Home»International»الاحتلال الأمريكي وسياسة تشويه المقاومة للتغطية على الهزيمة

الاحتلال الأمريكي وسياسة تشويه المقاومة للتغطية على الهزيمة

0
Shares
PinterestGoogle+

المعروف على كل احتلال عبر التاريخ هو سياسة الذرائع لتبرير وجوده . والاحتلال الأمريكي في العصر الحديث يمثل قمة الذرائعية لتبرير عدوانه على الشعوب . ولحد الساعة لم ينس العالم ما تذرع به الأمريكان لغزو فيتنام؛ والبقاء فيها لبعض الوقت. ولم ينس العالم ذرائع الأمريكان عندما اشتدت المقاومة الفيتنامية ولقنتهم دروسا قاسية لم تنس ولن تنس أبد الآبدين؛ وستظل هزيمتهم هناك لعنة أبدية. ولن ينسى العالم الذرائع الأمريكية لغزو أفغانستان والعراق؛ كما أنه لن ينسى الذرائع الأمريكية للبقاء فيهما.
ولا يستقيم لا عقلا ولا منطقا ولا عرفا ولا عادة غزو بلاد لمجرد وجود مطلوب فيها تطلبه أمريكا. ولو جاز ت هذه الذريعة الأمريكية التي جعلت أفغانستان تحت احتلال بغيض لكثر الغزو بين الشعوب إذ لا يوجد بلد إلا وهو يأوي مطلوبين لدى بلد آخر. ولا يستقيم أيضا غزو بلد لمجرد الاعتماد على ظن كما هو الشأن بالنسبة للعراق الذي ظن الأمريكان أنه يملك أسلحة دمار شامل. ولو جازت هذه الذريعة الأمريكية التي جعلت العراق مسلوب الحرية وتحت رحمة فوضى عارمة الله أعلم بنهايتها لكثر الغزو والاحتلال بين البلدان إذ لا يخلو بلد من ظن سيء ببلد آخر ولكن الظن لا يغني هن الحق شيئا.
إن الأمريكان الذين اعتمدوا الكذب والتزييف إستراتيجية لاحتلال العراق وأفغانستان من أجل نهب خيراتهما وتحقيق كل المآرب لن يتورعوا عن أكاذيب أخرى. فمن ذا الذي سيصدق أن الجيش الأمريكي إنما يقتل في العراق ما يسميه إرهابا ؟؟ ومن سيصدق أن الأهداف التي تقذفها طائراته في العراق وفي أفغانستان هي لمسلحين وليست لعزل مدنيين ؟؟ ومن سيصدق بأن الأمريكان يعقدون المؤتمرات على غرار شرم الشيخ وغير شرم الشيخ من أجل مصلحة البلد المحتل كالعراق مثلا ؟؟ ومن سيصدق بأن المقاومة الباسلة في العراق وفي أفغانستان هي مجرد عصابات إجرامية ؟؟
لا بد للإنسان من بلادة كبيرة ليصدق سياسة الكذب الأمريكية. فكما لم تصح أكاذيب أسلحة الدمار الشامل ؛ وأكاذيب احترام حقوق الإنسان بعد فضائح كوانتنامو وأبي غريب وقندهار… لا يمكن أن يصح ما يروجه الأمريكان عن المقاومة البطلة التي لقنتهم دروسا تضاف إلى دروس المقاومة الفيتنامية.
لقد كانت البلاغات العسكرية الأمريكية الصادرة عن الإذاعة الأمريكية تصف المقاومين بنعوت مشينة أقلها الإجرام والإرهاب؛ وهو نفس النهج اليوم مع المقاومة في أفغانستان والعراق. بل لقد لجأ الأمريكان للترويج لفكرة اقتتال الجماعات المقاومة للإيهام بصواب رأيهم في من يمثل شوكة في خاصرتهم.
ولا يستغرب الإنسان ذلك من الأمريكان ومن يواليهم من الغربيين الحاقدين الضالعين في جرائم غزو بلاد العروبة والإسلام ؛ وإنما يستغرب مجاراة بعض العرب والمسلمين للغزاة في أطروحاتهم خصوصا القيادات والأنظمة لأن الشعوب عبرت بما فيه الكفاية عن رفضها للاحتلال ولا زالت.
إن أنظمتنا تحلم بشطب مفهوم المقاومة من أفئدة وأدمغة الشعوب ؛ ولكن هيهات أن يتحقق هذا الحلم السرابي . إن عقيدة الإسلام تحمل في ذاتها مفهوم المقاومة وتضفي عليه القدسية؛ وتجعله واجبا دينيا قبل أن يكون مطلبا من مطالب الحياة الكريمة. إن حبال الكذب قصيرة خصوصا إذا كانت من صنع أمريكي . ولعل الدرس المراد إيصاله للشعوب الإسلامية هو نسيان فكرة الجهاد في أرض الإسراء والمعراج لتكريس تهويد فلسطين ولكن هيهات ؛ فلئن سكت المطبعون المضبعون ( نسبة للضبع) فان الله عز وجل سيوكل بفلسطين من يطهرها من أدران اليهود كما فعل في الماضي . فان لم يحصل وهو حاصل لا محالة بموجب نبوءة رسول الإسلام عليه السلام فلا فائدة من استعراض التاريخ ودراسته وتدريسه.
إن سياسة تشويه المقاومة في بلاد المسلمين لها دلالة واحدة وهي هزيمة المحتل؛ واقتراب رحيله مدحورا مخذولا؛ ورحيل الأمريكان من العراق وأفغانستان هو مؤشر على حزم حقائب اليهود من فلسطين؛ ومن قال العكس قلت له تربص وأنا معك من المتربصين.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *