Home»International»تسونامي تونس يضرب مصر

تسونامي تونس يضرب مصر

0
Shares
PinterestGoogle+

اندلعت ايام الغضب في مصر ، وانتشرت المظاهرات ، والاحتجاجات مثلما تنتشر النار في الهشيم ، ولا أحد يمكنه ان ينكر ان ما يحدث في مصر الان ليس تأثرا بما حدث في تونس حيث طردت ارادة الجماهير الشعبية الديكتاتور التونسي  الذي اتخذ من  تونس الخضراء ضيعة له ولزوجته ولأقاربه وأقاربها …ثورة الياسمين اذن اصبحت الأغنية التي يرددها كل الشباب العربي عبر الفايسبوك والتويتر والرسائل القصيرة ـ س م س ـ : اذا الشعب يوما اراد الحياة /// فلا بد ان يستجيب القدر…لابد لليل ان ينجلي /// ولابد للقيد ان ينكسر …
ابوالقاسم الشابي الذي لم يكن يتصور في يوم من الأيام ، ان هذين البيتين الشعريين  سيسقطان اعتى العتاة  ، وأكبر الطغاة  … سقط بنعلي وفر هاربا بجلده مخذولا مذلولا ، وتلك هي عاقبة  كل جبار متكبر مستصغر لشعبه ومحتقر لارادته ، ان الشعب  هو اشبه ما يكون ببحر  يمكن لأي رئيس دولة  ان يسبح فيه كما يشاء ، ولكن عندما يتحول الى تسونامي فلا توجد اية قوة يمكن ان تقف في وجهه ، لا القمع البوليسي ، ولا القنابل المسيلة للدموع ، ولا الهراوات ، ولا حتى الرصاص الحي  …فبحر الشعب  عندما يهيج  فانه يمسح من طريقه  كل  جبار وكل ديكتاتور،  لان الضحك على ذقون الشعوب لن يدوم طويلا …
فلا الحزب الحاكم في تونس الذي كان يعتبر القوة الضاربة في هذا البلد استطاعت ان تنقذ بنعلي الذي كانت نسبة التصويت لاعادة انتخابه وتمديد رئاسياته   تتجاوز 99.99 في المائة  ، لتتبخر هذه النسبة  بين عشية وضحاها  وتنقلب  بكاملها ضده وتطالب برحيله ، بل بمحاكمته ،   وعندنا نقول  » ما ينبت غي الصح  » …

أما في مصر ـ ام الدنيا ـ وفي زمن الانترنيت ، والزمن الرقمي  يقوم النظام بتزوير الانتخابات  » وعلى عينيك يا بن عدي  »  وأمام اعين الكامرات  الرقمية التي اصبحت اليوم لا تخفى عنها خافية  ،  يقرر حزب مبارك انه فاز تقريبا بكل مناصب  مجلس الشعب ، وان كل الأحزاب الأخرى لم تفز ولا بمنصب واحد ـ يا سلام ـ على القوة الحزبية في القرن الواحد والعشرين …بل الأدهى والأمر هو عندما تكون كل هذه الانتخابات هي مجرد ارضية لتأثيث التوريث في زمن الجمهوريات الملكية … الشباب المصري والشعب المصري الذي رفض ان يستعبط بهذه الطريقة ، لم  يجد امامه  وسيلة لاسماع صوته سوى النموذج التونسي ، التي يتمثل في ثورة الياسمين ، التي كانت ـ  رغم نسبتها الى نوع من الزهورالعطرة ـ بمثابة تسونامي  اطاح بالديكتاور الذي لم يكن يتصور في يوم من الايام ان تكون نهايته بهذه الطريقة المهينة …
التسونامي المصري مازال في بدايته ، ويوم الغضب تحول الى ايام الغضب ،وتحولت المظاهرات  خلال  جمعة الغضب الى  عمليات  كر وفر بين الأجهزة البوليسية   من جهة والمتظاهرون من جهة اخرى  وكأن الأمر يتعلق بتكتيكات  حربية تحاول من خلالها جموع الشباب الثائر  في العديد من المدن المصرية  ان تحطم حاجز الخوف  لديها ، وكأنها تقول الآن ألآن وليس غدا …
انها ارادة الشعوب التي لا تقهر ، الشعوب التي قد تصبر ، وتصبر ، وتتحمل الجوع والبطالة ، والفقر، و,,,,,وووو, ولكن لا تتحمل الاهانة ، ولا تتحمل تزوير ارادتها ، ورحم الله ام كلثوم  حينما  غنت ورددت مرارا وتكرارا  » انما للصبر حدود للصبر حدود … » الساعات القليلة القادمة هي ساعات جد  حرجة  بالنسبة للنظام المصري ، طبعا وهو النظام الذي لا يمكنه ان يستسلم بسهولة ، ثم انه  النظام الذي يتقن كل اساليب المناورة ضد شعبه  ، وهي اساليب استعملها مرارا وتكرارا ونجح فيها ، فهل سيوفق هذه المرة ، ام   » ما كل مرة تسلم الجرة  » 
فالدائرة بعد مصر على من  ستكون اذن ؟  نقول لكل طاغية  وديكتاتور ، ولكل من يستعبط شعبه ، ويتلاعب  بقوته ، وامواله ، ويتصرف فيها  تبذيرا يمينا وشمالا ، كما  يقوم بذلك قادة الجزائر الذين تسببوا في افلاس بلدهم ، وتجويع شعبهم ،  بسبب مجموعة من  المرتزقة  صرفوا عليهم كل اموال الشعب الجزائري الشقيق ، أكثر من 500 مليار دولار صرفها قادة الجزائر على البوليساريو  ،  فدمروا بلدهم ، ودمروا آمال شبابهم الذي لم يجد أمامه  سوى ان يركب قوارب الموت هروبا من بلده الذي يسبح على بركة من النفط والغاز  ،  طبعا الا يحق لهذا الشعب ان يثور ضد  هذه الحكرة ، وضد هذا الفساد  وضد هذه الطغمة التي جثمت على صدره وعلى صدر الجزائروالتي تعيث فيه فسادا ، وتبذر امواله على جماعة من المرتزقة ، آخر انواع التبذير هاته  هو ان قادة الجزائر  يوفرون الآن كل الامكانيات المادية والمالية  ليحتفل مرتزقة البوليساريو في تيفاريتي يوم 27 فبراير 2011  الاحتفال الذي سيصرف عليه قادة الجزائر الملايير من خزينة الدولة الجزائرية  ومن اموال الشعب الجزائري ، الذي لايمكنه ان يتحمل اكثرمن هذا الضغط ، ولا شك ان الايام القليلة القادمة  حبلى بالمفاجئات  في الجزائر  ، فنشيد ابو القاسم الشابي   يسري في  قنوات الفيسبوك والتويتر بين الشباب الجزائري الذي لا يمكنه ان يسكت عن الفساد الذي ينخر بلده

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *