الثورة التونسية تبعث برسائل متعددة

دخل التونسي محمد البوعزيزي-الشاب الدي احرق نفسه- التاريخ من أوسع
أبوابه ليس لأنه كان سببا في الإطاحة بأحد اكبر الأنظمة البوليسية الذي حكم
البلد بقبضة من حديد عدة عقود بل لأنه كان سببا في الثورة على مجموعة من
المفاهيم السياسية والسوسيولوجية .فثورة الياسمين كما يحلو للبعض تسميتها
لم تتوفر لا على نظرية ثورية ولا على أداة ثورية كما تؤكد نظرية سوسيولوجية
الثورة بل أن من أعطوا انطلاقتها هم شباب ذاقوا درعا من فساد النظام
واستغلال ثرواته من طرف المقربين من الرئيس المخلوع
وكان سلاحهم في دلك حواسيبهم وتمكنهم من التقنيات
الحديثة للاتصال.هده الرسائل يجب أن تلتقطها كل الإطراف المعنية.فالأنظمة
المستبدة لابد أن تدرك أن لا الأجهزة القمعية المتطورة ولا الأجهزة
الاستخبراتية التي تعد أنفاس المواطنين قادرة على الوقوف أمام إرادة الشعوب
في التحرر فكلما تطورت أساليب القمع تتطور أدوات المواجهة.
رسالة شباب تونس يجب أن تلتقطها أيضا الأحزاب التواقة إلى التغيير التي يجب
تركز اهتمامها على الشباب واجتناب ما يصطلح عليها بلغة الخشب أما الأحزاب
الأخرى التي تتهافت على الكراسي والمناصب الحكومية فمصيرها سوف لن يختلف عن
التجمع الدستوري الديمقراطي لان ثورة الياسمين قادة إن أجلا آو عاجلا .




Aucun commentaire