عن اسلحة … ياللعار …
     وهكذا انكشف مرة أخرى للعالم ان الحرية الأمريكية التي تريدها امريكا للأعلام العربي : هو تمجيد امريكا ، وتمجيد  القوة الأمريكية ، ومدح الغطرسة البوشية ، والأنحناء امام كبرياء الكوي بوي ، والتصفيق  لجبروته ، وعدوانياته ، وظلمه… واذا لم ينهج الاعلام العربي هذا النهج فان بوش يقول  لبلير " يجب قصف  مقر الجزيرة …ومقر كل فضائية لا تسبح بحمد امريكا "
      وختاما  اتمنى ان  لا أكون السبب في قصف  الطائرات الأمريكية  للثانوية التي اعمل بها …ولهذا اقول استدراكا  " لتحيا الديموقراطية  بالمفهوم البوشي "

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *