فرنسا لا وجود لعنف مجاني
فرنسا لا وجود لعنف مجاني
ساركوزى حملة انتخابية قبل الأوان
لا أحد يحسد فرنسا على الليالي العصيبة التي تمربها هده الأيام حيث تحولت الضواحي الباريسية وبعض المدن إلى مسرح لأحداث شغب تتراوح بين إحراق سيارات ودور للرياضة ومدارس… أبطال هده الأحداث هم أطفال تتراوح أعمارهم مابين 12و20سنة أغلبهم إن لم نقل كلهم من المغاربيين يحددون عبر وسائل الاتصال المعاصرة مواعيد ليقوموا بكرنفالهم الليلي بكل جرأة متحدين السلطات بقواتها المختلفة.
ما يجرى في فرنسا لايمكن أن يكون وليدة الصدفة دلك أن موت اثنين من الشباب بصعقة كهر بائية حسب الرواية الرسمية لم يكن إلا القشة التي قصمت ظهر البعير دلك أن المتتبع لأحوال المهاجرين المغاربيين بالخصوص وبالرغم من أن أغلبيتهم حازوا الجنسية الفرنسية يقف على التمزق الاجتماعي والنفسي الدى يعيشه هؤلاء،إنهم فرنسيون بالاسم فقط بدون أي حق من حقوق المواطنة المسطرة دستوريا .
إن السياسة التي نهجتها فرنسا مند أن توافدت عليها قوافل المهاجرين بعد الحرب العالمية الثانية أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها كانت سياسة عنصرية يتجرعها المهاجرون بكل مرارة :إحساس بالظلم وبعدم المساواة ،تهميش إجتماعى ،تمييز عنصري إجتما عى إثنى تربوي: هناك أزمة حضرية واجتماعية .هل يسمح مثلا للمغاربيين السكن بالأحياء الراقية فهدا الممثل الكوميدي المشهور جمال دبوز دو أعلى دخل في فرنسا يحكي عن أزمته ومعاناته في سسكيتسه المشهور مئة في المئة جمال دبوز وهو ينتقل للعيش في حي من الأحياء الراقية.أما المدارس المخصصة لأبناء المغاربيين وبالرغم من كونها مؤطرة فى إطار المناطق ذات الأولوية التربوية فإنها حسب كل المهتمين بمجال التربية تعرف مشاكل لا تحصى مثل الإكتضاض وضعف التأطيرمما ينعكس على المردودية وبالتالي على بداية تشكل وعي "بالحقرة "سيجد متنفسا له كلما سنحت الفرصة.
إدا كان وزير الداخلية المنحدر بدوره من عائلة مهاجرة تكلف بهذا الملف فإن كيفية تدبيره مع الأسف هي التي أججت الصراع دلك أن اللغة المنحطة التي وظفها وما زال يكررها والتى تمتح من "الزنقة" هي التي تزيد الطين بلة .إنها مع الأسف لغة اليمين المتطرف التي بدا ساركوزى يتقاطع معها فى الآونة الأخيرة في محاولة لدغدغة الناخبة الفرنسية للاستحقاقات الرئاسية المقبلة.لقد قرأ هدا الداهية جيدا نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة واستطاع أن يحدس توجه الناخبة الفرنسية نحو الجبهة الوطنية المعادية للمهاجرين فلماذا لا يلبس نفس اللباس ويلعب على وتر الهجرة ربما ينال اصواتا يمينية كانت تنتمي الى المتطرف لوبان فهل سيترك له أطفال القنينات الغازية هده الفرصة؟
قويدر عكري.وجدة
Aucun commentaire