الاسباب الحقيقية وراء الثورة في مصر

لقد تعددت النظريات والتحليلات حول دواعي اندلاع الثورة ضد النظام في مصر,واظن ان اغلبها يرجح هذه الاسباب الى التدهور الاقتصادي الخانق,والاستبداد السياسي الذي مورس على المصريين من طرف هذا النظام.بيد ان هناك اسباب غابت عن هؤلاء المحللين والمفكرين,واظنها اشد واعمق من المسببات السالفة الذكر.
اجل مسببات كرسها النظام فترسبت في نفوس المصريين,وزادت من كراهيتهم ومقتهم له,وظلوا يتحينون الفرصة السانحة للانفجار بغية التحرر والانعتاق,ومن اهمها ان هذا النظام ضرب القومية العربية للمصريين في العمق,وانبطح كليا تحت اوامر الغرب الذي ظل يناور للحفاظ على الكيان الاسرائيلي.ولا زال التاريخ يسجل النقط السوداء لهذا النظام حين وجه اسلحته وموارده العسكرية نحو العراق في حرب الخليج,لكنه وقف مكتوف الايدي حين دكت ولمرات عدة طائرات الصهاينة قطاع غزة المناضلة.معللا ذلك بان سكان غزة معروفون بالتطرف الديني,وليسوا الممثل الشرعي للفلسطينيين,وطبعا هذه لازمة اخذها النظام من نشيد الامريكان في تصنيف مناطق الارهاب ومنها غزة المحتلة.
ولعل الدليل القاطع على ان المصريين لم يتقبلوا هذا التطبيع السافر مع الذ الاعداء عبر معاهدة كامب ديفد هو مهاجمتهم اثناء الثورة للسفارة الاسرائلية والعبث بمحتوياتها والمطالبة بطرد السفير الاسرائيلي من مصر.
وظلت امريكا تشجع هذا النظام بل نصبته نظاما استشاريا وقائدا عربيا للتعامل مع القضية الفلسطينية ,وجعلته راعيا للسلام,والحقيقة المرة انه ليس بقائد ولا راع للسلام,بل ظل دمية في ايدي الامريكان والصهاينة .يفعلون به ما يشاؤون,وظل هذا النظام يحس الزعامة بين اضراسه,تنفخ فيه تشجيعات البيت الابيض وتل ابيب على السواء,فداس على قومية المصريين,الذين رضخوا للامر الواقع تحت وطاة السجون والزنازن.وهنا نتذكر قول ابن رشيق:
مما يزهدني في ارض اندلس=اسماء معتمد فيها ومعتضد
القاب مملكة في غير موضعها=كالهر يحكي انتفاخا صورة الاسد
كل هذه الاسباب كانت كالجمر الحارق في نفوس المصريين على اختلاف اطيافهم,لانهم احسوا ان النظام جردهم قسرا من قوميتهم وعروبتهم,واجهز على اقتصادهم بجعله تحت رحمة الامريكان,والجمهم بالنار والحديد





Aucun commentaire