هل استفاد العرب والمسلمون…..من سياسة الغرب والأميركيين….

كثيرا ما لوح حكام العرب واستعانوا بالدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية , من أجل الحفاظ على الكراسي ,حتى تحولوا من رؤساء منتخبين الى حكام دائمين , بل إلى توريث الحكم لذويهم وسجن كل من يفكر في الترشح ضدهم , زوروا ما شاءوا,وعاثوا كيف يشاءوا.
ناسين أن الولايات المتحدة لم تكن يوما دولة ديمقراطية,ولم تكن دول مؤصلة ولا أصيلة.يرجع تاريخها الى العصر الحديث,بل قامت على أنقاض السكان الأصليين من الهنود الحمر الذين تمت إبادتهم من طرف محتلين غازين قدموا من أوروبا ,قارة المستعمرات, قارة الاغتصاب, وقارة الاستعمار.
ناسين أن الأمريكيين لا دين لهم, ومن لا دين له لا عهد له.دولة قامت على أساس عنصري, استقدمت الأفارقة واستغلتهم كعبيد .
ميزوا بينهم والى وقت قريب وبين السكان البيض الى درجة الفصل في الدراسة والسكن والنقل والأكل والتعايش.وما ثورة لنكولن أواخر القرن التاسع عشر الا دليل على ذلك.
ناسين أن الأمريكيين لا يعترفون الا بديمقراطية القوي,و إلا من يعتلي الكراسي عندهم ؟أليس أغنياء البلد؟كم شركة يملكها الرئيس السابق؟قد يقول قائل ,ولماذا رشحوا » أوباما »الجواب بسيط.ان الأمريكيين وعلى مر التاريخ كلما مروا بأزمة يحاولون تهدئة الأوضاع بتقديم رئيس ضعيف,بعد ما فعله الرئيس السابق من غزو لأفغانستان والعراق,ومن بطش بالعديد من الدول ,وبعد تلطخ سمعة الأمريكيين عالميا وشعورهم بالعزلة….
ان الشعب الأمريكي شعب مغفل لا يهتم بالسياسة ويضعها ضمن أواخر اهتماماته ,قد تصل الى ما بعد المرتبة الثامنة.الكثير من الأمريكيين لا يعرفون موقع المغرب على سبيل المثال,والكثير من الأمريكيين لم يكن على علم بالحرب على العراق.
انه شعب الملاهي,مثقل بالضرائب والديون,ومراقب على جميع الحصون,لا ينقل دولارا واحدا إلا بعلم المخابرات الأمريكية.الإعلام موجه وفق ما يريده السياسيون والحكام ,ومتجه حسب أهواء جماعة الضغط من إسرائيليين ورجال الأعمال.
فليعلم حكام العرب أن الولايات المتحدة تضع ضمن أولوياتها,المصالح الاقتصادية ,ثم أمن إسرائيل.ان الأمريكيين يتدخلون عندما تمس مصالحهم الاقتصادية ,أو يطمحون لتحقيق مصالح اقتصادية أو إستراتيجية كما حصل في العراق وأفغانستان,أو مصلحة إسرائيل كما يحصل جنوب السودان,والأمثلة كثيرة….
التجربة التونسية والمصرية أثبتت أن الغرب والأمريكيين يفضلون حماية مصالحهم أولا وأخيرا…ناصروا هؤلاء الحكام رغم جورهم,وخذلوهم للبحث عن مناصر جديد. إنهم لا يعرفون صديق أو حليف. الرئيس المصري باع غزة وأغلق عليها المنافذ,وباع الرئيس الفلسطيني السابق ومعه فلسطين,وباع الغاز لإسرائيل بثلث ثمن السوق العالمي وبثمنه الحقيقي داخل مصر وباع نخوة المصريين للأمريكيين وباع كرامة مصر للسياح الغربيين,وباع الكثير….بثمن يسير..مقابل تزوير الانتخابات في كل مرة وهم ساكتون,ونهب ثروة البلاد وهم صامتون,والحفاظ على الكرسي الى ما لا رجعة وهم غير أبهين….الى أن بلغ السيل الزبى . شعب يعيش في المزابل والمقابر ,ويشرب الماء العكر الملطخ,ويعيش في الأكواخ .
مقابل 1000مصري من بين 85 مليون مصري يملكون كل الثروة. انه نظام الاستغلال والاستبداد …..
انقلب الكيل على أصحابه وانقلب الحليف على أعقابه ,يتبرأ وينادي بالديمقراطية التي لم تظهر إلا أخيرا….
أليست هذه دروس مستخلصة ,على أن الحاكم يجب أن يلتفت الى شعبه ويحبه حتى يبادله حبه. لن تجدي موالاة الغربيين والأمريكيين,ولن تفلح مجارات الأعداء الناقمين. إنهم لا يقدمون دعما مجانيا ,حتى المساعدات المالية للجيش المصري أصبحت موضع مراجعة,لأنها كانت تقدم مقابل حماية أمن الصهاينة المزعوم….والى أن ينتبه كل عربي وكل مسلم ,أن العدو واحد… انه ….الفقر والبطالة والفوارق الاجتماعية .




Aucun commentaire