على الباغي تدور الدوائر

على الباغي تدور الدوائر:هذا هو حال جبابرة بعض الأقطار العربية,ظلوا يعزفون نغمات البقاء على قيثارات متهرئة,وظلوا على مر العقود الخوالي ينسجون أنشودة الظهور أبطالا,أمام شعوبهم المنكوبة,فذاك عزف بطولته على وتر العروبة والقومية,وظل يردد في خطاباته كلمات معادية للامبريالية الأمريكية والصهيونية,بل ورط – من إفراطه في الزعامة – شعبه في معارك خاسرة منذ البداية,وظل كالكراز الذي يقود القطيع إلى مصير مجهول ,وللقارئ الكريم في قضية لوكربي صحة ما أقول.
نعم للقومية,نعم للعروبة,نعم لأمجاد الأمة,لكن أين الشعارات والبطولات حين نرى هذا المتهور يفتح أبواب بلده للتفتيش والعقوبات الاقتصادية,أين الاستئساد حين نراه ينبطح أمام من كان يدعي العداء لهم ,فيحمل إليهم بعض الأسلحة المحظورة معتذرا؟.أين الاستئساد حين نراه هاربا لا يبالي شرقه من غربه حين أغارت عليه في مضجعه طائرات قطعت آلاف الأميال وتزودت بالمحروقات في السماء؟.
إنها البلادة بعينها أراد من خلالها الظهور أسدا لكنه انقلب إلى دب مغرور بنفسه.
وذاك عزف صلاحه على أوتار القضية الفلسطينية ,فأغلق أبواب حدوده وأمد أعداء الأمة بالغاز ليحرقوا به أطفال غزة والقطاع,وفي نفس الوقت يظهر وصيا على دولة تواجه الحديد والنار,فيدعي انه القادر على حل مشاكلها , والراعي لعودة مصالحها,وهو يطبق أجندات أسياده الذين دافعوا عنه أمام الطوفان بسواعدهم ونواجدهم,لكنهم انقضوا عليه انقضاض العقاب على عقيرته والأسد على فريسته حين قال الشعب:لا للخائن.
هذا هو مصير الطغاة والجبابرة,فلم يعد مكان للزعامة الجوفاء,ولم تعد أوتار القيثارات المتهرئة تجدي أمام شعوب أصبحت واعية متعلمة متحضرة.
عن أي زعامة يتحدث هؤلاء, ومصير بقائهم وزوالهم في يد البيت الأبيض,هذا البيت الذي يقرر ما يراه صالحا أو طالحا على شعوب ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
ما السبيل إلى عودة أمجاد الأمة يا ترى؟ما السبيل إلى تغليب منطق العقل على منطق الرصاص الحي والهراوات؟ما السبيل إلى طرد الأنانية العمياء عن النفس الأمارة بالسوء وسربلتها بخصال الإيثار والمساواة والعدل؟أو أن عدلهم كما جاء على لسان جبران خليل جبران:
والعدل يبكي الجن لو سمعوا+به ويستضحك الأموات لو نظروا
لماذا يبدلون شموخ البيزان بجبن الغربان؟أو لم يصدق جبران أيضا حين قال:
وفي الغربان جبن وهي طائرة+وفي البيزان شموخ وهي تحتضر
لله في خلقه شؤون ,ما أردنا هذه الفتن,وما أردناها موجهة إلى الإخوة فيما بينهم بقدر ما أردناها سيلا جلاحا على أعداء الأمة ورؤوس الفتنة.




Aucun commentaire